مأساة سفاره فى الخارج (1) بقلم ياسر قطيه

مأساة سفاره فى الخارج (1) بقلم ياسر قطيه


10-18-2019, 02:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571363222&rn=0


Post: #1
Title: مأساة سفاره فى الخارج (1) بقلم ياسر قطيه
Author: ياسر قطيه
Date: 10-18-2019, 02:47 AM

02:47 AM October, 17 2019

سودانيز اون لاين
ياسر قطيه-
مكتبتى
رابط مختصر




الأبيض ـ
سنة 2002 م وعقب معاناه قاسيه إمتدت زهاء العام إكتشف الدكتور عمر الأمين بمستشفى فضيل سبب معاناة الطفل فتحى إسحق وشخص حالته الطبيه بإنسداد فى مجرى البول
على ضوء تشخيص الحاله وفى مستشفى سوبا الجامعى وفى خلال ستة أشهر أُجريت للطفل فتحى عمليتين جراحيتين
بعدها ظهرت بعض التعقيدات وبضعة أعراض جانبيه ( إلتهابات ) زادت من معاناة الطفل فتحى
نصح الدكتور الجراح عادل أدم والدى الطفل المريض بالسفر للعلاج فى الخارج وتحديداً الى مستشفى المنصوره بجمهورية مصر العربيه
الوالدين وهما على الكفاف دبرا أمريهما وسافرا بطفلهم الى حيث أوصى الطبيب عادل ـــــــ كررا الرحله مرتين دون نجاح يقول إسحق والد الطفل الذى تفاقمت معاناته مع الوقت والهروله به بين المشافى فى الداخل والخارج
لما زادت معاناة الطفل قصدا به الأردن هذه المره ـ التكلفه 9 ألف دولار أمريكى
فى الأردن نجحت العمليه الأولى ، فصل الحالبين عن المثانه مع نجاحها ظهر قصور فى أداء الكلى !
طُلب منهم العوده مره أخرى لإجراء عمليه أخرى بعد سنه ( غرس المثانه من جدار المعده وغرس حالبين ) ـ التكلفه 14 ألف دولار
الوالدين الذين هما على الكفاف دبرا أمريهما هذه المرة أيضاً وأضحت حياة الأسرة كلها ما لها وما عليها موظفه بالكامل ورهن علاج إبنهما الوحيد بين بنتين
شدا الرحال للأردن مره أخرى ، أُجريت عمليتان للطفل فتحى فى مستشفى إبن الهيثم
كٌللت العمليتان بالنجاح ، بيد أن الطبيب المعالج نصحهما بضرورة زراعة كلى كامله بسبب توقف النمو وهشاشة العظام مع الإلتهابات المتكرره فى الحالبين والمثانه ، التكلفه هذه المره قُدرت بمبلغ وقدره 24 ألف دولار أمريكى
من الكفاف والى العدم والإملاق جمع الوالدين المكلومين مبلغ وقدره 14 ألف دولار ! لم يبق بحوزتهم أى شئ أخر للبيع فقد باعا كل شئ حتى المنزل الذى يأويهم !!! لتكملة المبلغ طرقا على وجل وحياء أبواب الخيرين وكانت منظمة البر والتواصل حينها سباقه ـ وجهت السيده الفضلى فاطمه الأمين حرم الأستاذ على عثمان محمد طه النائب الأسبق لرئيس الجمهوريه وقتها بتحويل المبلغ المتبقى وقدره 9 ألف دولار خصماً من رصيد المنظمه ــــ وبالفعل تم إرسال المبلغ الى السفاره السودانيه بالأردن بحسب تأكيدات مكتب البر والتواصل وتأكيدات السفاره أيضاً ، ففى إتصال هاتفى مع السيد السفير عثمان نافع حمد سفير السودان لدى الأردن وقتها ومع الأستاذه إلطاف سعيد الملحق الإقتصادى بالسفاره والذى عبره أكدا وجود المبلغ على ضوء ذلك شد الوالدين الرحال
ـ فى الأردن ومن مطار الملكه علياء بسيارة الإسعاف فوراً الى المستشفى ، نُقل المريض فتحى ـ مكث إسبوعين تحت المتابعه الطبيه وأُجريت العديد من الفحوصات تمهيداً لإجراء العمليه المتفق عليها .
بعد الفحوصات تقرر تأجيل العمليه الكبرى لزراعة الكلى نظراً لضعف بنية الطفل ، قدر الأطباء إن ذلك قد يكون ممكناً حال بلوغه سن السبعة عشر ، سن الـ 17
خُير الوالدين بين إمكانية إيداع المبلغ كاملاً فى حسابات المستشفى كى لا تترتب عليهم لاحقاً أى زيادات قد تطرأ أو التسديد لاحقاً كيفما يشاؤون ـ إسحق ، والد الطفل فضل الخيار الأول فشدا الرحال الى السفاره وفى السفاره ـ تعال شوف بجنس لولوه !!!! كالعاده طبعاً وكحال كل بعثاتنا الدبلوماسيه المعتمده فى الخارج الله لا حوجك ليهم فى حاجه ـ مرمطه وعينك ماتشوف إلا النور لهذا وللمراره والألم الذى ينخر فى جدار القلب والأسى والأسف نرجئ الحديث عن تفاصيل النصب والإحتيال الذى تم فى السفاره وراح ضحيته الطفل فتحى الى مقال قادم فقد مات فتحى !! أسلم الطفل البرئ الروح ودفن فى موكب صامت حزين فى مقابر دليل بمدينة الأبيض وكانت تفاصيل ما جرى فى السفاره السودانيه بالأردن وصورة السفير عثمان نافع تضج فى رؤوس المشيعين وتعتصر المرارة والألم قلوبهم مشيعين فقيد الطفولة والصبا الى مثواه الأخير والسيد السفير بأبشع اللعنات ـ أكل السفير قروش العلاج ويا أيها النفس المطمئنه أرجعى الى ربك راضيةً مرضيه فأدخلى فى عبادى وأدخلى جنتى . صدق الله العظيم