التائهون في دروب الطيبـــــــة والأخلاقيات السودانية !!

التائهون في دروب الطيبـــــــة والأخلاقيات السودانية !!


10-17-2019, 06:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571291258&rn=1


Post: #1
Title: التائهون في دروب الطيبـــــــة والأخلاقيات السودانية !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-17-2019, 06:47 AM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

التائهون في دروب الطيبـــــــة والأخلاقيات السودانية !!

لسان حال الشعب السوداني يقول :
أنا لست مع هؤلاء الذين يتسلقون الأكتاف .. ولست مع هؤلاء الذين يشربون دموع الغلابة ., ولست مع هؤلاء الذين يركضون خلف القيادة .. ولا أمارس ألوان السياسة طوال حياتي .. خطواتي هي مواكبة التواضع منذ مولدي وحتى مماتي .. أجهل التمايز بين الخلائق مهما تتباين الألوان .. كما أجهل التفريق بين ذلك المدني وذلك العسكري !! .. ولا أعرف التمايز بين ذلك الشرقي وبين ذلك الغربي !.. فكل من يقابلني في الدرب هو ذلك ( السوداني ) .. أميل طرباُ حين يقول القائل ( أنا إسلامي ) .. وأحترم أدباُ حين يقول القائل ( أنا علماني ) .. وأسكت تأدباُ حين يقول القائل ( أنا شيوعي ) .. لا أجادل الناس كرهاُ ولا أجادلهم حقداُ في سلوكي .. تكفيني لقمة خبز لإسكات جوعي .. وتكفيني جرعة ماء لإسكات عطشي .. كما تكفيني قطعة خرقة لتستر سوءتي وعيوبي .. فماذا جنيت في هذه الدنيا لتسود أيامي ؟؟.. ولما يسلبني الظالمون وينهبون أموالي ؟؟.. ولما يحتكر المحتكرون قوتي ويجوعون أطفالي ؟؟ .. ولما يلاحقني هؤلاء الصائدون ليتعمدوا إيذائي ؟؟.. ولما يقتتل هؤلاء وهؤلاء ليدمروا بلادي ؟؟ .. ولما يتخاصم هؤلاء وهؤلاء ليخلقوا أحزاني ؟؟ .. أجد الفوارق بين الناس تمثل تلك المصيبة في مساري !!. أرى البعض ينام في رحاب الترف والتنعم وأنا أنازع أهلك أيامي !.. يترفل في حلل السعادة ويتجاهل دمعي وبكائي !.. أكابد المشقة تحت الهجير يومياُ حتى أصل لأهلي ودياري .. وأقف في الصفوف طوال النهار حتى تشتكي وتنهار أقدامي !.. لما ذلك الإجحاف ولما ذلك التنكر لتضحياتي ؟؟ .. ألم يحتاجوا يوماُ لتصفيقي وهتافي وتكبيري وتهليلي ؟؟ .. هل نسوا وتناسوا حين كنت مفيداُ لهم في سابق أيامي ؟؟.. كم وكم قدمت لهم من زاد المجاهد حين كانوا يطلبون جهادي .. وكم وكم قدمت لهم من أرواح أبنائي تلبيةُ لنداء الواجب فداءُ عن أوطاني !! .. فلما نسوا أمري عند الغنيمة ونسوا تضحياتي ؟؟ .. فأي عدل في الدنيا يجعلهم أهل ثراء وترف ويجعلني وضيعاُ وفقيراُ في شــأني ؟؟ .. والكل أبناء آدم وحواء في بلد يدعي زوراُ فرية المودة والمساواة والإخاء .. فأين الإخاء فيمن يسرقني جهاراُ ونهاراُ ثم ينام مشبعا متخماُ وأنا أصارع أوجاعي ؟؟.. هؤلاء قد تنكروا لعهود كانت بيننا وبينهم في السراء والضراء !!. وبذلك قد أكدوا للعالم أجمع بأنهم أنكر وأمكر الخلائق فوق وجه الأرض حيث استغلوا طيبتي !!.. لقد تركوني وحيداُ عند المحك وأنا أصارع الموت والويلات كل صباحي ومسائي !.. ومهما يدعون البراءة ويبررون الأسباب فإنهم قد سقطوا عن عيني وعن حسابي !. وأتعجب كثيراُ حين يجتهدون لجولة أخرى جديدة ليتواجدوا في حياتي !.. كيف يتواجدوا مرة أخرى وأنا مازلت أجرع مرارة التجربة في عمق كأسي ؟؟.. ومازال في حلقي مذاق الحنظل والعلقم حيث تنكروا لعهودي !!.. ألم يدعوا يوماُ بإنقاذي فأين ذلك الإنقاذ الذي قادني لحافة الهاوية والخراب في نهاية المطاف ؟؟. فإذا كانت تجربة الثلاثين عاماُ خائبةُ وفاشلةُ فكيف بتجربة أخرى جديدة في حياتي ؟؟ .. وهل يلدغ المؤمن والعاقل من جحر واحد للمرة الثانية ؟؟ .. كيف ذلك وقد وهبنا الله تلك العقول لكي نتقي تلك المسالك الخاطئة ؟؟.