و هو خير الفاتحين! بقلم ا د / علي بلدو

و هو خير الفاتحين! بقلم ا د / علي بلدو


10-14-2019, 07:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571077337&rn=0


Post: #1
Title: و هو خير الفاتحين! بقلم ا د / علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-14-2019, 07:22 PM

07:22 PM October, 14 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


في ظل الارهاصات و الاشارات القوية بقرب حدوث تغييرات جذرية ينوي اجراءها اهل السلطان في حصتهم من الكيكة الحكومية و ايضا انصباء المتحاورين معهم و المتوالين و المتشاكسين’ و قرب تغييرات الولاة الصالح منهم و الطالح’ و في ظل هذا و ذاك تزداد حمى الاستقطاب و اشاعات الواتس اب و الفيس ’ لمن استطاع الي هذه الوسائط سبيلا, و غيرها من وسائط التواصل الاجتماعي و اصدار التكهنات ان فلانا مغادر و تلك اتية ’ و تزدهر تجارة القوائم المصطنعة و المنجورة من رؤؤس و اذهان فعل بها البوش و الدخان بكل الوانه الافاعيل.
و كما ان ادمان الجميع و بدون فرز للسلطة ’ و التي هي اخطر من ادمان المخدرات و اشد فتكا و ضراوة’ تجعل الكثير من النافذين و الدستوريين و التنفيذيين و خصوصا الولاة يلجاون للتلميع بكافة الطرق و عمل المستطاع للبقاء في الكرسي الذي كنكشوا فيه و ذاقوا حلاوته و لم يصطلوا بناره و لو للحظة’ و يبدا مسلسل الانسلاخ و الانضمام و تكوين الاحزاب المخلقة وراثياً و غيرها من التجمعات و الحركات و الجهويات المنخنقة و النطيحة و ما اكل السبع و ما التفت عليه الشجرة التي تنبت في اصل الجحيم .
و يبداء الامر بالاعلان عن الرغبة القوية و التاييد المطلق لبقاء السلطان الي يوم القيامة و التوقيع على العهود و المواثيق مع ثلة من اهل المصلحة ’ و عمل البراويز في يوم الزينة الذي لم و لن يخلفوه يوما!
ثم ينطلق منادي الوالي ان سيزوركم كبيرنا يوم كذا في ساعة كذا’ و بعدها يتم عمل اللجان الخاصة بالزيارة المرتقبة و الفخيمة’ و تنشط اليات الوالي في تحصيل ( المعلوم) من المواطنين تارة لاجل ( النفيير) و اخرى لاجل( الفقير) و مرة اخرى و بصورة اشد من اجل ( الامير).
و تتواصل الاتاوات و الجبايات من اجل اظهار (وجه) الولاية المشرق و عكس انجازاتها في عيون الاخرين’ و ايضاح مجهودات الوالي الهمام في النهوض بالولاية و انتشال مواطنها من وهدة البؤس و الجوع و نقص التنمية’ بعد ايهامهم انه قد بنيي لهم المستشفيات و مد لهم الطرق و ذلللها لهم حتى لا تعثر بغلة فيحاسبه الناس’ لا سمح الله’و ايضا كونه سقاهم شرابا طهورا حتى اضحت ولايته انهارا تجري و جنة لله في الارض’ و معجزة في التلاحم و الكرم و الدعم الشعبي و الالتفاف حول برنامج مولانا الوالي ’ على حد ما يصيحون بنا في غبوقنا و اصطباحنا.
و لما كان مهما في زيارة كبير القوم’ ان يقوم بافتتاح بعض الاشياء و قص عدد من الاشرطة’ بمقص يحمله طفل او طفلة ساقه حظه العاثر ليتعلم اصول النفاق و فن الدغمسة في ارفع صوره’ و هنا يتم طلاء بعض المنشات القائمة منذ عقود و اطلاق اسماء جديدة عليها تتناسب مع ( المشروع الحضاري ) لدولة الوالي ’و يتم جمع بعض الاواني المنزلية و الاغراض الحياتية و نسميها معرضا للافتتاح الكبير’ و لا باس من تشغيل بعض المواسير الصدئة باعتبارها محطة للمياه و للتذكير ايضا بانه كم في بلادنا من مواسير!
كما يتم سكب بعض الاسفلت على الردميات و اطلاق اسماء كذا مرحلة عليها’ ليفتتح الطريق الذي لم يكتمل ثلاث مرات في نفس الزيارة’ و نحن نقول لهم مبرووك ’ و لكنا لن نبرح الارض حتى يفتح الله لنا و هو (خير الفاتحين).