حلايب ... الارض المنسية بقلم ⁨سهيل احمد

03:43 AM November, 05 2019

سودانيز اون لاين
سهيل احمد الارباب-
مكتبتى
رابط مختصر

حلايب الذكرى المنسية من حكم الانقاذ ولم تاتى سيرتها من بعد الثورة على لسان احد من المسؤلين او الثوار وقد زار البرهان مصر فى اول ايام تسلمه السلطة ويبدو انها لم تكن مدرجة ضمن جدول اجتماعاته بالقاهرة وكل ما ازكره ان كان يجلس يمين السيسى وبوجود العلم المصرى فقط ولا ادرى ماذا يريد المصريون من هذه الرساله ورئيسنا ضيف لديهم.
ومصر السيسي يبدو انها غارقة فى مشاكلها وهمومها الخاصة وليست مصر الرؤسا السابقين تجاه السودان ولذلك تبدو مشغولة.
وهذا لايعنى ان مصر مبارك....السادات....ناصر لم تكن بلامشاكل ولكن الرؤية لدى اولئك الرؤسا كانت تختلف وتتزين بغلاف من الحميمية وهو ماتفتقده العلاقات الرسمية المصرية السودانية اليوم.
وملفن حلايب اتى اساسا كرد فعل وعقوبة اوقعتها حكومة مبارك على السودان نتاج عملية الاغتيال الفاشلة لمبارك باديس ابابا ولم يكن رد نظام عمر البشير الا بخجل المذنب الفاشل المثبت عليه الادانة فاختار الصمت وسيلة لتجاوز المرحلة.
والاحزاب السياسية السودانية لم تولى امر حلايب جدية ضمن ادبياتها السياسية واثارته تتم على مستوى الافراد وعبر الاسافير فقط فكل ذلك يعتبر تنازلا ورضى عن ايلولة المنطقة وشعبها للطرف المصرى والذى يبدو انه راضى بالصفقة وخاصة انها بلامقابل.
والان وبعد ذهاب الانقاذ ومواكبة لمحادثات سد النهضة فمن المفيد فتح هذا الملف على المستوى الرسمى بين الحكومتين المصرية والسودانية وضرورة اخذ الحكومة السودانية زمام المبادرة فى هذا الامر باعتبارها الطرف المتضرر وهذى سانحة سياسية لن تتوفر مثيل لها ربما فى القريب مع التامين ان الجانب المصرى سيستغل لربما ان الحكومة الحالية للسودان حكومة انتقالية وغائصة فى العديد من القضايا الشائكة ولاترغب ربما فى اغضاب الجانب الاخر وهى تحمل الارث السودانى الطويل بالازعان الى فوبيا المصريين من تحول الشاكى الى متهم نتاج الفهلوه وعلو الصوت والزخم الاعلامى بدواخل الشعب السودانى افرادا وحكومات.
والمشاهد الواردة من حلايب تشير الى ان الموطنون قد استوعبوا الوضع الجديد بكثير من الوعود للمستقبل والخدمات التعليمية والصحية التى وفرتها السلطات المصرية بسرعة على ارض الواقع مما يعنى ان خيار التصويت لاختيار الوطن بالنسبة لاهل حلايب بات محسوما وحلا للاشكال والتعقيد السياسي للامر بين البلدين يعتبر الخيار الذى يذهب بالخجل لمن تنازلوا طواعية او رهبة من الجانب السودانى بعد ان عجز ان يقدم لهم مايبقى بالذاكرة الشعبية من خدمات اساسية منذ الاستقلال وابقاهم فى بؤس مقيم.