اصبروا لها إن أردتم ثمارها ...

اصبروا لها إن أردتم ثمارها ...


10-22-2019, 09:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571733850&rn=1


Post: #1
Title: اصبروا لها إن أردتم ثمارها ...
Author: على محمد الخير
Date: 10-22-2019, 09:44 AM
Parent: #0

09:44 AM October, 22 2019

سودانيز اون لاين
على محمد الخير-Brussels
مكتبتى
رابط مختصر





ان زوال جبروت وسلطة البشير وزمرة المتأسلمين، لهو كابوس يكاد البعض لا يصدق حتى اللحظة انهم قد انفكوا منه. قد كانت تلكم الجماعة لا تخاف الله في دماءٍ تسيل او ارواح تُحصد في سبيل الحفاظ على سلطانهم.. للأسف لا يزال بعبع عودتهم من الشباك يقلق مضاجع الكثيرين من شرفاء هذا الشعب الذي طردهم شر طرده بالباب ، ولهذا القلق والتوجس مبررات شتى قد لا يتيسر حصرها وسردها في مقال، ولكن واحد من اكثريتها مدعاة للتناول هو هذا الضجر وهاتيك الهواجس، وعدم الصبر الذي بدأ يلوح من البعض، ضد من تحملوا هذا العبء الذي تنؤء عن حمله الجبال. الحمل الذي يزداد ثقله يوما بعد يوم بسبب طبيعة جماهير شعبنا الملول عموما، والامّر أن كثيرين من شركاء الثورة أنفسهم امتدت اليهم روح الضجر والملل وبدأت أصواتهم الناقدة تعلو وترتفع .. هؤلاء جميعاً وكأنهم قد تناسوا أن حمدوك ومجلسه الموقر ورثوا كوارث وبلاوي ومصائب لا ساحل لها؛ ورثوا لا شيء وفى ذات الوقت مطالبين أن يقدموا لهذا الشعب كل شيء من اللاشئ !!
وفي عجلٍ يفوق سرعة جن سليمان وعصى موسى. في المعجزات، يتعجلون النتائج ويحلمون بالحصائد وكأن السماء تمطر ذهبا ومالا لحمدوك. إن حمدوك واركان مدنيته، لا يملكون سبيلا لعصا موسى ولا بقادرين على تسخير ذلك الجن لخدمتهم.
يا ايها القوم ويا ايها الاحرار واجب علينا أن ننتبه .... ولعله وبقناعة سهلة ومتعقلة للمراقب أو المتابع؛ أن هذه الحكومة المؤقتة إن نجحت فقط، في إيقاف سيل الفساد الذي كان يكتسح وطننا، ويطحن مواطنينا واستطاعوا فرملته لكفاهم..
ولكن الحادث اليوم، وهذا الذي يلاقونه من الاصدقاء قبل الاعداء، لعمري هو الانكأ من الم الحسام المهند ...فيا اخوتي إن لم يجد هؤلاء الذين تحملوا المسؤولية كل الدعم والصبر المضاف منا جميعا، بل ان لم نفرش لهم الارض بساطاً من العون والصبر والمداراة، فلن يفلحوا ابدا حتى وان تنزلت عليهم اغواث من المواكب والثناء .. فيا شعبنا الابي وثوارنا الاشاوس إن الطريق صعب وملغم ومتعب .. فإن لم يجدوا فيه من يعاونهم عليه، سيفشلوا وبفشل الوطن ونصبح نحن على خزلانهم نادمين... وحينها لا ينفع البكاء والندم .. خاصة وان تكالب راكبي صهوة الاسلام زيفاً، بل الاشرار منهم يترصدون بالمرصاد مرة ثانية باستغلال مكرور وسمج وبشع لعاطفة الدين، التي تميل اليها القلوب فطرة .. ولعمرى هم الاخطر خارج سلطانهم اضعافاً مقارنة، وهم مشغولون بمباهج السلطة التي شغلتهم ملذاتها حيناً عن الشر المجرد الذي هم الان يتأبطونه.. انهم ينتظرون لحظة الانقضاض والتي نسال الله أن لا يسهلها لهم، اكراماً لشهدائنا وضعفائنا بل لكل هذا الشعب الذي اعياه النضال، اي والله شعبنا قد فتر ولا يعلم من اين يتلقاها ....
جاهل من ظن أن التغيير للأفضل سيتم بين ليلةٍ وصباحها أو ما بين أسابيع وشهور.. ساذج من ظن ان الاشياء هي الاشياء .. هذا التغيير الضخم ما كان له ان يتم بهذه الكيفية والسرعة لو لم يتفرق جمع اللجنة الامنية الحامية لنظام البشير وترفع يدها عن مساندته، هذا الموقف جعل اللجنة الامنية تناصف اليوم حمدوك السلطة والقرار. فبرهان وحميدتى والى تاريخ التغيير كانوا جزءاً اساسيا من الدولة القديمة وكانوا رهن اشارة بشيرهم في الخير والشر... والحال كذلك حتى مغيب ليلة الحادي عشر من ابريل 2019، ولربما هؤلاء انفسهم يضمرون فهماً غير الذي ترجوه الملايين من شعبنا، وترجوه حكومة حمدوك ..
هذا الوضع الغريب ما بين ثورة كاملة الدسم، ينال فيها مفجروها كامل ما ثاروا من اجله، وبين هذا الذي نعيشه واقعاً حلومرا الان .. وما اضحوكة عبد الحي ورهطه، الا تنبيه طفيف لمواجهات ربما تكون الاخطر، يجرها الاسلاميون الى مرسى لا نعلم له ساحلا... عليه يجب أن نعضى بالأضراس والاسنان والنواجذ والاظافر والقلوب على ما تحقق اليوم من تقدم وإن كان لا يرقى وطموحات شهدائنا لكن في يقيننا ان مسير الألف ميل يبدأ من الميل ... وبالعدم فلنستعد مره اخرى بأرتال من الشهداء دون أدنى ضمانات لمآلاتنا. وللأسف حتى حركات النضال المسلح التي كنا نعول عليها بإحقاق السلام وتقوية اثر التغيير لم تقتنع كافة بهذا التحول... نحن نعلم أن اجواء الحرية تتيح للمتربصين والمزالون مساحات شاسعة للتحرك واحداث البلبلة، وهذا هو ثمن الحرية المر الذي يستغله اعداء الحرية لوأدها والاشانة لها فيما بعد... انها اذا معضلة مركبة لا يستطيع اعتى عتاة السياسة القيادة فيها بطريقة آمنة ..
فلنصبر ايها الناس .. وليس الصبر فقط، بل صبراً تحيط به التوعية وعدم الانجرار الى متاهات الدين وتجنب كل ما قد يقودنا إلى العنف والفوضى، وان لا يسمح الثوار بجرهم الى تلك المناطق المظلمة في تواريخ الشعوب واللبيب بالإشارة يزداد صبرا وثورةً..