Post: #1
Title: لابد من بكية! بقلم د.علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-08-2019, 06:06 PM
06:06 PM October, 08 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب
من الاشياء التي استعصت على الافراد و الانظمة و لم يستطيعوا لها سبيلا و لم يتمكنوا من فك شفرتها الى الان , هو كيفية الحصول على القبول لدى عامة الشعب و لدى المواطن البسيط و ليس الصفوي او النخبوي او ابناء الانظمة و بناتها من الابرار و العاقين و لا تزال تلك المشكلة قائمة الى الان! فانه يمكن لاي وزارة او هيئة او اذاعة حكومية ان تنصب من تشاء ملكا للشعراء و من تريد اميرة للشعر و تطلق الالقاب على عواهنها و لكن لن يستطيع مرسوم او قرار حكومي ان يجعلك ملكا متوجا على قلوب الجماهير و قلب الشعب الصامد و المغلوب على امره و لله في اهلنا امور ! و كم راينا من شعراء و شاعرات ممن رضعوا من ثدي السلطة و قالوا شعرهم ذاك بعد ان اصابتهم التخمة من السفريات و الرحلات بسبب و بدون سبب’ و المشاركات الضاربة باسم السودان المسكين بهتانا و زورا,و النثرييات و فتحت امامهم اجهزة الاعلام كشعراء و منتجين و مقدمي برامج و مخرجين و حتى ممثلين , بل و تم فرضهم على العامة بمناسبة و بغير مناسبة لعمل غسيل مخ شعري و ارواء و اشباع بصري و سمعي بصورة جبرية و قهرية و لكن خاب فالهم و صدق فيهم قول سيدي اويس القرني رحمه الله : (النائحة الثكلى ليست كامستاجرة). و نتحدى اي جهة ان تقوم بعمل عينة عشوائية من اي شارع تختاره لمجموعة من المواطنين و تسالهم عن بيت شعر واحد لاولئك الشعراء و الشاعرات الرسميات و لن ياتوا به و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا!. بل دعونا نمعن في التحدي اكثر لنسالهم عن اسم الشاعر نفسه و عن اسم الشاعرة ذاتها و لن يجيبوا الا مكاء و تصدية! لان الشعر الحقيقي و الاحساس الصادق هو ما يمكث في الارض’ اما شعراء الهتافات و الدفع المقدم و القصائد المصنوعة فيذهبون جفاء و هباء منثورا.
و على النقيض من ذلك ياتي شاعر بسيط,محارب,مدفوع بالابواب ان استاذن لم يؤذن له و ان شفع لم يشفع و هو يقول: ريانة منشرحه هدم قدم يصبح في لمحة كم طرحه لابد من تكيه لابد من بكيه لابد من غمدة لابد من سرحة انعم بها اما بين العمل و البيت يا مرحى يا مرحى
و نراه يقضى ايامه بين المنافي و السجون و غياهب المعتقلات منشدا مترنما و مغنيا كغناء بروميثيوسس:
تعالي تعالي نتماسك على الروعه و نتجاسر على اللوعه و نتقاسم سوا الهجره الطويل مشوارا و الهجعه و يعاني ما يعاني من جحيم المعتقلات و المرض و استنشاق سموم الزنازين و سمها الزعاف’ لياتي الشعر ما بين الالم و الصمود و الامل و الخلود و ينتشر ما بين القضبان ليحمله النسيم و الهمبريب: عما قريب نفتح شبابيك الحبيب و الحال بيطيب لو درتا زول تلقاهو في لا في السجن لا مختفي
ليتغلغل شلال شعره منسابا عبر المسام دون املاء و دون اجبار وبلا قهر و بلا قيود, ليمشي شعره بين الركبان كنيل بلادي و كشمس بلادي و كتراب بلادي في الزمن المكندك و الحزن الاضافي و نراه يمتلك القوافي و يطوع الزمن و ان جعلوه مافي! لقد مضى شاعر الشعب الحقيقي لعالم العدل و ترك خلفه الشعراء المزيفون في عالم الظلمات و لكنه فتح بابا لن يسد , ووداعا يا من قال : افتح بابك امن تب زي ما النهر بيلقى مصب
واي حمامة بتلقى الحب! و حتما سنجد ما نبحث عنه و ان طال الزمن.....
|
|