| 
 | Post: #1 Title: البنقوية بقلم علي بلدو
 Author: علي بلدو
 Date: 10-12-2019, 06:17 PM
 
 
 06:17 PM October, 12 2019  سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 خواطر طبيب
 
 
 في كل يوم يمر تتناهى الى مسامعنا اخبار ضبطيات قوات الشرطة الباسلة في هذه البلاد للجوالات و الدفارات و الحاويات و الطائرات التي تضم في ثناياها البنقو و الحشيش و الذي يتناوله حوالي ربع سكان العالم بصورة او باخرى و لو مرة واحدة في الحياة, و لكن يتم الضبط من هنا لتنمو هناك نبته القنب في مكان اخر من ارضنا المعطاءة  و تصبح الحكاية مثل حجوة  النملة التي تدخل و تمرق و لاتزال, فلا تعبت النمل و لا نفذ الحب.
 و ارتبط الحشيش في اذهان الكثيرين بالفن و الابداع و الشعر و الموسيقى و اشتهر به  الكثيرون من رواد الاغنية السودانية  و الشعراء المعروفين و الملحنين الرائعين  و اهل الثقافة لدرجة  اصطحاب بعض المطربين لاشخاص مهمتهم الوحيدة تجهيز  السيجارة اثناء الحفلات و يذهب جزء مقدر من ريع الحفل للراس و ليس للجيب.
 و شاركت حواء السودان الفنية ايضا في التحشيش و الغناء في الاماكن العامة و ههن ضاربين المدامة  و بذا يختلط الحابل بالنابل  و يتعالى الدخان عاليا و مرتفعا من دخان السيجار الاحمر لدخان السيجار الازرق لدخان السيجارة الخضراء و باقي الدخاخين و لكن معظم الدخاخيين عندنا هي بلا نار على خلاف السائد و الحمدلله.
 اما عالم السياسة فقد غزته المدامة منذ عهد الحسن الصباح و قلعته المثيرة الموت و التي كان الناس يغرقون في المتعة المحرمة و يكونوا دولة الحشاشيين الفتية و التي غيرت مجرى التاريخ بسبب التعاطي  و غياب العقل و ارتكاب الموبقات كلها بدون فرز و التباهي بذلك و الدعوة له و بصورة شعرية جذابة كما قال شاعرهم و يصف ليلة دعوية اقاموها في قلعتهم للوافدين الجدد و المتوالييين و المردوفيين كمان:
 
 و مهفهف بادي النفور عهدته  لا التقيه قط غير معبس
 صادفته بعض الليالي ضاحكا  سهل العريكة رائقا في المجلس
 عيناه تخطب عاشقا متنسكا   و السكر يحسن بالمحب و لا يسئ
 فقضيت منه ماربي و تركته   اذ صار من بعد التنافر مؤنسي
 فاجابني لا تشكرن خلائقي  و اشكر شفعيك ذاك خمر المفلس
 فحشيشة الارواح تشفع عندنا  للعاشقين    ببسطها للانفس\
 و اذا هممت بصيد ظبي نافر   فاجهد بان يرعى حشيش القنبس
 
 و سل المجرب للامور و خلني    من حسن ظن  الناسك  المتلمس
 
 و يعد هذا الاحتفاء بالسيجارة احد اسباب انتشارها و الباسها لباس الفن و االسياسة التمرد و المعارضة  و الليبرالية  و ظل الكثيرون يرون فيها انعتاقا من الجور و حرية لحظيية كما في مذهب الراستافاريانيزم و التراث الكاريبي الافرو امريكي.
 
 و سارت الركبان عندنا بلاخبار ان فلانا من الكتاب  بضربها و ان علانا من الفنانيين (لو  ما شرب تلاته ما بغني) و ان فرتكانا من الزعماء  زولها عديل و ما افة الاخبار الا رواتها.
 و يزدهي الواتس اب باخبار و نكات الحشاشيين و يوصف الذكي و المخترع و المبتكر بها ليحاول تقليده الاخرون و عندها يتحول الناس من حكاية يخرجون و يعودون و يهتدون الي قصة ينضمون وو ينسلخون وبعدها يتحاورون و لربما يسطلون.
 | 
 |