دفاعا عن وزير المالية بقلم المهندس مصطفي مكي العوض

دفاعا عن وزير المالية بقلم المهندس مصطفي مكي العوض


11-16-2019, 07:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573886181&rn=0


Post: #1
Title: دفاعا عن وزير المالية بقلم المهندس مصطفي مكي العوض
Author: مصطفي مكي العوض
Date: 11-16-2019, 07:36 AM

06:36 AM November, 16 2019

سودانيز اون لاين
مصطفي مكي العوض-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



*بسم الله الرحمن الرحيم*


منذ سبتمبر العام ثمانية عشر والفين عندما اعلن مساعد رئيس الجمهورية الاسبق الدكتور فيصل حسن إبراهيم حكومة معتز موسي وفيها اعلن الدكتور عبد الله حمدوك وزيرا للمالية لينشغل بعدها الراي العام السوداني لاسابيع طويلة عن قبوله واعتذاره للمنصب حتي ثبت بعدها رسميا رفضه تولي المنصب ولم يجد رئيس الوزراء وقتها معتز موسي حلا الا ان يتولي هذه الوزارة بنفسه لتهرب كل خبراء الاقتصاد منها لعلمهم بما الت اليه الاوضاع الاقتصادية منذ ان اطلق الركابي رصاصة الرحمة علي الاقتصاد السوداني بميزانية ثمانية عشر والفين والتي سلمت السودان ومقدراته الاقتصادية لمافيا السوق السوداء مخربي الاقتصاد الذين يضعون في صدورهم اوسمة كذبا وزورا تصفهم بابناء السودان البرره وهم في الواقع معاول هدم وسرطان قاتل سري في جسد الاقتصاد السوداني منذ ذلك الوثت ظلت وزارة المالية بغير وزير متفرغ حتي عندما جاء ايلا بحكومة الانقاذ الاخيرة لم يجد من يتحمل مسؤولية هذه الوزارة التي يعلم كل من يتحمل مسؤوليتها انه سيكون في مهمة شبه مستحيلة وانه سيتحمل اوزار كل الذين سبقوه منذ العهد الوطني الاول وانه سيجلس في مقعد لا تملك فيه الدولة شيئا حتي عملتها الوطنية لا تستطيع ان تتحكم فيها في حادثه هي الاولي عبر التاريخ
جاءت الانقاذ بسياسة التمكين وبعد ان تمكنت اتبعتها بسياسة التجنيب فافرقت الاقتصاد السوداتي من كل مقدراته وسلمته لمؤسسات خارج سبطرة الدولة فاصبحت الدولة لا تتحكم في شي بل ابتلعتها المافيا السوداء التي صنعتها لتضرب الازمة الاقتصادية الطبقات الوسطي لاول مره في تاريخ السودان مما عجل برحيل الانقاذ باعتبار ان هذه الطبقات اخر سند تبقي للاسلاميين وهي طبقات افرزتها سياسية التحرير التي طبقت باسوا ما يمكن ان يكون وهي طبقات متعايشة تنشد الاستقرار ومعزوله عن الهامش الذي تحمل اهله كل سوءات حكامنا الوطنيين ودفعوا ثمن ذلك فقرا وتشردا ونزوحا .
بعد الثورة في الحادي عشر من ابريل ارتفعت احلام الشعب وتطلعاته لحياة كريمة يستحقها ولاوضاع معيشية تتناسب ومقدراته وثرواته التي نهبت عبر التاريخ ولكن تعثر تشكيل الجكوكة المدنية لوقت طويل حتي جاءت بعد مخاط عسير واسندت اصعب وزارة للدكتور ابراهيم البدوي وهو خبير اقتصادي فوق العادة وتكفي نظرة سريعة لسيرته ومسيرته لمعرفه مدي تمكن الرجل من علوم الاقتصاد والمال تولي الرجل المسؤولية التي تهرب منها الجميع وهو يعلم انه يسبح في بركة تماسيح ابتلعت كل مقدرات الشعب السوداني تولي الرجل الوزارة واكثر من ٨٠% من الايرادات خارج سيطرة وزارته تولاها والجهاز المصرفي الذي هو عصب الاقتصاد في حالة من البؤس والانهيار غير مسبوقه في تاريخ الاجهزة المصرفية بعد ان فقد الثقة داخليا وخارجيا
تولاها ولا احد يعلم حجم الكتله النقدية التي اختفت تماما حتي اصبح حصول المواطن علي مصروفه اليومي له ولاسرته ضربا من الحظ او المستحيلات
واهم من هذا تولي الدكتور ابراهيم البدوي الوزارة وقد اكتملت حلقات الحصار علي السودان اقتصاديا وسياسيا حتي اصبحت مرتبات الدبلوماسيين تحمل في حقائب لعدم مقدرة وزارة الخارجية علي تحوليها عبر الاجهزة المصرفية
علي الرغم من كل هذه التحديات استطاع هذا الرجل من حللة بعض عقد الاقتصاد فتوفرت السيولة وعادت الثقة لحد ما للجهاز المصرفي وبعون الله ثم مساعدات الاصدقاء والاشقاء خاصة في المملكة العربية السعودية والامارات توفرت الادوية وانفرجت ازمة الوقود لحد ما وكذلك ازمة الخبز واستقرت المدارس وسار دولاب الدولة لحد ما مما اخاف المافيا السوداء فكشرت عن انيابها الصدئة وتعالي صياح ابوابقها بحملة ظالمة وجائرة ضد الوزير الذي لم يمضي علي جلوسه في مقعد الوزارة الا اسابيع قليلة
اقول للكتور ابراهيم البدوي تستطيع العبور بالاقتصاد السوداني في بحيرة التماسبح هذه لبر الامان باذن الله واعلم ان امال وتتطلعات الشعب السوداني بعد الله تنعقد عليك فقط الغم هذه التماسيح حجرا لتكسر انيابها