لا تتوهموا كثيراُ بفرية الدساتير الدائمة !!

لا تتوهموا كثيراُ بفرية الدساتير الدائمة !!


11-12-2019, 01:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573560589&rn=0


Post: #1
Title: لا تتوهموا كثيراُ بفرية الدساتير الدائمة !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-12-2019, 01:09 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تتوهموا كثيراُ بفرية الدساتير الدائمة !!

لألف سنة مقبلة لا يتوقع أحد في الساحة العربية أن تتواجد دول المؤسسات التي تحترم دساتير البلاد .. ورغم تلك الحقيقة المريرة القاسية ينادي الكل في البلاد العربية بتلك الدساتير الدائمة .. وكأن تلك الدساتير الدائمة هي الناجية الواقية التي تنجي الشعوب من كيد الحكام والسلطات .. ولا يمكن لحكومة من الحكومات العربية أو لنظام من الأنظمة العربية أن يرضخ لشرعة تلك الدساتير الدائمة .. فتلك الدساتير في كافة الدول العربية هي فقط مجرد شكليات لمحاكاة الدول المتقدمة ليس إلا .. ويمكن وصفها بالجملة بأنها مجرد ( حبر في ورق ) .. تتواجد في أساسها لإسكات وإخراس تلك الجماعات المناوشة والمشاغبة .. وفي محصلاتها وجوهرها تدخل ضمن تلك الأضابير السلبية الكثيرة المتواجدة فوق الأرفف.. وقد لا يتذكرها إلا عامل النظافة التي ينفض عنها الغبار من وقت لآخر .. ولا يمكن لأحدهم في الدول العربية أن يتحدى أو يقف في وجه الحكام العرب من منطلق الأحقية التي يكفلها له الدستور الدائم للبلاد .. حتى ولو كان ذلك الدستور يسانده ويقف بجانبه مليون مرة !.. ولا توجد في ساحات الدول العربية تلك المؤسسات الدستورية القوية التي تتحدى السلطات والحكومات .. بل كالعادة المعهودة في كل بلاد العرب فإن قمة القيادات لتلك المؤسسات الدستورية ترضخ تحت مداس ذلك الحاكم أو ذلك الرئيس أو ذلك القائد أو ذلك السلطان العربي .. تلك المؤسسات الدستورية التي تدافع عن هؤلاء الحكام والقادة العرب بشدة .. ولا تدافع إطلاقاُ لبند من بنود الدساتير الدائمة .. كما أنها لا تمارس حقها بموجب شروط وبنود تلك الدساتير الدائمة .

وحين يجري الحديث عن تلك الدساتير الدائمة في بلاد العلم نجد تلك الصورة الحضارية مجسدة بحق وحقيقة في تلك البلاد المتقدمة .. وهي تلك الدول التي تمجد وتقدس شروط الدساتير الدائمة ( وغير الدائمة ) بحق وحقيقة .. الرئيس الأمريكي ( ترامب ) في يوم من الأيام طلب من أحد الصحفيين الذين دخلوا معه في حوار ساخن وحاد أن يخرج فوراُ من قاعة البيت الأبيض برفقة الشرطة .. وأن لا يدخل في البيت الأبيض مرة أخرى إطلاقاُ .. فتقدم ذلك الصحفي للجهات الدستورية يطالب بحقه في التواجد في البيت الأبيض كالآخرين من الصحفيين .. فإذا بتلك المحاكم الدستورية الأمريكية تحكم فوراُ بحق ذلك الصحفي الدخول في الأبيض كالآخرين متى يشاء عندما تعقد فيه المؤتمرات الصحفية .. وبتلك الشجاعة الغير معهودة والغير متوقعة إطلاقا في البلاد العربية رفضت تلك المحاكم الأمريكية قرار الرئيس الأمريكي ( ترامب ) .. وكفلت لذلك الصحفي أن يتواجد ضمن الصحفيين متى ما تنعقد المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض .. وذلك الحكم والقرار قد تم رغم أنف ذلك الرئيس الأمريكي ( ترامب ) .. ولو حدث مثل ذلك الحدث والتحدي للسلطة في أية دولة من تلك الدول العربية لكانت نهاية ذلك الصحفي !!. حيث المعاداة والتصدي والتحري وبيوت الأشباح والتصفيات الجسدية .. وحيث المحاربة والمعاداة برا وبحرا وجواُ !.. وفي بعض تلك الدول العربية قد يلاحق أمثال ذلك الصحفي حتى نهاية العالم .

ولذلك من المضحك والمضحك جداُ أن يهلوس البعض في السودان وفي غير السودان وينادي بذلك الدستور الدائم للبلاد .. وكأن ذلك الدستور الدائم هو يمثل طوق النجاة والخلاص .. ولا يدري إطلاقاُ أن تلك الدساتير لا تفيد كثيراُ حيث العيوب في الدول العربية تتمثل في ذلك الإنسان الذي يمارس الأحداث .. وتلك الدساتير لا تملك الآثار في ساحات السلاطين والقادة الجهلاء .. فهي مجرد حجج لذر الرماد في الأعين .. بل هي مجرد زوبعة في الفناجين .