مبادرة وطنية لحل المشكلة التعليمية بقلم سالم حسن سالم

06:30 PM December, 05 2019

سودانيز اون لاين
سالم حسن سالم-
مكتبتى
رابط مختصر

/ باريس
بالعودة الى ما قاله وزير التربية والتعليم في مؤتمره الصحفي حيث لم يتفاجأ أحد لأننا كن نعرف أن التعليم مثل كل شيء في بلادنا قد طاله الفساد و الإفساد الممنهج المقصود و لكن الوزير كشف لنا بالأرقام مدى بشاعة الخراب الذي أُحدث في المؤسسة التي يفترض أن تربي و تعلم أطفالنا و تُكوّن منهم صناع الغد، فنيين وإداريين و مهندسين و مزارعين و أطباء و قانونيين و ساسة و غيرهم ليبنوا هذا الوطن العزيز علينا، و كأن الذين تعمدوا هذا التخريب أجانب عملاء حقودون قصدوا القضاء علينا تماما كشعب فاصابونا في مقتل فعلا.
إن ما حدث من تدمير للمنظومة التعليمية لن ينصلح في عام او عامين و لن يفيدنا الإستريال في التشخيص و تكراره شيئا فقد اوفى الوزير، كما لا يجدي البكاء و لطم الخدود و شق الجيوب فنحن بحاجة لمجهود عملي جماعي يضع الكل امام مسؤليته بازاء الواقع، نحتاج مبادرات تستوعب مساهمات السودانيين جميعا كلٌ بقدره بحيث يحس كل سوداني أنه ساهم فعلا في بناء الوطن الذي يريده لنفسه و لأولاده، مبادرات تستفيد من الحماسة الثورية الراهنة و تخلق مواعين للذين يريدون أن يقدموا شيئا لبلدهم، و عليه و بالنظر إلى قلة المعلمين المؤهلين فإني أقترح تصوير الحصص الدراسية لكل المواد و خاصة العلمية منها على أيدي معلمين أكفاء تختارهم الوزارة بمعايير صارمة جدا و حفظها في فلاشات ( متاحة و رخيصة) و شراء أجهزة البث السينمائي المتحركة video projectors و هذه تكلف ما بين ١٠٠ و ٣٠٠ دولار و يستطيع كل مغترب او اثنين أن يبعثوا بواحد إلى السودان و هذه الاجهزة ستحل بدرجة كبيرة مشكلة نقص المعلمين المهرة و تقدم تعليما مميزا للجميع خاصة و أنها تعمل على أي سطح املس مستو او حتى قماش على أن يقوم المعلم المتاح الموجود في الفصل بمزيد شرح إن لزم الامر و الجواب على الاسئلة و تصحيح التمارين و خلق التفاعل المطلوب في الفصل الدراسي، و كذلك يمكن عمل مبادرة أخرى لتوفير الكتب الدراسية مجانا لكل طلبة المدارس في السودان عموما من الروضة الى الجامعة يتكفل به المغتربون في الخارج و يمكن تمديد المبادرة لبناء فصول دراسية في المناطق التي تفتقر إليها، و إني متيقن من ان هذه الامور ممكنة جدا و سهلة و يكفي فقط أن يعلن عنها رئيس الحكومة الدكتور حمدوك الذي يحظى بتأييد كاسح و سنُري العالم أجمع كيف يتداعى السودانيون لبناء وطنهم الذي يذوبون حبا فيه.
[email protected]