لماذا تشاركت هذه الخطابات الثلاثة نفس الرؤية حول المليونية القادمة؟ بقلم د.أمل الكردفاني

00:35 AM October, 15 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

دعنا نتابع ثلاثة خطابات حول مليونية الحادي والعشرين من أكتوبر القادم وسوف نرى أنها مثلت توجها متطابقا.
أولا: خطاب الحزب الشيوعي الذي دعا للخروج للاحتفال باكتوبر.
ثانيا: خطاب تجمع المهنيين الذي دعا للخروج احتفاء باكتوبر.
ثالثا: خطاب الكيزان الذي دعا للخروج احتفاءا بأكتوبر.

كان خطاب تجمع الوهميين السابق هو محاولات لتنفير الجماهير من الخروج في المليونية باعتبار الداعين لها كيزان يريدون تقويض حكومة العسكرقحاطة. وكذلك الحزب الشيوعي في البداية.
لقد تبادر الى ذهني لماذا تغيرت مواقف الجميع هكذا فجأة كطرطقة الخنصر بالابهام؟
واضح أن محاولات تشويه الثورة التصحيحية باءت بالفشل ولذلك اتبع هؤلاء الثلاثة خطة بديلة وهي تغيير توجه واغراض واهداف الثوار. والزعم بأنها مجرد احتفالات باكتوبر.
غرض تجمع الوهميين هو محاولة لعدم فقد الجماهير لو نجحت الثورة التصحيحية. كما انه يحاول الاستخفاف بالاحتجاجات وتحويلها لمجرد احتفالات. وكذا هو غرض الشيوعيين ومعهم الكيزان. الثلاثة اجتمعت مصالحهم تماما ؛ فحكومة العسكرقحاطة تدرك أن نجاح الثورة التصحيحية ستذهب بهم إلى مزبلة الزمن وليس التاريخ (فهم أقل من أن يدخلوا التاريخ أو يسقطوا في مزبلته).
هناك اتفاقات تمت تحت الطاولة رأينا ثمارها بمجرد التوقيع على المحاصصة الملغوثة ، نذكر منها:
- محاكمة كوميدية للبشير.
- ايقاف كل دعاوى الفساد في النيابات العامة والمتخصصة ولقد اشتكى الكثير من المحامين من شطب دعاويهم بأوامر عليا.
- نهاية الحديث عن محاكمات جنائية عن جرائم دارفور.
- بعض منظمات قحط التي كانت تدعي محاربة الفساد اتفقت مع العسكر على عدم إحالة أي قضية للمحاكم.
- الوثيقة العسكرقحطية جعلت ممتلكات الوزراء وغيرهم سرية فابراء الذمة يظل سريا ، وهكذا انتفى الغرض الاساسي من ابراء الذمة وهو مراقبة دخول اموال غير معقولة لذمة المسؤول. (نفس ما فعله الكيزان). وبالتالي عدم قدرة الشعب على مراقبة الفساد ولا معرفة الماضي المالي للمسؤولين العسكرقحطيين. مع ملاحظة مهمة: عندما تولى اوباما الحكم في امريكا دخلت الى موقع الحكومة ووجدت ما يملكه منشورا على الملأ. اتذكر ان كل ما كان يملكه في ذلك الوقت لم يتجاوز خمسة ملايين دولار. (والعسكرقحاطة اخفوا اموالهم).
- دخل كيزان تحت اقنعة شيوعية الى الحكومة ودخل فاسدون في الحكومة بحجة انهم لم يكونوا ينتمون للحركة الاسلامية (وهذا كذب) ، فمن تعامل مع الكيزان فاسد وهو اسوأ من الكيزان لأنه يتلبس بالفضيلة الزائفة.
لم يحدث اي تغيير حقيقي ؛ بل كله تغيير زائف اعتمد على الاستعراض Show بأشكال النساء والسير العلمية المفخمة.
- تحول الاعلام القحطي والقراد الرقمي لتجمع الوهميين للدفاع عن العسكر بعد أن كانوا يمارسون شتائم مستمرة قبل التوزيرات المزورة لإرادة الشعب.
هكذا اجتمعت مصالح العقارب الثلاثة : عقرب الساعات (العسكر) ، عقرب الدقائق (الكيزان) ، عقرب الوهميين (الثواني) وعقرب رابع من وراء حجاب يحرك رقعة الشطرنج.
ولذلك اثارت الثورة التصحيحية الرعب من المساس بالمصالح المشتركة لهذه العقارب الثلاثة وهم يعلمون جيدا أن هذه الثورة ستطيح بسفاهة أحلامهم وستعيد تصحيح مسار الدولة بالحقائق البلجاء وليس الأكاذيب والتلفيقات والاستعراضات الزائفة. حينها أرادوا أن يفعلوا كما فعل اليهود في النمسا حينما قفز الى السطح حزب مسيحي متطرف هدفه الوحيد كان هو انهاء وجود اليهود ، حينها اجتمع اليهود وقرروا اعتناق المسيحية ولما اصبحوا مسيحيين فقد الحزب مبرر قيامه فانهار فعاد اليهود ليهوديتهم...
خطابات الثلاثي هي تطبيق للخطة اليهودية ، ولكنها ستفشل حتما ونحن لهم بالمرصاد.