الدراما الحكومية ! بقلم ا.د/ علي بلدو

الدراما الحكومية ! بقلم ا.د/ علي بلدو


10-15-2019, 11:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571177593&rn=0


Post: #1
Title: الدراما الحكومية ! بقلم ا.د/ علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-15-2019, 11:13 PM

11:13 PM October, 15 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


من المعروف ان فن الدراما من اقدم الفنون التي عرفها الانسان تاريخيا و لها كلياتها و روادها و معجبوها ’ و بكل انماطها المختلفة من مسرح و غناء و اطفال و سينما و خلافه’ و لكن و بفضل العباقرة الذين هبطوا علينا في دنيا السياسة و الاقتصاد فقد انضمت الحكومة لقائمة الممثلين ’ بدءا من الممثلين الذين يحتلون البرلمان من غير شغلة و لا مشغلة سوى التصفيق على الزيادات و التكبير و التهليل للبيانات الضاربة من وزراء الغفلة ووزيرات الغرة’ مرورا برؤساء المجالس و اللجان و الذين يمثلون انهم يمثلون الشعب و بعدها تتم المكابسة على المساكن الشعبية من اجل التحام القيادة مع القاعدة, الا ساء ما يزرون.
ثم تاتي بعد ذلك جحافل وزراء الدولة المردوفين على سرج السلطة المائل و هم يمثلون فاصلا من الوهم بفاعلية المشاركة و دورهم الحاسم في اتخاذ القرارات و التي في الغالب يكونون اخر من يعلم بها و من الاعلام, اذ ان للامير ناسه و حاشيته الحقيقية , و اجاد هؤلاء دور الكومبارس بامتياز’ و لا يزالون.
و ابت نفس المساعدين و النواب و المستشارين الا ان يشاركوا في العرض البائس’ عن طريق (تمثيل) الرئاسة في الحفلات و المهرجانات المظلمة و قص الشرائط المهترئة لمنشات افتتحت منذ زمان الانجليز و لقاءات مع مسئولين در جة ثالثة من دويلات بعيدة’ و يقوم مخرجو تلفزيون السلطان بعمل اللازم و استعمال المؤثرات المختلفة لايهام المواطن المسكين باهمية الامر ’ وا ن ما يراه امامه من رقص و غناء و هز و (بشير) و رفع ( للعصى) في وجوه الحاضرين هو قمة المشاركة و التداول السلمي للسلطة.
اما اذا دار الحديث عن الوزراء و الوزيرات فحدث و لا حرج’ فهذه الوزيرة تحتضن يتيما و تسيل دموعها على وجهها امام مسرح الجمهور و تخبرنا ان الايتام و المشردين لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة في ظل عدالة امير المؤمنين ’ و ليصفق الجمهور كثيرا على روعة الاداء و حبكة النص, ثم ما يلبث ان يخرج علينا وزير اخر و هو يتبضع من احد المحال الشعبية امام( الكاميرا) تعبيرا عن الزهد و التقشف و الاحساس بالم المواطن’ متناسيا ثراءه الفاحش منذ قدومه لوزارته’ و يشتعل المسرح بالهتافات و لكن لم يساله احد من اين لكن هذا( لانه خارج النص طبعا).
وولاة الولايات عندنا, دونما شك يستحقون جائزة الاوسكار في الدراما الحكومية , دون منافس’ فهذا الوالي مثلا يتجول في الاسواق و يجالس هذا و يسال تلك ’ امام الجمهور طبعا, قبل ان ياخذ بعض ( البرومات) و هو يحمل جوالا للثوم او عبوة شاي’ و يعد المواطنين ان الفرج اتي و انه ما اتى الا لصلاح الامر ووقف المعاناة’ مقسما و مغلظا في القسم العظيم’ و لكن ما يعدهم الا غرورا’ اذ بمجرد ركوبه عربته الفارهة’ تبداء الاسعار في التضاعف و الاسواق في الانفلات اكثر ’ في واحدة من عروض الكوميديا الحكومية السوداء’ و لو كان ( دانتي ) بيننا لصفق هو الاخر ’ و اعتزل الدراما ’ بعد ان وصل اهلها( الجد جد) .