تلك التبريرات الواهية لا تعني أن يسكت الشعب ويموت كمـــداُ !!

تلك التبريرات الواهية لا تعني أن يسكت الشعب ويموت كمـــداُ !!


11-17-2019, 06:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573968336&rn=0


Post: #1
Title: تلك التبريرات الواهية لا تعني أن يسكت الشعب ويموت كمـــداُ !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-17-2019, 06:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

تلك التبريرات الواهية لا تعني أن يسكت الشعب ويموت كمـــداُ !!

هؤلاء غاضبون جداُ بخطوة الانتفاضة والإسقاط التي كانت .. ويرون أن تلك الخطوة كانت كبيرة من الكبائر التي ما كانت تجوز من الشعب السوداني .. وكانوا يتأملون أن يتحمل الشعب السوداني كل ألوان الويلات دون أي تذمر أو شكوى .. ولا يرون أية غضاضة حين يعيش البعض من نخب النظام السابق تلك الحياة المترفة المتنعمة في الوقت الذي فيه يعيش السواد الأعظم من الشعب السوداني تلك الحياة النكدة .. ذلك الشعب الذي يواجه كل ألوان الأوجاع والمعاناة والشقاء والغلاء !.. وحتى هذه اللحظات فإن هؤلاء لا يبكون إطلاقاُ على أحوال الشعب السوداني وهو يواجه أبشع ألوان الظروف الحياتية اليومية القاسية .. بل يبكون على زوال ذلك النظام الذي يقدسونه فوق كل الاعتبارات .. والعجيب في الأمر أن الشعب السوداني لم يقصر معهم إطلاقاُ .. وقد أعطاهم ذلك الوقت والمهلة الكافية لثلاثين عاماُ .. ليثبتوا للعالم وللشعب السوداني جدارتهم وأحقيتهم لقيادة هذه البلاد .. وهي تلك الفترة الطويلة التي لم تنلها أية حكومة من الحكومات السابقة في السودان منذ الاستقلال .. كما أن ذلك الشعب السوداني قد أعطاهم كافة ألوان المساندة والدعم والثقة بالقدر الذي يمكنهم من تحقيق الرفاهية التامة للأمة السودانية .. تلك الأمة الوفية المخلصة .. ولكنهم حتى هذه اللحظات لا يرون إطلاقاُ بأن أمر ذلك الشعب يستحق تلك الأهمية القصوى !.. وفي عرفهم فإن قضايا الشعب الذاتية يجب أن لا تشغل الأذهان كلياُ .. وكل تلك الحالات من الغلاء والشقاء والبلاء والأمراض والمعاناة والتردي في ظروف الحياة والمعيشة التي يكابدها الشعب السوداني لا تعني شيئا بالنسبة لهم .. ولا تهمهم كثيراُ بجانب فرية الدفاع عن النظام والجماعة .. بل همهم الأول والأخير هو الحماس والاستماتة من أجل ذلك النظام الذي يرونه مقدساُ لا يقبل المساس .. ولسان حال الشعب السوداني الذي عاشر سيرتهم لمدة ثلاثين عاماُ يقول لهم : بالله عليكم ما فائدة ذلك النظام المقدس حين يصبح وبالاُ وفساداُ ومفسدةُ وتردي اقتصادي في نهاية المطاف ؟؟ .. وما فائدة ذلك النظام المقدس إذا لم يشارك الشعب السوداني في السراء والضراء ؟؟ .. حيث البكاء بنفس القدر في حالات البكاء والدموع والغلاء والشقاء ؟؟ .. وما فائدة ذلك النظام المقدس إذا لم ينصف ويعدل ويمنع تلك الفوارق بين أفراد المجتمع السوداني .. وعدم التعامل من منطلق الانتماء وعدم الانتماء .. وما فائدة ذلك النظام المقدس إذا لم يمنع ظاهرة الفوارق من منطلق الظلم الجائر .. حيث تلك الفئات المترفة المتنعمة التي تعيش أحلا أيامها بينما أن تلك الفئات المغلوبة على أمرها تعيش في أتون الجحيم ؟؟ .. وما فائدة ذلك النظام المقدس إذا كان ذلك النظام يفاضل بين الناس من منطلق الانتماء والخضوع التام ثم الهتاف والتصفيق رغم الجوع ؟؟ .. وما فائدة ذلك النظام المقدس إذا كان يشرد ويقصي ويحارب الناس من منطلق عدم الانتماء والموالاة .. في الوقت الذي فيه أن العدل والإنصاف سمة من سمات الإسلام !.. وهل كان يفترض من الشعب السوداني أن يسكت إلى الأبد وهو يكابد تلك الأحوال المميتة القاتلة في ظروف الحياة ؟؟ .

يحاول البعض من جماعة النظام البائد أن يبرر ذلك اللوم على الشعب السوداني بالقول : لماذا لا يتحمل الشعب السوداني تلك الضائقة التي تسببها الأحوال الاقتصادية في البلاد ؟؟ .. ويقولون أن تلك الضائقة الاقتصادية تشهدها معظم دول العالم اليوم ؟؟.. وتلك هي تبريراتهم لإسكات تلك الأصوات التي ترفض تواجدهم لقيادة البلاد ,, وكذلك تبريراتهم في لوم ذلك الشعب السوداني الذي لم يسكت ويتحمل رغم المذلة والضائقة القصوى في الحياة .. ولكنهم في نفس الوقت ينسون أو يتناسون بأن الشعوب في تلك الدول أيضاُ بدأت تتحرك وتثور وترفض واقع الأحوال .. وتلك الثورات والانتفاضات بدأت تنتشر في الكثير من تلك الدول بأسباب الضائقة الاقتصادية .. وحالياُ تجري تلك الثورات في الجزائر وفي لبنان وفي العراق وفي إيران وفي فرنسا نفسها وفي دول أخرى بسبب الغلاء والضائقة الاقتصادية .. فإذن ليس من الإنصاف أن يلام الشعب السوداني وحده على ثورته .. وانتفاضة الشعب السوداني ليست بتلك البدعة المنكرة !.. وكذلك من حق الشعب السوداني أن يبحث عن ذلك البديل الذي يوجد الحياة الكريمة للأمة .. تلك الأمة التي تواجه أسوأ حالات التردي في البلاد .. ومن حقه أن يجتهد للخروج من عنق الزجاجة .. وعليه لا يحق لهؤلاء جماعة النظام البائد أن يلوموا الشعب السوداني على خطواته وثورته .. وهو ذلك الشعب المغلوب على أمره والذي لا يملك إلا ذلك الحراك والانتفاضة والثورة من أجل الخلاص ,, وحتى يتواجد في الحياة ضمن الأحياء .