لو نطعن الفيل مرة واحدة.. بقلم ⁨خليل محمد سليمان

لو نطعن الفيل مرة واحدة.. بقلم ⁨خليل محمد سليمان


11-09-2019, 11:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573337547&rn=1


Post: #1
Title: لو نطعن الفيل مرة واحدة.. بقلم ⁨خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 11-09-2019, 11:12 PM
Parent: #0

10:12 PM November, 09 2019

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




للأسف لم تنتج السياسة السودانية سياسي واحد شجاع، يمتلك رؤيا محترمة، للتعامل مع الوضع الراهن في البلاد حتي الآن..

سئمنا من المماحكة، والتمسح في ثوب حميدتي، وعسكر النظام البائد، ليخرج علينا كل صباح مسخ جديد يُبرئ حميدتي، والبرهان، ومجلسه العسكري، بالمجان من جريمة فض الإعتصام..

حميدتي مجرم ومسؤول عن فض الإعتصام، والبرهان ومجلسه مجرم ومسؤول ايضاً، للأسف يُريد البعض ان يجعل منهم ابطال، نصروا الثورة وإنحازوا لها في كذبة سخيفة كاد ان يُصدقها الجميع..

البرهان شريك، وهو احد صناع هذا المسخ القبيح، وإن لم يقتل فكفته الخيانة العظمى، لصمته و تقصيره عن حماية المعتصمين السلميين الذين ظنوا ان جيشهم هو درعهم الاخير، فقُتلوا امام بواباته وتحت اسواره..

نعم مجد الامم العظيمة يُبنى بالدماء و العرق والدموع..

اعتقد الإنحياز للوطن افضل من صنع بطولات، وتلميع مجرمين، طال الزمن او قصر فسيذهبوا كما ذهب اسد الامس، الذي وضع الجميع تحت مركوبه الرئاسي، فهو الآن حافي القدمين..

اعتقد المصالحة الوطنية واحدة من الادوات المشروعة، والشجاعة، في تنفيذ إستحقاقات العدالة الإنتقالية، واحد اوجهها، بدل التنطع والكذب والنفاق، والتبرير الفطير..

تحدثت مع سياسيين ومسؤلين كثيرييين وبكل صراحة إستشعرت منهم الخوف والوجل، من الوضع الراهن و نفوذ القوة الذي لا يحكمه منطق او تحده قوانين..

الخوف والتردد كفيل بأن يُغرق ويحرق الجميع..

هنا يمكننا من هذا الخوف ان نصنع الطمأنينة ونعبر بالوطن إلي بر آمن بكل يسر وسهولة..

عليه ارى ان يتم العفو عن حميدتي، والبرهان ومجلسه العسكري، بعد الإعتذار للشعب السوداني، في مشروع للمصالحة الوطنية، وذلك مقابل تنازلهم عن سدة الحكم، وتشكيل مجلس عسكري من قادة الجيش الوطنيين، خارج الخدمة، والمشهود بوطنيتهم، وكفائتهم، لإدارة الجيش في الفترة الإنتقالية، و تسريح الدعم السريع، وإعادة دمجه في القوات المسلحة، بخطة قومية تستوعب إستحقاقات السلام بعد تحقيقه، والترتيبات الامنية، لتكوين جيش وطني واحد بعقيدة محترمة..

اعتقد الدماء التي أُهدرت لها ثمن غالي في المحاسبة، و الثمن الاغلى هو بناء الوطن والنهوض به من وسط الرُكام والرماد، والخراب..

في هذا الجانب من المصالحة ارى ان يشمل الفترة من 6 ابريل، وذلك للواقع المرير والصراع الحاد والإحتقان الذي كاد ان يصل إلي مرحلة الإنفجار، والتي ستعصف بالجميع..

والاهم في تحقيق العدالة الإنتقالية في كل الجرائم السابقة للسادس من ابريل، يجب إعتماد التجربة الرواندية في إنشاء المحاكم المختلطة، وكيف خرجت بهذه الدولة من ركام اسوأ حرب اهلية في العصر الحديث، إلي دولة مواطنة حقيقية، تعتبر الآن قبلة ومزار للسلام والتعايش السلمي..

ارجو من السياسين بدل التنطع والتطبيل لحميدتي والبرهان، لأغراض سياسية ذاتية، رخيصة لا تخلو من طمع معطون بالخوف، ان يعيدوا قراءة المشهد والتاريخ..

من الاجدى ان نخاف علي مستقبل هذا البلد العظيم، وان نحرص علي عدم ذهاب ايّ قطرة دم دون ان نضع فوقها جسراً للسلام، والمحبة، لنعبر إلي ضفة الوطن الاخرى التي سالت من اجلها هذه الدماء الطاهرة..

اعتقد القراءة الصحيحة للتاريخ والوضع الراهن ستحول دون الإنتظار لثلاثة عقود اخرى لنتلمس الطريق الصحيح..

أُجزم بأن هذا الرأي لا يروق للكثيرين، ولكن للأسف كل يوم ننتقل إلي دائرة اضيق، تتضاءل الخيارات والحلول التي يجب ان ننزعها من العصبية العمياء، والإندفاع الذي لا تحكمه حكمة ولا عقل..

فهذا هو الفيل لمن اراد ان يطعنه، فأما الظل فهو نفاق وكذب وتضليل..

اعتقد هذا آخر السهام في جُعبتي التي افرغتها هباءً، فطعنت به الفيل، فإن اصبته في مقتل فالحمد لله، وإن لم افلح فهو بالتأكيد في عداد الطائشات وما اكثرها..

خليل محمد سليمان