أحــــــوال الأســــــــــرة الســــــــــودانية في هــــــذه الأيــــــــــام !!

أحــــــوال الأســــــــــرة الســــــــــودانية في هــــــذه الأيــــــــــام !!


10-23-2019, 08:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571816501&rn=1


Post: #1
Title: أحــــــوال الأســــــــــرة الســــــــــودانية في هــــــذه الأيــــــــــام !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-23-2019, 08:41 AM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

أحــــــوال الأســــــــــرة الســــــــــودانية في هــــــذه الأيــــــــــام !!

تلك الطقوس اليومية قد أصبحت مألوفة رغم قسوتها .. والآباء الذين يمثلون ( قبطان السفن ) يواجهون أقسى ألوان المعاناة والهموم .. وأولى الخطوات في الصباح بعد الصلاة تبدأ بآهات وأنات وزفرات قد يسمعها الجيران .. حيث بداية المعركة في مواجهة يوم جديد .. والبداية تلك الأم ( الراعية للدار ) حيث كعادتها تبدأ في الشكوى والتذمر.. وتعزف تلك الألحان الحزينة المعهودة التي تؤكد بأن المصروف اللازم لمجاراة الحياة لا يكفي في هذه الأيام لغلاء الأسعار .. ولا يغطي نسبة واحد في المائة لتلبية ضروريات الحياة .. وذلك الابن الكبير يتمرد عن الجامعة بحجة أن أهله عاجزين عن التكفل .. ثم يدخل في زمرة العاطلين الحيارى .. وكذلك فتلك الابنة الكبيرة تتمرد وتبكي دموعاُ لأنها لا تستطيع أن تواصل الدراسة لأن مصروفها لا يكفي .. وهي تقول بحدة بأن تلك الأحوال المزرية قد أوصلنا إليها نظام ( الإنقاذ ) .. وذلك الولد الصغير يشتكي ويقول أن المصروف اليومي لا يكفي .. كما أن البنت الصغيرة تشتكي وتقول أن المصروف اليومي لا يكفي .. وهؤلاء أصحاب المركبات والمواصلات ( أصحاب الضمائر الميتة ) لا يتساهلون ولا يقرون ولا يعترفون بتلك المناسك التي تراعي خصوصية التعريفة ( للطلبة والطالبات ) .. كما أنهم لا يراعون إطلاقاُ ظروف العائلات لهؤلاء الطلبة والطالبات !.. وبنفس الحال والقدر فإن أصحاب ( البوفيهات ) في المدارس لا يملكون مثقال ذرة من الرحمة في القلوب .. فهؤلاء قلوبهم قاسية كالحجار بل أشد قسوة .. حيث لا يبالون ولا يهتمون بالمقدرات المالية لهؤلاء الصغار من التلاميذ والتلميذات .. وقد يفرحون طرباُ ويرقصون تيهاُ وهم يشهدون تلك الدموع في أحداق الصغار الذين لا يملكون حق الإفطار !!.

السودان في هذه الأيام قد أصحيح ذلك البحر المخيف الذي يصول ويجول فيه تلك الحيتان وأسماك القرش الكبيرة النهمة .. وهي تلك الأسماك الظالمة المجحفة التي تطارد الأسماك الصغيرة .. فهؤلاء التجار الجشعين الذين لا يخافون الله رب العباد .. وهؤلاء السماسرة الذين يتخطفون الأرزاق .. وهؤلاء المحتكرين الذين يتسببون في ندرة الأقوات .. وكلهم يطاردون الأسرة السودانية وأفرادها بارزين الأنياب .. وهي الأسرة السودانية التي تعيش أهل وأفظع أيامها .. وهنالك من ينزفها وينزف أفرادها براُ وبحراُ وجواُ في غياب ذلك الوجيع .. وهو ذلك ( الوجيع ) الذي طال انتظاره حتى أصبح خارج الاهتمام مع مرور الأزمان .. وحتى إذا تواجد ذلك ( الوجيع ) في يوم من الأيام فإن تواجده لن يعوض الأسرة السودانية عن تلك الأيام الهالكة المهلكة .. وسوف تحتفظ الأسرة السودانية بذكريات الشقاء والكوابيس في الأذهان حتى مشارف القبور .. ومن سخرية الأحوال في هذه الأيام أن الجار يشتكي للجار قسوة الظروف والحياة فيرد عليه الجار قائلاُ : ( لا توصف أحوال الجحيم لمن يعيش معك في الجحيم !! ) .