كتاب من تعريب الأستاذ المرحوم عبد الخالق محجوب بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب

كتاب من تعريب الأستاذ المرحوم عبد الخالق محجوب بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب


10-24-2019, 05:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571891719&rn=0


Post: #1
Title: كتاب من تعريب الأستاذ المرحوم عبد الخالق محجوب بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 10-24-2019, 05:35 AM

05:35 AM October, 23 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر






بلخانوف، الفن والحياة الاجتماعية
تحرير: عبد الله علي إبراهيم ومجدي الجزولي








من مقدمة الكتاب للمحررين:
نحن في التعريب بين خطتين هما خطة تعريب الثقافة وخطة تعريب النص. فخطة تعريب الثقافة خطة محاذير من التورط في التثاقف مع الآخرين بلا هدي فتضل عن نفسك. وهذه وجهة علوم الاجتماع التي تُحذر أن نقع، بالترجمة، تحت طائلة النقل بحذافيره من ثقافة أخرى جزافاً. ويشتد هذا التحذير في حالة النقل من ثقافة ذات سطوة وزعم بالامتياز إلى ثقافة مضطهدة. أما خطة تعريب النص فتنتمي إلى العلوم الإنسانية والأدبية التي تحض على الولاء للنص الأصل حتى قالت إن الترجمة في حد ذاتها خيانة لهذا الأصل.
وأتي عبد الخالق إلى التعريب من خطة تعريب الثقافة الحذرة من الانجراف مع ما تنقل منه لا من خطة تعريب النص التي ترى شجرة النص لا غابة الثقافة. فهو الذي أشاع في أدب حزبه مصطلح "التطبيق الخلاق للماركسية". وقال مثلاً في دفاعه أمام محكمة عسكرية في 1959 عن تعلقه بالماركسية إنه لم يطلبها، أي الماركسية، بحثاً عن دين آخر أو عقيدة بل عن منهج ينفذ عميقاً به إلى دينه ذاته فيجدده ويثريه.
وتحفظ في باكر شغله السياسي دون تعثر حزبه في الجمود جراء النقل عن تطبيق غيره للماركسية. وقال إن الجمود سيغشاهم إن لم يفطنوا من عيب في بيئة استقبالهم للماركسية بعد الحرب العالمية الثانية. فلم تأتهم النظرية وقد انعقد لها الظفر السياسي والفكري فحسب، بل لم تجد وسطنا “تيارات فكرية أصيلة مناوئة" تحول دون الترجمة الحرفية لها فتقيهم الوقوع تحت طائلة الجمود. وواصل قائلاً إن انتصار نظم الماركسية وجاذبيتها في تلك الفترة "جعلتنا نستند دائما إلى النتائج العامة للنظرية الماركسية، ونهمل جانب دراسة خصائص شعبنا وظروفه، وأن نضع في الاعتبار التجربة السودانية الخاصة، وبهذا ظهر وسطنا اتجاه لإهمال الدراسة الواقعية، والاعتماد على النتائج الماركسية العامة ومحاولة تطبيقها بشكل أعمى ودون دراسة موضوعية علمية لما يجرى حولنا”

(الشيوعي 1956، صفحة 46). ولعل من أطرف مظاهر هذا النقل الأعمى ما نبه إليه عبد الخالق في تقريره "أخطاء العمل بين الجماهير" بنقد الزميل خميس الذي انتهز سانحة تحرك جماهيري في مدينة بورتسودان في 1949 فراح يروج لتكوين السوفيتات (مجالس العمال الروس الثورية خلال ثورة 1917). وبحسب خطة تعريب الثقافة، لا النص، لا تجد نصاً هو محض لغة قابل للترجمة من لغة إلى أخرى كما نحول في الصيرفة من عملة إلى أخرى. فكل نص حامل ثقافي. وغالباً ما ساقنا الولاء للنص إلى التعثر في الثقافة التي تستبطنه فيركب المُعرب منا مركباً صعباً.