شيزوفرينيا بقلم علي بلدو

شيزوفرينيا بقلم علي بلدو


10-12-2019, 00:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570837184&rn=0


Post: #1
Title: شيزوفرينيا بقلم علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-12-2019, 00:39 AM

00:39 AM October, 11 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


فرح كثيرا و هو طالب بالمرحلة االثانوية بقدوم استاذ مادة الاحياء الجديد بعد طول انتظار و هو في تلك الاصقاع النائية, و لكنه كما الفصل كله قد تفاجاواء بان الاستاذ الجديد ما هو الا خريج اداب قسم فلسفة! و لما سالوه عن ذلك اجاب 0(بفلسفة):
(انا كلمتهم لكن جماعة كده قالوا مشي الامور و الموضوع بسيط).
و بذلك درسوا فلسفة الاحياء و الاشياء و اصابوا اربعة عصافير باستاذ واحد.
اعدت هيئة الاثار و المتاحف و تصاحبها فرق الفنون الشعبية و ادارات التراث الشعبي, اعدت احتفالا فخيما بمقدم وزيرها الجديد(المردوف) على بغال السلطة و الجاه, و المرفوع بلا عمد و لا عماد الي سدة الحكم و الاستوزار بعد ان استخار و استوعب المرحلة الحرجة و المنعطف الخطير الذي تمر به هذه البلاد و العباد و ظن نفسه الوليد:
اتته الخلافة منقادة اليه تجرجر اذيالها
و ساده اعتقاد بالباطل انها لم تخلق الا له و انه لم يكن الا لها و تلك فرية اخرى و يا لها؟
و بعد ان لهط الضيافة و البارد ايذانا ب 0(لهط قادم) و (سفسفة ) لا حدود لها , اتاه مقدم الحفل ليتلو سيرته الذاتية ليعلم الجميع انه خريج انتاج حيواني قسم البان بتقدير مقبول و دبلوم كمان, و بالانتساب كماااان؟
و اذا سال سائل بسؤال كارب:
(كيف يكون بالانتساب في كلية علمية و عملية)
و الاجابة بكل بساطة , انها من نعم الله علينا و منه و بركاته و فيض من دعاء الوالدين و كرامة من كرامات المهاجرين لله و ان كانوا في قلب الخرطوم و المجاهدين باموالهم و انفسهم و ان لم يغبروا اقدامهم الا ساعة من نهار في بوفية مفتوح باحدى سفارات الدول الصديقة و الشقيقة او التسكع و التبضع لشراء ثياب الشفون و العمم السويسرية و الاحذية الايطالية و حتى العراريق الصينية و الطواقي الماليزية, و لله الحمد من قبل و من بعد؟
و اطنب وزيرنا في حديثه مذكرا السامعين, و ان الذكرى تنفع المؤمنين, مذكرا اياهم بان الغناء و التماثيل ما محتاجة لقراية ذاتوا, وسط تصفيق حار من ناس كسير التلج و اهل الشان,قبل ان يقترح عليهم تحويل ميزانية الوزارة لشراء فقاسات دواجن و عجول لاحمة لاسكات جوع البسطاء و المساكين , بدلا من الاعتناء بالتماثيل و الجفان و التصاوير, ليغالب دمعة طفرت من عينه السليمة وسط صيحات التكبير و التهليل و اطباق الافطار من اعماق البحر العاتية؟

و في بقعة اخرى من هذه البلاد , تخرج احد الغبش ممنيا النفس بالحصول على وظيفة كاربة تتسر الناظرين و العاطلين , و تقدم لاحداها ببعد انن شجعه اعلان ضخم موضوع على مدخل غرفة المعاينة فحواه( ان يا ايها الناس , ان الكفاءة هي معيار الاختيار و لا غير) و انه لن يظلم لدينا اليوم اغبش او مهمش.
و فرح بذلك كما فرح الاولون’ ليتم سؤاله:
( يا زول انت حالق دقنك مالك)
(في الجامعة كان اميرك منو)
( مشيت عمليات كم مرة 0
(انت لي حسه عزابي مالك)
و بعدها تم نفضه بحجة رسوبه في الامتحان التحريري؟
و بعد كل ذلك يطللبون منا ان نكون بالغين عاقلين و راشدين و مواطنين شاطرين و مهذبين و نحن نهتف :
0( يا مثببت العقل و الدين)
ثببت قلوبنا برغم هذا الشويطين؟