إذا كُنتم لا تبحثون عن السلطة -فلماذا إذن تربطون تشكيل البرلمان بالسلام يا ناس الجبهة الوهمية؟

إذا كُنتم لا تبحثون عن السلطة -فلماذا إذن تربطون تشكيل البرلمان بالسلام يا ناس الجبهة الوهمية؟


11-07-2019, 10:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573161700&rn=1


Post: #1
Title: إذا كُنتم لا تبحثون عن السلطة -فلماذا إذن تربطون تشكيل البرلمان بالسلام يا ناس الجبهة الوهمية؟
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 11-07-2019, 10:21 PM
Parent: #0

09:21 PM November, 07 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر






قلت من قبل وما زلت على رأي هذا، وهو أن الجبهة الثورية السودانية ما هي إلآ جبهة وهمية كرتونية هلامية، لأنها تتكون كما قلت من أجسام وحركات وتنظيمات لا قيمة ولا وزن سياسي لها في الشارع السوداني وفي معسكرات النزوح،، وعليه لم يكن الهّم والهدف الأساسي لقادة هذا التجمع الإستهبالي تحقيق سلام حقيقي دائم وشامل للشعوب السودانية، بل هدفهم كان وما زال، هو السعي للحصول على المحاصصة السياسية والوظائف والكرسي.
ما قلته عن الجبهة الثورية سابقا والآن، لم يأتي من فرغ، إنما نتيجة للمواقف الإنتهازية التي تتبناها منذ زمن بعيد.. وها هي تتبنى المواقف ذاتها حتى بعد سقوط النظام ونجاح الثورة السودانية، حيث تناولت وسائل الإعلام السودانية المختلفة خبراً مفادها أنها -أي الجبهة الثورية قد دعت، الأربعاء 6/11/2019م، الحكومة الانتقالية إلى الالتزام بما اتفق عليه الطرفان خلال محادثات السلام الجارية بينهما، وإرجاء تشكيل المجلس التشريعي بعد التوصل لاتفاق سلام، بينما تعتزم الحكومة تعيين أعضاء المجلس التشريعي في غضون 10 أيام.
وقالت "الجبهة الثورية"، في بيان لها، إنها "متمسكة بإعلان جوبا" ولا سيما ما ورد فيه لجهة من إرجاء تكوين المجلس التشريعي، وتعيين ولاة الولايات، لحين الوصول إلى اتّفاق سلام".
وفي بيانها، شددت الجبهة الثورية على "رفضها أي محاولة من طرف واحد لخرق اتفاق إعلان جوبا"، مؤكدة "التزامها بذل أقصى جهد للتوصل إلى اتفاق سلام في المواقيت المتفق عليها".
وناشد البيان الحكومة السودانية "ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وعدم تعريض عملية السلام الجارية الآن إلى أي هزة تعكر صفو الأجواء، وتخلق حالة من عدم الثقة، تؤخر من الوصول إلى سلام بلادنا في أمس الحاجة إليه".
عزيزي القارئ..
وإذا كان من لديه أي شك في أن قادة الجبهة الثورية مجرد طلاب سُلطة ومال وجاه، فلينظر للخبر أعلاه -أي مطالبتهم الحكومة الإنتقالية، بإرجاء تكوين المجلس التشريعي، وتعيين ولاة الولايات، لحين الوصول إلى اتّفاق سلام. إن هذا الخبر دليل آخر على انتهازيتها، ولم يكن حديثها عن السلام إلآ لدغدغة مشاعر الضعفاء والسذج وتزييف الحقيقة.
إنها البحث عن المصالح الضيقة والسلطة أن تطلب الجبهة الثورية إرجاء تشكيل (البرلمان) -أي سلطة تشريع القوانين إلى ما بعد عملية السلام التي قد تأخذ وقتا غير محدد..
كما أنها من الإنتهازية والبحث عن الوظيفة، أن تطلب الجبهة الثورية من الحكومة المؤقتة بتعطيل تعيين الحكام المدنيين للأقاليم حتى لا تخرج من المولد بلا حمص..
إن ربط تشكيل البرلمان الإنتقالي الذي تحتاجه المرحلة الحالية بشدة، وتعيين حكام مدنيين للأقاليم، بالتوقيع على اتفاقية السلام في السودان، إنما كلمة حق أُريد بها باطلاً، ذلك أن السلام عملية طويلة ومعقدة تحتاج لمفاوضات مضنية ومفصلة حتى تنجح وتتحقق على أرض الواقع. أما "سلام" الإستعجال الذي تبحث عنه الجبهة الثورية والذي لا يبحث في جذور الأزمة السودانية، فإن النتيجة الحتمية لأي سلام "مكلفت" ومستعجل، هي استمرار الحروب وتشظي ما تبقى من السودان.
السؤال المهم هو، ماذا إذا لم تتوصل الأطراف السودانية المتفاوضة في جوبا إلى اتفاق سلام شامل وعادل في فترة الثلاث أشهر المحددة.. هل سيكون تشكيل المجلس التشريعي (البرلمان)، وتعيين حكام الأقاليم المدنيين، رهيناتان لرغبة الجبهة الثورية وقادتها؟
وبناءا على ما سبق.. يمكننا القول إن النضال لدى قادة الجبهة الثورية الوهمية، صار طريقا للاسترزاق والتسول والتوظف، ولا ينبع عندهم من قناعة فكرية معينة ومبادئ حقيقية لضرورة التغيير الجذري الشامل في السودان وتحقيق سلام دائم. إنهم يسعون فقط للغنائم والمراكز، وهذا الوضع إنما انعكاس لهشاشة البنية الفكرية والنفسية لدى هؤلاء.
يجب أن لا يتأخر تشكيل المجلس التشريعي وتعيين الحُكام المدنيين عن الموعد المضروب، وعلى قوى إعلان الحرية والتغيير تجاهل الجبهة الثورية ومطالبها الإنتهازية.