وقفات مع البرهان بقلم جلال سعيد محمد درار

04:45 PM November, 26 2019

سودانيز اون لاين
جلال سعيد محمد درار-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

البرهان أيام الاعتصام امام القيادة العامة كان يبدو كرجل شهم مقارنة باقرانه الضباط وكان يدخل وسط جموع المعتصمين ويطمئنهم ..
كنت احاول ان اطمئن له وذلك لعدم وجود خيارات وبدائل ولذلك كنت اتمسك بالبرهان كالغريق الذي يتمسك بالقشة ،
ثم ماذا ؟؟ ولا اريد ان اتحدث حول احداث فض الاعتصام ومسئولية البرهان كونه كان رئيسا لما يسمي بالمجلس العسكري وانقلابهم علي الاتفاقيات التي تمت مع قوي الحرية والتغيير ومحاولات الانفراد بالسلطة علي ما جري في مصر بمباركة مصرخليجية ولكن مليونية 30 يونيو جعلته يراجع حساباته ويعرف مقدار نفسه وفيما بعد الجلوس مع قحت في المفاوضات واصرارهم علي دخول مجلس السيادة بل ورئاسته للفترة الاولي وكل هذه التصرفات والاحداث تقول ان البرهان ليس مع ثورة الشعب ان لم تقل انه ضدها .
البرهان الذي يشاكس الحكومة المدنية وذلك بتعيين الدويحي مستشارا له بعد ان عزله مجلس الوزراء من ادارة الطيران المدني والبرهان الذي يصرح بانه لم يسلم البشير حينما صرح وزير العدل بتسليمه للجنائية بل و زاد متسائلا بهل وزير العدل اعلي منه ؟؟

ما اريد ان يفهمه البرهان هي ان المسألة ليست مسألة اعلي و ادني ولا قصة عضلات فتلك كانت سياسات العهد البائد الرعناء العرجاء ، انما القصة قصة مؤسسات لو يدري العسكر بروتوكولات العمل المؤسسي وذلك لان العسكر يعرفون التعليمات التي يصدرها الاقدم للاحدث وكما يقولون اقدم منك ارجل منك ونكتفي .
علي ضؤ ما تقدم هل البرهان يكره المدنية والحكم المدني ويحتقر المدنيين ويراهم غير اكفاء لحكم البلد وان مسألة الحكم لا يفقهها الا العسكر ؟
ان كان كذلك فادعوه ان يراجع نفسه جيدا وليعلم ان مسالة الحكم هذه مسالة معقدة ولكل دائرة اختصاصها وللجيش اختصاصات لا يستطيع القيام بها الا الجيش وحتي القوات النظامية الاخري من شرطية ومخابرات ومليشيات لا تستطيع ان تسد ثغور يسدها الجيش .
وربما البرهان هو راس الدولة العميقة وكوز ولذلك يقف عائقا امام تحقيق اهداف الثورة ، وان كان كذلك فنقول له ببساطة ان التاريخ اصدر حكمه علي الكيزان فلا يحلمن حالم بعودتهم للحكم مجددا .
وان كان البرهان عميلا مصرخليجيا ويحب ان يلعب دور حفتر او السيسي فاقول له بصراحة انه لا يستطيع لذلك طلبا وذلك نسبة لوجود حميدتي وهو الانسب للعب ذلك الدور او احد قيادات الدعم السريع في حال غيابه عن الساحة تحت اي ظرف .
ختاما كاحد ابناء السودان اتقدم من هذا المنبر بارسال الدعوات والمناشدات للبرهان ان يكون مع ثورة الشعب وليس عليها وان يلتزم بالعمل المؤسسي من اجل مصلحة ومستقبل هذا البلد وشعبه وادعوه ان بكون عونا وسندا لممثلي الشعب في حكومة الشعب وان يبادر ويساند في بناء قوات الشعب المسلحة وحل المليشيات التي أسسها المؤتمر الوطني لحماية مصالحه وادعوه ان يشارك ويساهم في بناء مؤسسات الدولة القومية حيث لكل مؤسسة مهام وصلاحيات ولا تتدخل مؤسسة في صلاحيات الاخري .