إليك قصيـــدتي يا من تريد أن تعرف أحـــوالي !!

بسم الله الرحمن الرحيم

إليك قصيـــدتي يا من تريد أن تعرف أحـــوالي !!

يا ذلك الأخ العزيز الفاضل ،، يا من تريد أن تقابلني لتعرفني شخصياُ فأنا لست بذلك المستحيل في مقامي .. أنا أتواجد حالياُ في كل الأماكن بالسودان .. أنا ذلك المواطن الذي يقف الآن في صفوف الخبز ومن الوقفة الطويلة قد كلت أقدامي .. والمصيبة الكبرى حين أصل للشباك قد لا أتوفق في ذلك المرام .. وحتى إذا نلت المرام فقد تكون رغيفة صغيرة ملعوبة بأيدي ذلك الحرامي .. وأنا ذلك المواطن المنهك الذي يركض الآن خلف الحافلات والمواصلات لأصل لأهلي ودياري وأطفالي .. وأنا ذلك المواطن المحروم الذي يتواجد في أرض الأنعام حيث تلك العجول والضان والماعز وأسراب النعام .. ورغم ذلك لا أتمتع بمذاق اللحوم في طعامي .. وأنا ذلك المواطن أتواجد في أرض المزارع الخضراء وأشاهد كل ألوان الخضار يتراقص أمامي .. ورغم ذلك فإن شراء حزمة الجرجير يربك حساباتي لأيام وأيام !.. وأنا ذلك المواطن السوداني أشاهد كل أشكال وألوان الفواكه تملأ الرفوف في المحلات وتتدلى بانسجام .. ورغم ذلك فإنني لا أعرف مذاق الفواكه إلا في المنام .. وحتى ذلك الموز الذي كان صديقاُ لأمثالي ذات يوم قد تمرد حالياُ ليكون صعب المنال .. وأنا ذلك المواطن الذي أتداوى اليوم بالعطرون والحرجل والقرض عندما تشتد أسقامي .. والذي يجرح كبريائي في هذه الأيام ويطرد النوم من عيني وأجفاني .. ذلك الضيف الكريم الذي كنت أكرمه في الماضي بأفضل الزاد أكرمه الآن بجرعة الماء !! .. أكاد لا أطيق النظر في عينه فأخفي المشاعر لأبكي في عمق قلبي ووجداني .