رسالة إلي اعداء الثورة.. بقلم خليل محمد سليمان

رسالة إلي اعداء الثورة.. بقلم خليل محمد سليمان


11-20-2019, 10:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1574285925&rn=0


Post: #1
Title: رسالة إلي اعداء الثورة.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 11-20-2019, 10:38 PM

09:38 PM November, 20 2019

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





طريقة إستدعاء علي الحاج للمثول امام النيابة العامة معززاً مكرماً، بصورة حضارية، يخرج من بيته، وسط اتباعه واهله، بشكل مدني، لهو فخر ومكسب لا يُضاهى بثمن..

لا يزال مخاض الثورة لم ينقطع بعد، وهي تطرح الثمار التي يقطفها الاعداء قبل الاصدقاء..

اعتقد من المنطقي ان تجد هذه الثورة العضد، والتأييد من اعدائها قبل اصدقائها، بعيداً عن الاغراض والنفاق، لطالما كرامة الإنسان مقدسة وتعتبر فوق السلطة بقوة القانون..

كلنا يعرف كيف كان يتم الإعتقال في العهد البائد، والتعذيب، وإهانة الكرامة، والبطش، وظروف الإعتقال الغير آدمية، وكم هائل من المدنيين ماتو تحت التعذيب، والتنكيل..

إلي تيار الأسلاميين بشكل خاص، قارنوا بين إعتقال شهيد الثورة المباركة الاستاذ احمد الخير، له الرحمة والمغفرة، في العهد البائد الذي يتدثر بثوب الدين والفضيلة، وكيف قُتل..

ومثول علي الحاج امام النائب العام، في ظل الدولة المدنية، التي تتهمونها بالكفر، وكيف تعاملت مع من اجرم في حق الشعب، وتآمر علي الديمقراطية، واهدر مقدرات الامة، بالسرقة والفساد المالي والسياسي، بل ويناصبها العداء منذ يومها الاول..

في هذه الدولة المدنية، والتغيير المنشود، مصلحة تحفظ حقكم، وكرامتكم، الإنسانية، بغض النظر عن إنتماءاتكم، وتوجهاتكم..

عضوا علي هذا التغيير بالنواجز، وإلا ستُهدر كرامتكم من بني جلدتكم، كما فعلوها مع شيخكم، وعرابكم، الترابي، الذي مات بحسرته، بما صنعت يديه لعدم إيمانه بالديمقراطية، والدولة المدنية، وتآمره عليها بليل..

شاهدت طريقة ذهاب علي الحاج إلي النيابة، فطرت فرحاً، وسجدت شكراً لله، علي هذا المشهد الحضاري، الذي نستحقه كأمة عظيمة، لها تاريخ ضارب في جذور الإنسانية..

عانقت هامتي عنان السماء، وايقنت أن دماء الشهداء الطاهرة من الشباب لم تذهب هباءً..

ها نحن نجني ثمار دولتنا المدنية رغم النواقص والعثرات..

يقيني ان هذه الثورة ماضية، حتي بلوغ غاياتها، لأنها اصبحت ثقافة مجتمع، يقوده جيل من الشباب يعرف ويحفظ حقوقه، وواجباته، عن ظهر قلب..

تختلف هذه الثورة عن سابقاتها، لأنها بدأت بشكل عكسي، من قاعدة المجتمع إلي قمته..

الثورات السابقة حركتها النُخب، لذلك سرعان ما إنحسرت موجاتها واصبحت في صفحات التاريخ..

فليعلم الجميع ان هذه الثورة راسخة، وستمر بموجات من الإنتصارات، والإنكسار، ولكن الأكيد انها ستصل إلي غاياتها، كما فعلت الثوراوت العظيمة، في تغيير وجه البشرية، فإمتدت لعشرات السنين بين الإنتصار والإنكسار، حتي انتجت حضارة إنسانية عظيمة نستظل بوارف ظلالها..

من الآخر..

" عدو عاقل خيرٌ من صديق جاهل"

العدو العاقل هو دولة القانون، والمؤسسات، والحقوق والواجبات، ايها الغافلون، و ما زلتم ترددون "هي لله هي لله"

الصديق الجاهل هو الشمولية، ودولة البطش وزوار الليل..

خليل محمد سليمان