| 
 | Post: #1 Title: زرياب المغني بقلم علي بلدو
 Author: علي بلدو
 Date: 11-09-2019, 09:15 AM
 
 
 08:15 AM November, 09 2019  سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 اقوال اخرى
 
 
 مجرد اقترابك من تجربته تتورط في سياقاتها الفنية و دهاليزها الابداعية و تلقي بك في سرداب الدهشة و الامتاع الموشي بالق الوطن و الجروف و سمو النخيل و عنفوان النيل.و تجرفك الى مزلقانات الالفة و الشوق و الحنين الدافق الى عبق فضاء الامكنة.
 لا تستطيع المقاومة او الهروب من تلك الرائحة التي تشئ بشئ من الفتنة و البراءة و قدرا من القلق و التوجس في تلك الملامح الطافحة بالبشاشة و محاولتك المستميتة في كيفية  فك شفرة طلاسم مغنطيسيته الفريدة و المفرطة و التي يتمتع بها دون سواه,في جذب كل من حاول الاقتراب من مداره ليتداعى في براحات الانس و ينداح عبر محفزات  الولع  و التهتك في حضرة الجمال و كانه النابلسي في حضرة التججلي و التحلي و التخلي:
 
 طلعة كلها جمال    ان بدت تفتن الجميع
 زان عشاقها الكمال  يتهنى بها الخليع
 زال مال  جال طال
 كل شي الى الفنا
 ها ههنا طاب وقتنا  للمسرات و الهنا
 
 نشا في اقصى الشمال و عمل نجارا مسلحا فمارس الفن بلازميل و النقش بالجير و النوكرين و هنا تتقاطع الانسانية الضاجة حنان و رافة و سلامة قلوب في انحيازها الحصري للمهمشين و البؤساء و ما اكثرهم في هذه البلاد.
 غنى لهم و اطرب الغبش و الرجرجة و الدهماء و الغوغاء و ملح الارض و الجنقو و الطبقات المعدمة و التي تشكل فسيفساء هذه الارض و لو كره الحاكمون.
 ملامح من السماحة و الايثار و انسياب كما النيل و الذي ابحر مطربنا عكس مصبه مقاوما للتيار في حميمية شديدة الرهافة و خارجة عن المالوف في سحر لا يضاهى في قدرته على اشعال لحظات البوح و الالم و الوجع.
 تميز اببوعببيدة بغوصه العميق في موضوعيته الذاتية و شموليته المترعة و عالمه الصارخ اللجامح كثير النتؤات و متنقلا بيين الازمان و حقا لققد سافر صاحب عقد الجواهر ببين الازمنة و عبر من غنى تببري من الالم حاجز الصوت الشعرى و الغنائي.
 تبايين ذاكرة جغرافية الامكنة حفزته للتشبس بلحظات بالغة الخصوصيية في برراءة تتجاوز شبق المفردة في تطهرها من ليالي تفاصيل وحشة الالم في نشاذ و جنوح حنينه.
 اضاف مبدعنا وترا سادسا للطنمبور و ادخل الطنمبور الكهربائيي و غنى به في الاوركسترا.’ ها هو زرياب يبعث من جديد ليتالق و تمشي بذكره الركبان,.
 لا ازال اذكرك في احدى وعكاتك الصحية و انت تحمل ففرشاة رسمك و اللذيي تجيده و انت تنظر في الفناء و تققول:
 (نفسي اسعد الناس و كل الناس ,بس ما عارف كيف)
 لقد اسعدتنا حقا بصوتك الغريب و اداءك المتبرج و لقد  جعلت ثياب الفن و الابداع تهوى من على جسده لتتببدى محاسن الوله و الشغف و روح الابداع و الامتاع فكانك ابونواس و هو ينظر خلسة:
 نضت عنها الثياب لغسل ماء فورد خدها خفر الحياء
 و قابلت الهواء و
 قد تعرت بمنعدل ارقق من الهواء
 فصار الصبح منها تحت ليلل و صار الماء يقطر فوق ماء
 و كما عانى زرياب من اسحق الموصلي , فقد عانيت ايضا و كم لدينا من اسحاق و كم لدينا من مواصل و لكنها كلها لم تقدر ان تطفئ جذوة ابداعك المتقدة  و صوتك الطل الندي و طلاوة نغماتك و لا تزال افضل من طنبر و لو  كره الاكثرون.
 | 
 |