صدق او لا تصدق ؟ بقلم ثروت قاسم

صدق او لا تصدق ؟ بقلم ثروت قاسم


10-26-2019, 04:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1572104301&rn=0


Post: #1
Title: صدق او لا تصدق ؟ بقلم ثروت قاسم
Author: ثروت قاسم
Date: 10-26-2019, 04:38 PM

04:38 PM October, 26 2019

سودانيز اون لاين
ثروت قاسم-
مكتبتى
رابط مختصر





[email protected] 
https://www.facebook.comhttps://www.facebook.com

1-مقدمة .
تحدث بعض الاحداث التي هي اقرب الى الخيال منها الى الواقع المُعاش ، ويصعب على البعض تصديقها ، ولهم في ذلك حق ، لان الزمن ليس زمن اليد البيضاء ، ولا زمن العصا ، ولا زمن المائدة التي تنزل من السماء . الزمن زمن العقل ، وواحد زايد واحد يساوي اتنين . وقد اختزل فولتير هذه الثنائية العجيبة في مقولته المشهورة :
Incroyable mais Vrai.
وترجمتها الحرفية ؟ لا يُصدق ولكنه حقيقي .
في الاسبوع المنصرم وقعت عدة وقائع تقع في اطار مقولة فولتير لان كل واحدة منهن كانت اقرب الى الخيال منها الى الواقع ، وبالتالي لا تُكاد تُصدق .
سوف نختزل في هذه الحلقة الاولى من مقالة في ثلاث حلقات ، واقعتين ، كل واقعة منهما تدعو الى التعجب والإستغراب ورفع الحواجب .
2-صدق او لا تصدق الاولى ؟
في يوم الثلاثاء 18 ديسمبر 1979 ، اي قبل حوالي 40 سنة مما تعدون ، اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة اتفاقية سيداو ، لإجتثاث كل اساليب واشكال التمييز ضد المرأة :
Convention on the Elimination of All Forms of Discrimination Against Women … CEDAW
طالبت الاتفاقية بتأهيل المراة ، وتعليمها وتدريبها لتكون اداة فاعلة من ادوات التنمية والبناء في بلدها ، خصوصاً وهي من الناحية العددية نصف المجتمع . كما أكدت الاتفاقية بان اعطاء المراة حقوقها كاملة ، سوف يضمن استقلالها مادياً ، لان الاستقلال المادي يضمن الكرامة الانسانية كما قال محكم التنزيل ( ولقد كرمنا بني آدم ) . وهذه وتلك من مطلوبات تساعد في تاهيل المراة لهزيمة شبح الفقر ، الذي لو كان رجلاً لقتله الكرار علي بن ابي طالب .
صادقت 187 دولة على اتفاقية سيداو من بين الدول الاعضاء ال 194 في الامم المتحدة ، وصار السودان من بين 7 دول لم تعتمد سيداو ، وتعيش في جاهلية ما قبل سطوع انوار الاسلام .
تعرف يا حبيب ان الذين يعارضون سيدوا في السودان من المنكفئين السلفيين مرجعيتهم من الناحية الدينية والفقهية هي مملكة المنشار، ولكنك تستغرب ان مملكة المنشار قد صادقت على سيداو ، ولكن منكفؤو السودان لا يزالون في غيهم يعمهون .
قادت المرأة السودانية مع الشباب ثورة ديسمبر 2018 حتى النصر ، الثورة التي اخرجت السودان من الظلمات الى النور . اعترف الشعب السوداني للمرأة السودانية بمجاهداتها وعطائها الثر ، ولاول مرة في تاريخ السودان ، نصب الشعب المرأة السودانية عضوة في المجلس السيادي الانتقالي ، ومشاركة في الحكومة المدنية الانتقالية ، ورئيسة للقضاء ، ضمن مهام تنفيذية اخرى ، مثالاً وليس حصراً ، كمديرة لجامعة الخرطوم ، ام جامعات السودان .
تخطط حكومة الثورة للمصادقة والبصم بالعشرة على سيداو . جن جنون المنكفئين والانحداريين الذين لا يعترفون بانسانية المرأة ، وشنوا هجوماً مُقذعاً من على منابر المساجد ضد المصادقة على احترام المرأة ، واصروا على عدم مساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات ، لانها ناقصة عقل ودين . وقال قائل منهم ان اتفاقية سيداو سوف تعيد المرأة الى عهد الجاهلية ، حين كانت مساوية للرجل ، وهو امر ضد طبيعة الاشياء ، كما يدعون . وحسب مفهومهم القاصر والمغلوط للاسلام .
جوهر الاسلام تجده في الآية 157 في سورة الاعراف ، التي نادت بتحرير الانسان من الاغلال ، والعبودية ، والاسترقاق في كل صوره ، واكدت الآية ان الاسلام يضع عن الانسان كل اشكال الإصر والتمييز خصوصاً التمييز الجندري ضد المرأة .
قالت :
... وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ...
للاسف لا يزال بعض اهلنا يعيشون في عهود الظلام ، العهود التي وصفتها الآية 8 والآية 9 في سورة التكوير ... عهود جاهلية قتل المؤودة :
( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ) ؟
امر لا يصدق ان نشاهد بعض السيدات يتظاهرن في وقفة احتجاجية امام مكاتب وزارة العدل ، في يوم الخميس 24 اكتوبر 2019 ، مطالبات بعدم المصادقة على اتفاقية سيداو ... الاتفاقية التي تحفظ للمرأة كرامتها وعزتها ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات . ولكن لن تجد واحدة من هؤلاء المتظاهرات ولا من خطباء المساجد ،ولا من اتحاد نقابات العمال ، ولا حتى البروف ابراهيم غندور ... قد قرأ اتفاقية سيداو ، بل يعارضها عن جهل بها وبمحتوياتها . والدليل ان المعارضين لسيداو لا ياتون بادلة موضوعية لمحاربتهم سيداو .
أمر لا يُصدق ، ولكنه حدث بالفعل .
ذاك عالم مجنون ، مجنون ، مجنون ؟


انطبق على هؤلاء النسوة نموذج الغافل الجاهل الذي دس المحافير ، وسيداو هي المحافير في هذه الرواية .
قلنا في مقالة سابقة ان المرأة السودانية لا تزال تعاني من متلازمة ( الجمل ) . نضيف الان معاناة المراة السودانية من متلازمة ( عبداً مملوكاً لا يقدر على شئ ) كما قالت 75 النحل .
لا يشعر العبد بالذل والمهانة والاسترقاق فقد تعود على هذه وتلك ، ويرفض عتقه في بعض الحالات ، لانه ( لايقدر على شئ ) كما قالت 75 النحل . وكذلك المرأة السودانية ، وإن شئنا الدقة اقلية منهن . تعودت المرأة السودانية على متلازمة باب الرجال وباب النسوان ، وسيف العشر، والمرة كان بقت فاس ما بتشق الرأس ... وهكذا مقولات في الثقافة السودانية التي تضطهد المراة ، خصوصا في زمن الابالسة الكوزجويد المتأسلمين .
ولكن الاغرب من هذا وذاك ، اننا لم نر حادية الثورة ورافعة شعاراتها ، تشارك في مظاهرة النسوة في محاولة لاقناعهن بخطل مواقفهن ، وتهديهن الى سواء السبيل ؟
اين انتي يا ولاء البوشي من هذا الخمج الذي يحدث تحت عينيك المبصرتين ؟
نبؤني بعلم ، انكم صادقون .
ومن ثم حمولة ولاء البوشي الثقيلة ومجاهداتها لكي تضع عن صاحباتها اصرهن ، والاغلال التي كانت عليهن ، فيقاتلن في سبيل المصادقة على سيداو.
فهل انتم مجتمعون يا ولاء البوشي ؟
3- صدق او لا تصدق الثانية ؟
في يوم الخميس 24 اكتوبر 2019 ، اعلن سلفاكير انه قد ارسل مبعوثاً خاصاً منه الى السعودية والامارات لمساعدته في جهوده الحثيثة لاحلال السلام في دولة السودان .
هل يذكرك تصريح سلفاكير بالطهارة الشايلة موسها تطهر وهي ( سليمة ) ؟
في السودان ، يتحاور حليفان وشريكان في ثورة ديسمبر 2018 ، سلمياً ، حول إنفاذ بنود الوثيقة الدستورية التي اعتمدها المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى اعلان الحرية والتغيير في يوم السبت 17 اغسطس 2019 ، والتي تحفظت على بعض بنودها الحركات الحاملة السلاح ، وهي جزء اصيل من التحالف .
في المقابل ، في دولة جنوب السودان ، يقاتل سلفاكير معارضيه وعلى راسهم رياك مشار بالسلاح الثقيل والخفيف ، الاسود والابيض ، ويكنكش في السلطة المطلقة ، ويرفض اي مشاركة له فيها .
هل تصدق ان دبابات سلفاكير تدهس قطاطي قرى قبيلة النوير المعارضة قبل مطلع الفجر واصحابها نيام بداخلها ، فتختلط اللحوم والعظام الآدمية بالقش بالدم البشري بالطين ، فتقوم ميليشيات سلفاكير الدينكاوية بحرق هذه الاكوام ، ودفن الرماد في مطمورة عميقة ، ليختفي كل واي أثر للقرية ، وكانها لم تكن ؟
هذا ما حدث لقرية رياك مشار ، ليير، في ولاية الوحدة ، التي صارت اثراً بعد عين . حرقها سلفاكير عن بكرة ابيها ، ودفن رمادها في مطمورة اسكوب .
هل تذكر الصورة ادناه لطفلة من قرية ايود ، وقد نجت من مذبحة من مذابح سلفاكير ، لينتظرها صقر جائع ؟


في يوم الاحد 20 اكتوبر 2019 ، قبل اقل من اسبوع ، زار مجلس الامن بكامل اعضائه الخمسة عشر سلفاكير في جوبا ، وتوسلوا له ان يوافق على إنفاذ اتفاقية 2018 بينه ورياك مشار ، والتي طبخها مجلس الامن لتضع نهاية لحرب مدمرة استمرت بدون توقف منذ انفصال دولة جنوب السودان عن دولة السودان في يوليو 2011 .
ولكن سلفاكير مشغول بوساطته مع اولاده الحلو ودلدوم في دولة السودان ، وليس له وقت للمشاغبين من امثال رياك مشار وجوقته ؟
هل اعلاه كلام الطير في الباقير ، ام كلام صحيح ولكنه لا يُصدق ؟
هذا كلام صحيح 100% ، والشاهد الصورة ادناه التي تم التقاطها يوم الاحد 20 اكتوبر 2019 في جوبا لسلفاكير ورياك مشار ، في حضور مجلس الامن بقضه وقضيضه ، وترى سلفاكير صاري وجهه ، ومشار مستغرباً ، لانه يعرف المصير بعد انصراف مجلس الامن من جوبا ؟
ثم ان سلفاكير هو الوسيط لاحلال السلام في دولة السودان ؟
ﻫﺬﺍ ﺯﻣﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﻣﻬﺎﺯﻝ ﻓﺎﻣﺮﺣﻲ ...