حميدتى سرطان عظيم بنكسة مثقفى الهامش بقلم سهيل احمد⁩

حميدتى سرطان عظيم بنكسة مثقفى الهامش بقلم سهيل احمد⁩


12-05-2019, 03:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1575557310&rn=0


Post: #1
Title: حميدتى سرطان عظيم بنكسة مثقفى الهامش بقلم سهيل احمد⁩
Author: سهيل احمد الارباب
Date: 12-05-2019, 03:48 PM

02:48 PM December, 05 2019

سودانيز اون لاين
سهيل احمد الارباب-
مكتبتى
رابط مختصر



كارثة تنبى عن الكثير فى المستقبل القريب لازمان السودان المستفحلة ككرة ثلج متدحرجة ولايدرى احد متى تتوقف
بالامس هالنى تمجيد احد اوفياء الهامش والرؤى التقدمية من منتصف ثمانينات القرن السابق شابا مكافحا مناضلا بوعى واستنارة ومصادما للحياة فى رزق يومه ونصرة فكره واهدافة خريجا من كلية الفنون الجميلة وقانونيا مميزا خريجا من جامعة القاهرة فرع الخرطوم والنيلين لاحقا.
نشطا ومثابرا فى اقامة معارضه شبه السنوية فى عادة لم ينفك عنها طوال مايقارب الاربغين عاما بكل دول العالم منذ اقامته بالسويد ماقبل 20عاما واسرته ولم ينقطع عن وطنه السودان فراتب على ذلك كل عام بنفسة وبمعرضه المتكرر عبر نافذه راشد دياب.
اذكره وهو شابا يسكن عشوائي اللاماب بفناء بلاحدود سر ثوريته التى انطلقت بمساندة الحركة الشعبية ومبشرت برؤية قرنق فى ذلك الزمان ومابينها من انتمائة مقاتلا وعضوا نشطا لها بالدعوة والتجنيد من مدينة الخرطوم وفى تواصل وصداقات مع زملاء ديمقراطيون وشيوعيون ولم يغضبه رفض طلبه الانضام للحزب الشيوعى بسبب انتمائة المعروف الحركة الشعبية وكنا حينما نزوره ببيته المتواضع يستقبلنا بمحبة وكرم عظيم ونحن نصغره بسنوات قليلة مسمعا لنا بعض الحان عبر الة جيتاره ومغنيا لصالح الضى فنانه المفضل يبدو زمانها ومحدثنا عن سيارته الاثيرة لنفسة الفلكسواجن البرتقالية والتى فى اغلب الاوقات نجدها متوقفة منزوعة الاحشاء نتاج اعطالها وعبثة المستمر بها وشهدناها قليلا وهى تعمل.
وكان يحدثنا عن مانديلا والثوار فى انقولا وناميبيا وعن جون قرنق بتالق وحب عظيم وعن الثورة والاشتراكية والعدالة الاجتماعية برؤية خاصة تصدر عن مثقف يهوى الاطلاع وملى بالمواهب...وكان جيرانه من العشوائى يحبونه حبا جما وقلما يتركونه وحيدا...وتزوج من رفيقة دربة بدراسة القانون وانجب ابنه الاول واسماه بمثله الاعلى مانديلا وبنتا نسيت اسمها الان وهو مستقر بالعشوائى مكافحا بالحياة ومستمتعا بها ومنتصرا عليها.
وانقطعنا زهاء الخمسة وعشرون عاما الى ان صادفته عبر الفيسبوك وتواصلنا وعلمت انه مستقر واسرته بالسويد وان يحضر لدرجة الدكتوراة فى القانون الدولى والتى نالها اخيرا فى العام الاسبق ولست باكيد من التوقيت وقابلته بعدها قبل 4اعوام بالخرطوم وتصادفنا فى زيارتنا السنوية لارض الوطن واكرمنى بزيارتى والتعرف على اهل بيتى ووجدت انه مازال بالالق القديم وذاته السنوات نضجا...واخبرنى انه يقيم حينها بمنزله بحى مايو والذى كان يتحدث عن صداقاته وجيرانه وتكويناته وقضاياهم كثيرا عبر مقاطعه الراتبة من فيديوهات يطرح فيها حلولا لمشاكل الهامش والحركات المسلحة ورؤيته للازمات السياسية بالسودان وافق حلولها الموضوعية حسب رؤيته وتجربته الطويلة بالحياة والحاشدة بالافكار والتموضعات السياسية والمواقف..
فاجانى الصديق بالامس بفديو من تلك التى تعودنا اطلالته من خولها بدعوى لقوى الهامش بالتموضع وحميدتى وهو يروج له ومكانته ودوره المؤثر فى الحاضر السياسي السودانى وبنفس لاتغيب عنه العنصرية والدعوات ذات المنحى الجهوى وبغضب يوشى باحتقان عميق فى موقفه السياسي وهو امر ازهلنى حقا فى مثقف كان يحمل الانتماء الى مانديلا وغاندى وقرنق بوعى وفتوة رؤية وداعية بافق عظيم الى مطبل لحميدتى رغم ادراكه لكوارثه وبمظلة جهوية واضحة وصريحة .
والكارثة الاكبر فى المعلقين على ذلك الفديو من كم كبير من المتعلمين والمثقفين من ابناء مناطق الهامش فى الذهاب معه فى ذات المنحى والتهجم على مداخلتى المذكره له بتعجب وسؤال عن تاريخه القديم المضى مواقفا كسباسي ومعارضه المعبره عن كفنان عريق يرتقى بثقافات السودان المنسية الى العالمية.
لقد ادخلنى ورفاقه الجدد فى حالة خوف واسي عظيم عن مستقبل السودان السياسي وافاق تمزقة اصبحت مواقف تحملها الطبقات المتعلمة والتى كانت متقدمة بالامس القريب شعارات وقضايا مرحلة....فحقا السودان فى خطر وسرطان التمزق يتفشى بين اوصاله وعبر نفر من ابنائة ذوى التاريخ المضى سابقا للاسف...