الجراح الصادحة: منشأ غثاثة مصرع الشهيد القرشي وهو في طريقه للحمام بقلم عبد الله علي إبراهيم

الجراح الصادحة: منشأ غثاثة مصرع الشهيد القرشي وهو في طريقه للحمام بقلم عبد الله علي إبراهيم


10-25-2019, 06:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1572023294&rn=1


Post: #1
Title: الجراح الصادحة: منشأ غثاثة مصرع الشهيد القرشي وهو في طريقه للحمام بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 10-25-2019, 06:08 PM
Parent: #0

06:08 PM October, 25 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





لا أعرف كيف استساغ كثيرون الغثاثة الذائعة عن أن المرحوم أحمد قرشي طه، شهيد ثورة أكتوبر الأول، لقي مصرعه وهو في طريقه إلى الحمام بداخليته بجامعة الخرطوم. وهذا فجور. وقد رددت عليه بعدد من المقالات نشرتها في كتابي "ربيع ثورة أكتوبر". وأخذت رواية مصرعه في خضم الوغي من مخطوطة عن ثورة أكتوبر خطها الدكتور كليف تومسون المحاضر بكلية القانون بجامعة الخرطوم. وراعت الثورة الخواجة الشاب فظل يكتب يومياته عنها على عادة أهله. ثم أستردفها بمقابلات كثيفة مع المشاركين في الثورة وشهود العيان.

ثم طلبت من الدكتور صيدلي أبو الحسن، الذي كان في ساحة الوغي التي شهدت مصرع القرشي، أن يروى لي ما حدث. وانتبهت إلى أن للذائعة الفاجرة سبوبة جغرافية التوت بها ألسن الفُجّر. فقد استشهد الفقيد عند حمامات داخلية بحر الجبل في مواجهة بين الطلاب والشرطة عند مبني عيادة الجامعة أمام داخلية بحر الجبل. قال أبو الحسن إن جماعة فيهم القرشي وشخصه طاردوا الشرطة من عند داخلية سوباط (التي تقع من خلف بحر الجبل). ولما انتهوا عند العيادة عملت الشرطة صفا وانتباه. ورجع نفر من طلاب الجماعة الملاحقة. فاتفق لهم أنهم صددوا الشرطة خلاص فنفضوا يدهم. وعادوا أدراجهم.

ولكن كان القرشي من اندفع أمام من تبقى من الملاحقين يرمي الشرطة بالحجارة على بعد نحو 40 متراً منهم. وكان يحض من حوله للتقدم. ثم أز صوت الرصاص يتطاير من سقف داخلية بحر الجبل. فوقف الطلاب من فرط الذهول. وكان من الطلاب من يشجع المهاجمين ما يزال قائلاً: فشنك فشنك. وبدأ تساقط بعض الطلاب من الضرب. وسمعوا: مات شهيد. وسمعوا زغردة الطالبات من بعيد. وأصابت رصاصة القرشي. وكان أول من رأى القرشي يسقط على الأرض صديق لأبي الحسن هو أحمد جمعة. وكان ذلك في منطقة حمامات بحر الجبل. وأذكر منها تلك الغرفة الواسعة عند الحمامات الشمالية. فقد كنا نحرص في الجبهة الديمقراطية أن يسكنها بعضنا لأنها مما يشيل اجتماعاتنا الموسعة.

لم تخضع رواية مقتل القرشي برصاصة طائشة وهو في طريقه للحمام إلى نقد نصي. فلم يسكن القرشي داخلية بحر الجيل حتى يقصد حماماتها في نحو العاشرة والنصف ليلاً. فقد سكن داخلية الدندر، التي تشرفت برئاسة لجنة طلابها في موسم 1961-1962، بحسب رواية أبو الحسن. وهي على مسافة من بحر الجبل تفصل ما بينهما داخليتان كانتا بنيتا حديثاً هما القاش وكسلا لو لم تخني الذاكرة. والدندر فحل داخليات البركس. وأذكر طالباً افريقياً زارنا وراعته الأعداد التي تسكنها فقال لي: "أأنت رئيس هذه الصين الشعبية؟"

كيف صار موقع مصرع القرشي العشوائي أساساً لذائعة فاجرة عن استشهاده النبيل.

يا لسواد النية! يا للغفلة!

الصورة إن لم تخني الذاكرة، لداخلية بحر الجبل التي ترى أنها هدمت لتجدد.ولها حمامات بطرفيها. وطرف حمامات شمالها واضح في نهاية المبني في الصورة. وثمة ممشي يربط الغرف بالحمام. وبدا لي أن المرحوم القرشي صُرع عند الحمامات الشمالية. وغرفة الشيوعيين التي ذكرتها كانت عند الحمامات الجنوبية.