هل تشعل لعنة الذهب الحرب في جبال النوبة مجدداً ... ؟؟؟ بقلم ايليا أرومي كوكو

هل تشعل لعنة الذهب الحرب في جبال النوبة مجدداً ... ؟؟؟ بقلم ايليا أرومي كوكو


10-09-2019, 02:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570627801&rn=0


Post: #1
Title: هل تشعل لعنة الذهب الحرب في جبال النوبة مجدداً ... ؟؟؟ بقلم ايليا أرومي كوكو
Author: ايليا أرومي كوكو
Date: 10-09-2019, 02:30 PM

02:30 PM October, 09 2019

سودانيز اون لاين
ايليا أرومي كوكو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




حروب الموارد في السودان مستمرة ليس بسبب شحها لكن بسبب سوء ادارتها و استغلالها او بالاحري الفساد في أدارتها و توجيهها . فمن جهة يعد أقليم جبال النوبة ولاية جنوب كردفان من أغني بقاء الارض قاطبة من حيث الموارد الطبيعية بكل أشكالها فوق و تحت سطح الارض . و من جهة أخري يعد شعب و سكان هذه الولاية او الاقليم من أفقر سكان الكرة الارضية علي الاطلاق في الحصول علي اسباب الحياة الانسانية الكريمة في الصحة و التعليم و سبل كسب العيش . ظلت هذه المنطقة علي مدار تاريخ السودان الحديث منطقة تهميش و فتن و حروبات عنصرية ممتالية تدار من المركز بنهج مدروس لشغل حياة انسان المنطقة او لتفريغ المنطقة من شعبها و سكانها بالتشريد و التهجير و النزوح و الحروب ادوات رئيسة لتحقيق هذه الاهداف الهدامة ... تلك الحروب الممنهجة المستمرة هي حروب في اكثر حالاتها حروب مفتعلة من المركزبغرض استغلال تلك الموارد و الاستفادة منها لغير سكان الارض و قاطنيها او لدفع الشعوب لترك ترك ديارها قسراً لأنعدام الامن و الامان و الخروج منها و طلب الامن في أي مكان أخري غير وطنهم .
فكلما لاحت تباشير السلام في بلادي وجد تجار الحروب اسباباً وحركت الجيوش و دقت طبول الحرب و اطلقت رصاصات الغدر علي حمائم السلام و اشعلت النيران في اشجار الزيتون لا غصونها .
هذه الايام و بوادر السلام تلوح في الافق القريب الذي انداح بالتغيير في السودان و كل المؤشرات تشير الي تحقيق السلام الكامل الشامل في كل ربوع السودان في الفترة القادمة . والكل متفائل يمن النفس بالسلام و الاستقرار و التنمية و الازدهار لا سيما للشعوب المنهكة بالحروب العنصرية في دارفور و النيل الازرق و جبال النوبة . تجد من يقف بصلابة و قوة في جهة استمرار الحرب و القتال لمزاولة الفساد و الاغتصاب و اشعال نيران الفتن و الصيد في المياه العكرة .
تشهد ساحة أقليم جبال النوبة او ولاية جنوب كردفان نذر شر و شرارات قد لا يحمد عقباها ما لم يتم تدارك الموقف بالحكمة و الحنكة و المعالجة الحاسمة العاجلة و أطفاء النيران في مهدها .
و مطالب حراك شباب الثورة في تلكم المناطق يجب التعامل معها لحل جزور المشكلة و هي في اساسها مطالب قديمة و واقعية قوبلت بالتجاهل و الاستغفال و تسويف الوقت . و لا يمكن بحال من الاحوال تجريم من يطالبون بأيقاف استخدام مادة السيانيد المضرة بالبيئة و الانسان و النبات و الحيوان و هي مادة محرم استخدامة دولياً . هذه المادة التي أضرت ببيئة تلك المنقطة و ظهرت اثارها في الاجنة و الاطفال المشوهين و سممت مياه الشرب و أهلكت الانسان يجب ايقاف استخدامه فوراً . كما ان الاستمرار في تعدين الذهب و المعادن الاخري لصالح شركات تخص افراد يهربونها الي الخارج ليستفيد منها جهات خارج السودان دون ان تعود بفائد لآنسان المنطقة و السودان هو جريمة كبري بحق السودان . فلابد من أعادة توجيه البوصلة في استغلال موارد السودان ليستفيد منه الشعبىى السوداني من خلال أجهزة الدولة السودانية الرسمية و ايراد دخلها الي خزينة الدولة لأصلاح الاقتصاد و التنمية المتوازنة .
ان ما يحدث هذه الايام في مناطق تلودي و كالوقي و ما حولها من أماكن تعدين الذهب هو تعبئة في اتجاه افشال جولة المفاوضات القادمة في جوبا . فالحشود العسكرية و أرتال العربات المدججة بالجنود و الاسلحة .. كما المداهمات التي تتم للشباب و قتلهم او أخذهم الي جهات غير معروفة . و كل ما تم من قتل ينبئ بالشر و المستطير و اول الحريق شرارة لا يهم من يشعلها لكنها ستحرق الجميع كما ان الطريقة التي يتعامل بها الشباب في التخريب و الحرق لا يمكن قبولها .. فثورة الشباب السوداني ثورة سليمة يجب ان تستمر في نهج سلميتها حتي تحقق كل أهدافها فلا تعطوا المبررات لأعداء الثورة و المتربصين بها .
نأمل ان لا تذهب الامور الي اكثر مما هي عليها الان في جبال النوبة وجنوب كردفان فعلي مجلس السيادة و مجلس الوزراء تدارك الموقف اول بأول حتي لا تنزلق من ايديهم .