صعاليك البلاد بقلم علي بلدو

صعاليك البلاد بقلم علي بلدو


10-08-2019, 02:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570541557&rn=0


Post: #1
Title: صعاليك البلاد بقلم علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-08-2019, 02:32 PM

02:32 PM October, 08 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


ما ان يتم وصف احدهم او احداهن بالصعلكة ’ الا و ترى ملامح الغضب و الانزعاج قد بانت و بدت ’ و غالبا ما تكون كلمة #################### مرادفة للكثير من الممارسات و السلوكيات حدثت ام لم تحدث , و تكون سببا في خراب الديار و فقدان الفرص و سؤ السمعة , و كما تظل ملاحقة لصاحبها حتى و لو ترك ذلك السلوك, من على شاكلة ( ما هو قريب ده كان ) و عملا بان البر لا يبلى و الخطيئة لا تنسى و كما ان الديان لا يموت.

و من اللطيف ان نتذكر ان اهل الفن و الابداع و المغنى , كان يتم وصفهم بذلك الوصف في زمان مضى و منهم من قضى نحبه في سبيل انتاج ابداعه الفني و منهم من لاقى ما لاقى ضربا و ركلا و طردا من المنازل ’ قبل ان يختلف الزمن و تتبدل الازمان’ و يصبح مضطهدوا الامس هم ملوك اليوم و من علية القوم و تفتح لهم الابواب و تفرش لهم المجالس و القنوات ’ و يصبح الزمان نفسه زمان طرب و زامر للقوم بكافة مشاربهم’ و كما يقولون فان الناس على دين ملوكهم.

كما ظل الوصف المذكور وسيلة هامة لاغتيال الشخصية و النيل من الناجحين و المتميزين و تعبيرا عن روح الغل و الحسد و البغضاء و الغيرة المهنية و محاولة هدم ما بناه الاخرون و تحطيم ما لبثوا ان اقاموه’ و ذلك بباطل القول و تلفيق الاتهامات و الدسائس و منها النعت بالفسق و الزندقة و الصعلكة’

و لعل الصعلكة تلك تكون سببا في الهداية و الشهادة في سبيل الله ’ كما حدث لمالك بن الريب و الذي كان قاطع طريق قبل ان يموت شهيدا:
الا انني بعت الضلالة بالهدى و اصبحت في جيش بن عفان غازيا
و لاتجحداني بارك الله فيكما من الارض ان توسعا ليا
و نسوة من اذ بلغنني فدينني بالطبيب المداويا
فمنهن امي و ابنتاي و خالتي وواحدة اخرى تثير البواكياه

اما الان فقد اختلط الحابل بالنابل اكثر و اهتز معيار القيم ’ حيث اصبح اللصوص و الفاسدون هم اهل الحظوة و البر و الاحسان’ و اصبح الشرفاء و من ينطقون بكلمة الحق و يرفضون الرشاوي و شراء الذمم’ اصبحوا هم الصعاليك و الباغين و المعتدين ’ بل و المارقين كذلك’ و الغريب ان قوائم الشرف المزعوم تلك تزداد يوما بعد يوم من المتواليين و المردوفيين و من استوعبوا المرحلة و عبوا مما يشاءوؤن’ و بينما قوائم الصعلكة تقل و تضمحل يوما بعد يوم’ و اصبحنا نخشى في ظل صدام الحق و الباطل ’ ان نستيقظ ذات يوم وو لا نجد في بلادنا #################### واحد’ عله ينجح في انقاذ ما فشل فيه الاكرمون.