عينكم للفيل...!! بقلم كمال الهدي

عينكم للفيل...!! بقلم كمال الهدي


10-24-2019, 07:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571942352&rn=1


Post: #1
Title: عينكم للفيل...!! بقلم كمال الهدي
Author: كمال الهدي
Date: 10-24-2019, 07:39 PM
Parent: #0

07:39 PM October, 24 2019

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





تأمُلات





. أستغرب للحملة الشرسة ضد الثائر دسيس مان بسبب مشاركته في الحملة الصحية التي تنظمها قوات الدعم السريع.

. ومرد استغرابي إلى أن الناس ما زالوا ينظرون للفيل و يتركونه يتبختر كما يحلو له ثم يطعنون في ظله.

إن قبلت حكومة الثورة بأن تكون قوات الدعم السريع جزءاً أصيلاً منها، فما ذنب الرجل البسيط دسيس مان إن ساير التيار.

. صحيح أن التخاذل يكون موجعاً أكثر عندما يأتي من ثائر اعتاد الناس على رؤيته شامخاً، لكن كيف لنا أن نحاسب مواطناً عادياً على موقف لم نسأل عنه قادة البلد!

. أليس غريباً، بل مخجلاً ومرفوضاً جملة وتفصيلا أن يشارك أعضاء مجلس السيادة، وأن توافق حكومة الثورة في مثل هذه الحملة!

. فهمنا أن هذه قوات الدعم السريع فرضت نفسها كرقم لم تترك لنا أخطاء قيادة الثورة فرصة لتجاوزه.

. لكن ما لم نفهمه ولا يجب أن نهضمه هو أن تسمح الحكومة لقوات حميدتي بأن تتصرف منفردة.

. أشرت في أكثر من مقال إلى أن ما يحدث لا يختلف عن سياسة التجنيب التي اتبعها الكيزان لكي يستبيحوا موارد وثروات البلد.

. وطالبت غير مرة رئيس الوزراء بأن تسعي هو و حكومته لتوحيد المواعين، لكن ذلك لم يحدث.

. علينا أن نقول لحميدتي أننا ما ثرنا ضد الكيزان إلا لأنهم إستأثروا بموارد البلد وظلوا يلقون لنا بالفتات.

. والآن نراك تفعل ذات الشيء، بالرغم من أنك القائل عند بدايات الثورة أن البلد خيراتها وفيرة وهي تكفينا جميعاً، لكنكم وجدتموها منهوبة.

. لذلك كنا نتوقع منكم أن تعيدوا لنا المنهوب من ثروات البلد حتى نقتسمه مع بقية الموارد جميعاً، لا أن تنتظروا وقوع المحن حتى تمتن علينا قواتكم بدعم هنا وحملة هناك.

. ثم كيف توافقون جميعاً كسلطة على تداخل الصلاحيات بهذا الشكل وأنتم تديرون حكومة ثورة نتجت عن مخاض عسير وجاءت لتصحيح الأخطاء وتجفيف منابع الفساد!

. إن كنتم تعتقدون أنكم تجملون صورة قواتكم بتوليها شئون لا تخصها فأنتم مخطئون جداً.

. طريقكم الوحيد لتحسين الصورة هو أن يلزم كل طرف في هذه الحكومة حدوده، وأن تؤمنوا بالمؤسسية فعلاً لا قولاً، وأن تخضعوا جميعاً لسيادة القانون والنظم التي يفترض أن تسود في الدولة.

. عندما نرى قواتكم أو القوات المسلحة تؤدي عمل وزارة الصحة أو أي وزارة أخرى فمعنى ذلك أن النظام القديم ما زال قائماً، وهذا أمر يحبطنا ولا يسعد إلا السذج والبسطاء، ومن تعودوا على لغة وأساليب التلميع والتطبيل.

. المحير و المؤسف جداً هو أن بعضنا لم يتعلم من قساوة تجربة الثلاثة عقود الماضية.

.جميل أن يصدر تجمع المهنيين بياناً يرفض فيه مثل هذه الحملات التي تلغي دور الحكومة، فهذه هي الرقابة التي نريد من التجمع.