سويسرا الشرق لبنان ... بدأ باقتلاع الفاسدين بقلم جورج ديوب

سويسرا الشرق لبنان ... بدأ باقتلاع الفاسدين بقلم جورج ديوب


10-22-2019, 05:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571718374&rn=0


Post: #1
Title: سويسرا الشرق لبنان ... بدأ باقتلاع الفاسدين بقلم جورج ديوب
Author: جورج ديوب
Date: 10-22-2019, 05:26 AM

05:26 AM October, 21 2019

سودانيز اون لاين
جورج ديوب-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر





خير ما أبدأ به كلامي هو : لكم كل التقدير والإحترام وكل أوسمة العنفوان والبطولة على صدوركم العارية التي تتحدى كل أشكال العنف , أنتم المنتفضون في شوارع وساحات المدن والبلدات اللبنانية احتجاجا على الأوضاع المتردية التي أوصلتكم إليها الطبقة السياسية الحاكمة التي تقاسمت الوطن بنموذج المحاصصة الطائفية البغيضة , الذي كرسه مؤتمر الطائف في تسعينات القرن الماضي , عانيتم على أثره الويلات , وصبرتم صبرا جميلا طوال نحو ثلاثين عاما , رغم الإحتجاجات والإنتفاضات التي خضتموها ضد المشروع الطائفي الذي قسم البلد إلى دويلات , انتفت معه المواطنة وتشظى البلد إلى أن أصبح , لبنان الموارنة , لبنان الأرثوذكس , لبنان الشيعة , لبنان السنة , لبنان الدروز وما إلى ذلك من حصص طائفية , إلى أن أصبح الوطن بحجم الطائفة وبحجم الجغرافيا التي تتمركز فيها تلك الطائفة وغيرها من الطوائف الأخرى . فحلت الأحقاد والكراهية وحياكة التآمر بين تلك المكونات , ازداد معها الفساد وسرقة المال العام وتحويله إلى البنوك الخارجية لضمان عدم العبث به .
لبنان الذي عرفناه سابقا الذي اكتسب عن جدارة واستحقاق لقب ( سويسرا الشرق ) بسبب عبقرية أبنائه وجهودهم الإستثنائية في مجال العلم والأدب والطباعة والفنون , وحرية الرأي والنشر وتشكيل الأحزاب السياسية واستضافة الهاربين من بطش الأنظمة الديكتاتورية المستبدة . لبنان هذا اختطفته المجموعات الطائفية وحولته إلى مزرعة للفساد والنهب وتعطيل الخدمات , فانتشر الفقر والبطالة وازدحام السفارات الأجنبية بأبنائه طلبا للهجرة , إلى أن وصل الأمر حدود الإنفجار , بعد أن فقد الشعب كل أمل له في الإصلاح , وانعدام الثقة بالطبقة الحاكمة , ولم يعد أمامه سوى المواجهة لإسقاط هذا لنظام بكامل رموزه دون استثناء أحد , باعتبار أن هذه السلطة فقدت شرعيتها بنزول الملايين إلى الشوارع والساحات العامة , ولم يعد لها قيمة بعد أن رفضها الشعب , وأصبح لبنان صوتا واحدا صارخا معلنا بدء التمرد والعصيان حتى سقوط هذه الطغمة وتحقيق العدالة .
لقد تناسى هؤلاء الفاسدون أن الشعب يمهل ولا يهمل , وأن غضبه آت لكنس هذه الزبالة التي ربطت مصلحة الفرد بها بما تقدمه من خدمات لتنسيه ارتباطه بالوطن الذي تقاعس المتسلطون على حكمه وعن عمد عن تقديم الخدمات الضرورية للفرد , لتكريس سلطانهم على رقاب الشعب , وأن لا مفر للمواطن من اللجوء إلى هذه الطغمة أيا كان لونها أو شكلها لطلب المساعدة , وهذه تؤدي إلى انفصام عرى المواطن عن وطنه الذي لا خير فيه مع تشديد الإرتباط بالطائفة , مع عدم استثناء أحد منهم .
هذه الإنتفاضة لم ترق إلى المتحكمين بمصير البلد فهددوا وتوعدوا من منطلق حرصهم على الدولة , حتى أن بعض الفصائل قامت بإطلاق النار في بعض المناطق على المتظاهرين نهارا جهارا وقتلت عددا منهم , وفي اليوم التالي سار موكب من الدراجات النارية رافعا أعلاما ذات ميل طائفي باتجاه تجمعات المتظاهرين لإشعال الفتنة وتخويفهم ودفعهم إلى التفرق وانفضاض الإعتصام , لكن الجيش أحبط تلك المحاولة وانبرى زعيمهم ينفي صدور أي قرار لد فعهم للقيام بمثل هذه الأعمال .
أمام هذا الإنجاز العظيم الذي حققه الشعب اللبناني لحد الآن , أخذ بعض الزعماء يبدون تعاطفهم مع الشعب وتأييدا لمطالبهم المشروعة عن طريق طرح مشاريع إصلاحية للنظام , مدعين أنها ليست للمقايضة , فإذا لم تكن كلها للمقايضة فإن جلها للمقايضة , لأن الجميع في ورطة خوفا من سقوط النظام والمجيئ بنظام إصلاحي حقيقي وتقديم الجميع للعدالة ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب , ويجب ألا ينجو أحد من العقاب . لكن إذا كانت الأحوال المعيشية هي التي حركت الجماهير ودفعتها للإنتفاض , وهي مشروعة ومطلوب تحقيقها إلا أن الإصلاح لن يأتي عن طريق الطغمة التي اختبروها على مدى ثلاثين عاما , فليكن المطلب الرئيسي الذي لا تراجع عنه هو إسقاط النظام بكافة أشكاله ورموزه ودساتيره , لأنكم أنتم وحدكم من عانى ويعاني , ويلسح أقدام هذا أو ذاك من أجل الحصول على عمل لا يغني ولا يسمن , أوأنتم وحدكم من نام وهو جائع عصافير مصارينه تصيح طوال الليل , حتى أثناء نومكم تلاحقكم أحلام الرعب والخوف من المجهول .
وإلى كافة اللبنانيين في الخارج وفي المهاجر أن يبذلوا كل جهودهم لدعم الإنتفاضة , لأن هؤلاء المضحين بعرقهم وتعبهم وفرحهم هم أخوة لكم وأهل وأقارب وجيران وأصدقاء , يتطلعون إليكم أن تقتربوا قليلا من معاناتهم وآلامهم وتدعمونهم بكل ما أوتيتم من قوة وجهد , ليزدادوا صمودا وتحديا إلى أن يقف العالم كله إلى جانبكم .
وإلى الثوار الذين رووا بدمائهم تراب الوطن ألا ييأسوا وألا يملوا وأن يحافظوا على رباطة جأشهم وتحديهم , وألا ترهبهم التهديدات التي سترتد يوما على رؤوس أصحابها لأنكم أنتم أصحاب الحق الذي سرقوه منكم , وأنتم الشعب والشعب إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر والنصر آت قريب .
للتواصل : 0434631501