كيف حلت كفاءات حكومة قحط مشكلة رغيف الخبز بقلم د.أمل الكردفاني

كيف حلت كفاءات حكومة قحط مشكلة رغيف الخبز بقلم د.أمل الكردفاني


10-16-2019, 03:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571236076&rn=0


Post: #1
Title: كيف حلت كفاءات حكومة قحط مشكلة رغيف الخبز بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 10-16-2019, 03:27 PM

03:27 PM October, 16 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




لا أستطيع إلا أن اكون معارضا ؛ لأن الانتماء يعني الدفاع عن أخطاء ومخالفات الجسم الذي سأنتمي له وهذا ليس من ديدني. ان اكون مدافعا عن الباطل كما يفعل هذا الشعب واسع الذمة وهو لا يعلم أنه يضر نفسه وحزبه وبقية المواطنين.
عندما قلنا أن هذه محاصصات تمت وأن هؤلاء لا يملكون كفاءة تذكر ؛ ارسل لنا القحاطة قرادهم الرقمي شتما وتسفيها ، وها هم اليوم قد زنقوا حمدوك زنقة كلب في طاحونة بعد تصريحات الوزير الصحي بشأن صحة الماشية فخسر السودان ملايين الدولارات وتجار المواشي الذين كانوا مضرب مثل في أغاني النساء محبات المال (الكباشي اجيك غاشي لي تجار المواشي) اصبح التجار يضربون أكفهم كمدا وحسرة وأقول لهم اذبحوا مواشيكم يا لصوص وقدموها لنا نحن المسحوقين وسنأكلها بحمى واديها المتصدع لأننا تصدعنا أكثر من مواشيكم ببروتينات الفول اليومي وأنتم لا ترحمون فسلط الله عليكم من لا يخافه ولا يرحمكم أليس الله بأحكم الحاكمين.
المهم نشمت فيكم فليس لنا في لحم مواشيكم نصيب على أي حال.
ونعود لنشمت في كفاءات القحاطة وننبري لنناقش لعبة قذرة مارسوها ولا زالوا في مشكلة ندرة رغيف العيش ؛ (ملاحظة هامة: في الولايات ثلاث ارغفة بعشرة جنيهات وهناك ولايات يبلغ سعر الرغيفة الواحدة فيها أربعة جنيهات الآن اثناء كتابة هذا المقال).
قبل أيام وبعد صف طويل وجدت نفسي أمام البائع في الفرن وعلى يساري تماما كان الخبز داخل الفرن البلدي المفتوح.
الفرن البلدي يذكرني دوما بكسلا ولذلك أعشق تأمل ضوئه المنبسط على أرضيته القاسية الناعمة وأعشق أكثر انتفاخ العيش بمجرد ادخاله للفرن. ينتفخ العيش لأعلى وكأنه كائن حي ينمو في رحم أمه ، وعملية النمو دائما مذهلة بالنسبة لي ، فلنشاهد مثلا فيديو يراقب نمو البذور في التربة ، سنرى تلك النبتة وهي تتسارع كصيصان الطير مشرأبة بأعناقها فاتحة اوراقها كزراري تنتظر اطعام أمهم لهم. حركة النمو هذه اتابعها بشغف حينما أنظر للرغيف البلدي وهو يترفع عن الصغائر مصعرا خده للسماء كحسناء تعاني من نرجسية المراهقة.
وقفت اتأمل الخبز داخل فرنه وتفاجأت بأنه لا ينتفخ ؛ على العكس من ذلك ، كان الرغيف يتقلص منحشرا في مركز الدائرة ، كما لو تبلل بالماء ؛ حينها أخبرني البائع في الفرن بأسى بأنهم يخسرون بسبب الدقيق الذي ارسلته لهم الحكومة فهو لا ينضج أبدا وأن علينا أن نصبر على ذلك. طلبت منه أن يزيد الخميرة فقال بأنهم فعلوا كل شيء دون جدوى وأن أصحاب الأفران سيحتجون ضد هذا النوع من الدقيق.
هذه اللعبة القذرة مارسها الكيزان ؛ فمن المعروف أن حكومة الكيزان كانت تشتري القمح الرخيص وغالبا ما تخلط الغالي بالرخيص لتمشية الحال فليس بالخبز وحده يحيا الانسان وهذه مقولة كاذبة ، والأصوب أنه ليس للخبز وحده يحيا الإنسان ولكن بالخبز وحده يحيا. نعم لا نحيا للخبز وحده بل نحيا لأكثر أهمية من ذلك وهو كشف خداع هذه اللوبيهات التي تسرق عرق البروليتاريا من أسامة داوود وشركائه واصحاب سين الامنية وعبد الرحيم اللمبي..الخ ، لكشف أن جهاز الأمن أنفق قرابة مائة وخمسين مليون دولار لانشاء نادي ترفيهي لاعضائه ونحن في أمس الحوجة لدولار واحد لشراء ادوية لمرضى الفشل الكلوي الذين أصبحوا يتسولون ثمن الدواء.
هذا الشعب وغيره من شعوب العالم يتم تجهيلها ورتق أعينها بالأكاذيب الاعلامية ، وبالبروباغاندا العالمية ، لمصلحة قلة قليلة تملك ما لا تستحق ثم تمنح من لا يستحق وتسرق أصحاب الحق فكيف لا أكون معارضا في هذا العالم المزيف الاجرامي؟؟؟
قام خبراء العسكرقحاطة بالاستمرار في الاعيب الكيزان ولكن هذه المرة تجاووزا حتى معايير السرقة والخداع المعقول فخلطوا الدقيق بأشياء لا نعرفها ، ونحن كالبهائم نأكل أي علف يلقى أمامنا على الأرض ، لقد حملت الخبز في الكيس وغادرت دون أن أنبس ببنت شفه لأنني لو أخبرت من يقفون خلفي في الطابور فربما فضلوا اطعام أطفالهم بالقصص المرعبة والكوميدية كحكومة العسكرقحاطة حتى يناموا ، ثم أكمل المشهد نفسه فصبت مطرة لعينة فجأة فابتللنا وابتلت الارض وتحولت لطين لازب لو نفخ فيه لاصبح ديدانا تزحف على بطنها من الضحك وشر البلية ما يضحك.