الامن القومي السوداني بقلم جلال سعيد محمد درار

الامن القومي السوداني بقلم جلال سعيد محمد درار


11-24-2019, 05:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1574611905&rn=1


Post: #1
Title: الامن القومي السوداني بقلم جلال سعيد محمد درار
Author: جلال سعيد محمد درار
Date: 11-24-2019, 05:11 PM
Parent: #0

04:11 PM November, 24 2019

سودانيز اون لاين
جلال سعيد محمد درار-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




يتابع العالم هذه الايام علي كافة الوسائط الاعلامية التحقيقات التي تجريها مجلس النواب الامريكي علي خلفية مخالفات للقانون قام بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب وذلك تمهيدا لمحاكمته وعزله من منصبه وهذه المخالفات تندرج تحت مواد في الدستور تتعلق بتعريض الامن القومي الامريكي للخطر .
ان مفهوم الامن القومي لامر في غاية الاهمية لدي الشعوب التي تتمتع بالوطنية والاخلاص والوفاء للاوطان ويعملون بكل جد واجتهاد من اجل حماية الامن القومي من اي خطر يحدق بالوطن من قريب او بعيد ويدرسون كل خطر محتمل علي المدي البعيد ليضعوا له حلولا او لاجهاضه قبل حدوثه .
مقارنة اتصال ترامب برئيس دولة اخري وطلب اجراء تحقيق في النشاط التجاري لغريمه ومنافسه السياسي وذلك بغرض تشويه صورته امام الناخب الامريكي ليفوز ترامب بجولة رئاسية ثانية امر اعتبره الامريكيون فيه تجاوز للقانون و استغلال للنفوذ وبذلك عرض امنهم القومي للخطر ولذلك فان الرئيس غالبا لم يكمل فترته الرئاسية الاولي والارجح ان يتم عزله بعد محاكمته برلمانيا وقضائيا .
وجه المقارنة بين مكالمة ترامب مع رئيس اخر و اللقاء الهزيل القبيح الذي تم بين المخلوع البشير والرئيس الروسي بوتين هذا اللقاء الذي اخجل واحرج كل من له غيرة من السودانيين والذي تم نقله علي الهواء مباشرة والمخلوع يتحدث باللغة العربية ويقول بالحرف (نحن دايرين منكم انكم تحمونا من الامريكان) وايضا يطلب منهم بناء قاعدة عسكرية في السودان والرئيس بوتين ينظر اليه نظر المغشي عليه من الحيرة والاستغراب والاشمئزاز ومرورا بزياراته الكثيرة التي كان يحرج بها السودان شعبا وارضا وهو يتسول ويببيع ويرهن ويهب كما يشاء في خيرات السودان واراضيه وثرواته وموارده وشعبه وجيشه ! ومرورا بلقاءاته مع وسائل الاعلام العالمية والمحلية ولقاءاته الجماهيرية وقسمه بالطلاق وكلامه وخطبه المرتجلة ورقيصه وغير ذلك كله يعتبرا تهديدا للامن القومي علاوة علي الملايين التي وجدت بغرفته والتي استلمها بطريقة مخالفة للقانون ولا يدري احد حتي مقابل تلك الملايين ومن المؤكد ان في استلامها مرمطة للامن القومي ،
ان الانقاذ لم تنسف الامن القومي السوداني في ليلة الثلاثين من يونيو حين اغتصبت السلطة وغوضت النظام الدستوري فحسب ولم يتجلي انهيار الامن القومي حين وصلت الانقاذ للسد المنيع داخل النفق المظلم حيث لا رجعة لها ولا بقاء بل ان الانقاذ مارست تعريض الامن للخطر ونسفه ومرمطته طيلة الثلاث عقود العجاف بمهنية واحترافية وبطرق ممنهجة وعلمية مدروسة جيدا وكانت كل حركاتهم وسكناتهم في سبيل نسف الامن القومي السوداني وكل كلمة تفوه بها المخلوع وسدنته وبطانته تعتبر تهديدا للامن القومي وكل فعل فعلوه يعتبر تخريبا للامن القومي .
كل الذي يعرفه رموز الانقاذ من مفهوم الامن القومي هو البطش والتنكيل بالمعارضين لهم وسحقهم ويعرفون جيدا قانون القوة ويعشقونه ولا يفقهون شيئا عن قوة القانون ولا يحبذنونه مطلقا .
جاز لجموع وجماهير الشعب السوداني المطالبة بمحاكمة كل رموز الانقاذ بنسف الامن القومي بكل ما يعني لفظ نسف الامن القومي من معني والانهيار الاقتصادي شاهد علي ذلك وفصل الجنوب والتفريط في حلايب وشلتين والفشقة والفتن والحروب الاهلية بالجنوب والشمال والشرق والغرب والوسط وجرائم تشريد الاكفاء من الخدمة المدنية والقوات النظامية وجرائم التمكين والسطو والنهب والفساد وكل ما فعلوه في سنين الضياع تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون .
لم يبقي للامن القومي السوداني شيئ بعد الانهيار الاقتصادي والامني والاخلاقي والاجتماعي ومن يري غير ذلك فعليه ان يدرس احوال السودان قبل 30 يونيو 1988 م ويقارنه بما اوصلتنا اليه الانقاذ .