تأخـــــروا عنــــد العزيــــــمة وتقدمــــوا عنـــــــد الوليــــــــــمة !!

تأخـــــروا عنــــد العزيــــــمة وتقدمــــوا عنـــــــد الوليــــــــــمة !!


10-04-2019, 07:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570171532&rn=0


Post: #1
Title: تأخـــــروا عنــــد العزيــــــمة وتقدمــــوا عنـــــــد الوليــــــــــمة !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-04-2019, 07:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

تأخـــــروا عنــــد العزيــــــمة وتقدمــــوا عنـــــــد الوليــــــــــمة !!

قال كيف حالك يا صديقي ؟.. كنت أراك كثيراُ من قبل في عمق المظاهرات .. كما كنت أراك كثيراُ عند المواجهات .. وكانت لنا صولات وجولات في ميادين الاعتصام .. حين كنا نفترش الأرض بساطاُ .. ونتخذ من الطوب وسادة .. ونجعل من السماء لحافاُ !.. كنا نقاتل الظلم بين كر وفر في سجال .. تارة نتجرأ بالتقدم في شجاعة .. وتارة نتراجع بالتأخر تحت حيلة .. وقد فقدنا رفاقاُ لنا أعزاء كانوا يقاسموننا الدموع .. حين سقطوا برصاص الغدر في برك الدماء وهم ينطقون الشهادتين .. واليوم أراك يا صديقي تقف مثلي كثيراُ في صفوف الخبز !.. كما أراك يا صديقي تقف مثلي كثيراُ تحت الهجير في انتظار المواصلات .. وتلك الدموع مازالت تسيل في عيني وعينك يا صديقي !.. كما أن صيحات الجوع مازالت تلازم أطفالك وأطفالي يا رفيقي .. فنحن مازلنا نقف عند منصة التهميش والإنكار يا زميلي .. ولا جديد يبشر بانفراج يطرد الهموم عني وعنك يا مشارك أحزاني .. وهنالك اليوم من تقدم الصفوف دوني ودونك ليحتكر الصدارة .. لقد أزاحني وأزاحك عن الدرب رغم عني وعنك بحيلة ثم احتل مقاعد الوليمة !.. ويقول في صلف وتكبر تلك الوليمة هي ثمرة كفاحي ونضالي !.. ودون حياء أو خجل يتفاخر بأنه ناضل وقاوم ثلاثين عاماُ من خلف الستار !.. ويزداد مسخرة حين يردد بأنه كان يناضل من خلف الشاشات في غرف الفنادق !.. وجوه لم يراها المناضلون من قبل في ساحات الموت والقتل والمعمعة .. وهي وجوه نيرة متنعمة لا تظهر عليها علامات الشقاء والغبار .. وأصحابها يجهلون كلياُ مرارة الأحوال والصفوف .. كما يجهلون كلياُ مواقع المخابز والأفران !!.. ولم يذوقوا يوماُ مرارة الوقوف تحت الهجير في انتظار الحافلات .. والبعض منهم يتأفف من حالة البلد الذي يقبع في مستنقع النفايات .. ويقول في تكبر وعنجهية كيف أتواجد في بلد دون المقام ؟.. فلما لا تنقل تلك الوزارات لخارج البلاد ؟؟ .. أما أنا وأنت يا صديقي فذاك حظنا في الحياة .. حيث قيمتنا لا تتجلى إلا عند الحاجة والضرورة في إسقاط النظم والحكومات .. وتلك أرواحنا في عرف هؤلاء المتنعمين المتسلقين رخيصة ومجرد عدة تستخدم عند الحوبة والشدائد !.. أما بعد تحقيق تلك المآرب فالسعادة لأهلها السعداء والشقاء لأهلها الأشقياء .

تقدم يا صديقي للأمام فإن صف الخبز أوشك على الانتهاء .. وهنالك الصفوف والصفوف مازالت في الانتظار !.. وغداُ أنا وأنت كالعادة سوف نلتقي في خيم العزاء .. لما تشتكي يا صديقي وتقول أن أسرتك لم تذق طعم اللحوم منذ شهور ؟؟ .. ولما تشتكي يا صديقي حين تسألك البنوت اليافعات عن جديد الملابس والثياب ؟؟. ولما تشتكي حين يسألك الأبناء عن لوازم المدارس والتعلم ؟؟ .. ولما تشتكي يا صديقي حين يسألك الأطفال الصغار عن حقيقة ( الموز والفاكهة ) ؟؟ .. ولما تشتكي يا صديقي حين يسألك الأهل بلحظات فرح ومرح تجمع الأسرة بجنائن الشاطئ ؟؟ .. فتلك الأحوال والظروف هي السائدة اليوم في بيوت الغلابة من الناس .. وهي المناسك التي يمارسها أغلب الخلائق اليوم في أرجاء السودان ؟؟.. حتى أن جرعة الماء التي تقدم للضيف في كأس قد أصبحت من ترف الحياة !