بين جيلين بقلم سهيل احمد الارباب

بين جيلين بقلم سهيل احمد الارباب


10-12-2019, 06:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570900599&rn=0


Post: #1
Title: بين جيلين بقلم سهيل احمد الارباب
Author: سهيل احمد الارباب
Date: 10-12-2019, 06:16 PM

06:16 PM October, 12 2019

سودانيز اون لاين
سهيل احمد الارباب-
مكتبتى
رابط مختصر



هذا زمان نفكر فيه وفى نتائجه وتوقعاتنا واحلامنا المرجوة فنجد بعضها تحقق وبعضها ينتظر وبعضها تغير...فعلى المستوى الشخصى تغير نمط التفكير والرؤية لاولادنا عما كان الحال علينا بزماننا فى نفس اعمارهم ...ولذلك نجد ان رؤيتنا نحو اهتماتهم ومستقبلهم تختلف تماما عما يرون...ونجد انفسنا فى خالة عجب واستعجاب لاحاديثهم وتوجهاتهم ونجدهم يجدون فينا رؤية رجعية واحكام تخطاها الزمن وموضات ولى زمانها....
اذا نحن امام صدام اجيال واختلاف رؤى داخل الاسرة الواحدة بين جيل الابناء وجيل الاباء وهو امر يجب تجاوزه بالوصول الى تفاهم يتنازل فيه الاباء كثيرا عن مواقفهم امام عامل المستقبل الذى يتعلق باهتمامات وتوجهات جيل الابناء اكثر.....
والخلاف ينحصر فى الجوانب المادية اكثر ويتبلور حول رؤي المستقبل بالاساس ولذلك هو يعنى صاحب الامر وهم الابناء اكثر مما يتعلق بجيل الاباء...وتبقى الجوانب الروحية بتباينات اقل مما سبقنا من اجيال ظهرت فيها التوجهات الالحادية فى الخمسينات والستينات والسبعينات خلافا لسابق الشعب ذو التوجهات الصوفيه فى اجمعه وظهرت فية التيارات الدينية الجهادية والمحافظة فى اجيال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى وبداية الالفية فى عقدها الاول .....ونحن الان بمرحلة انتقالية وتيارات جديدة لم تتبين ملامحها بعد ولكنها تتبلور فى الالتزام الدينى على المستوى الشخصى ويتراجع فى التوجهات الدينية بمستوى الدولة وايدلوجيتها الفكرية اذا يتبداء المشهد امام جيل براغماتى يرتبط بالاتجاهات العالمية والحضارة الانسانية عموما ومتفاعلا معها ومتوافقا
ويبرز التوجه الديمقراطى كخيار يمثل الراى العام لهذا الجيل على المستوى الشخصى وداخل الاسرة متحدا مع الرؤية العامة للدولة وفلسفة الحكم فيها.
ويبرز مفهوم الوطن والمواطنه والانتماء لهذا الجيل بمفهوم غير موروث كما فى الاجيال السابقة له حيث الارتباط المعنوى والثقافى بوطن الاباء والاجداد حتى لو لم تكن النشأة على اراضيه....وهذا المفهوم والاحساس منعدم لهذا الجيل ضمن الفئة ذات النشأة والنمو خارج الوطن والذى قد تجد قطاعا كبيرا فيه لايعرف ولايحفظ اغنية سودانية او اهتمام سياسى او اى ارتباط....اذ تحس فيهم ان انتمائم ورؤيتهم نحو المستقبل ذاتية وغير مرتبطة بارض الاباء والاجداد....وانهم يحملون مفهوما عمليا نحو المستقبل بالاراض والبلاد التى تحقق توجهاتهم واحلامهم ورؤاهم الخاصة ولايدور خاطر الوطن من الممكن فى راسهم ابدا ومستبعدا كخيار حياة مستقبلية مما يضع ابائهم فى ورطة نحو خططهم بالعودة للاوطان والاستقرار ختاما للغربات الطويلة وحضروا لذلك ببناء السكن واختيار الجامعات المحلية فى خططهم لمستقبل الابناء....فيتفاجؤن بالابناء يخططون بماوراء البحار واقاصى اسيا خيارا مستقبليا تعليما جامعيا ومقبل حياة عملية ومعيشية وهو مايشكل انقلابا لكل الخطط السابقة فى اذهان الاباء...ويواجهون سؤالا صعبا نحو م وختام حياتهم هل تكون بالعزلة عن ابنائهم واراضيهم الجديدة ام بالاوطان حيث يحملون زكريات النشاة واراواح الاباء والاجداد..وقبورا يعشقون حتى ترابها لحاقا باحباب سبقوهم بالرحيل..سؤال تصعب الاجابة عليه بصورة مباشرة وحكم يصعب اصدارة بتسرع