Post: #1
Title: الكرسي و الطاقية بقلم علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 09-30-2019, 06:14 PM
06:14 PM September, 30 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب
تمثل الديمقراطية في جميع مراحل التاريخ الانساني اما تطلعا نحو مجتمع مثالي يتحمل فيه الرجال و النساء و الجميع مسؤولية مصيرهم الخاص’ و اما هي تحيل نحو تجارب تاريخية يتميز بها الغرب بدءا من اليونان القديمة و المدن الحرة خلال القرون الوسطى’ وصولا الى الثورة الامريكية 1776م و الثورة الفرنسية 1789م. ربما لم يحظ مطلقا مصطلح سياسي بهذا القدر من النجاح عبر الحضارات و الاجيال المختلفة و المتنوعة بتنوع الامزجة السياسية و البيئة و التاريخ و الجغرافيا ’ و نجد معظم الامم تنسب نفسها للتاريخ الديمقراطي و تلك التي لا تفعل و ربما شعورا بالخجل ’ تبرر ذلك بالطابع الاستثنائي للمرحلة و الظروف المحيطة و الحصار الذي يضربه الاعداء الحقيقيون و المتوهمون و يبررون ذلك بشتى الاسباب و تنشط الالة الاعلامية الرسمية في تشنيف الاذان بهكذا قول حتى يصبح في حكم الثابت و المتيقن ’ و للطرافة فان اول من يصدق ذلك هم اولوا الامر انفسهم. و يحاول الجميع الوعد بان يتحول للديمقراطية قريبا و متى ما سمحت االظروف و الامثلة كثيرة جدا في العالم لحكام قضواا عقودا عددا على امل التحول و التغيير و الذي طال و سيطول انتظاره كثيرا و ربما الي يوم يبعثون. الديموقراطية اي سلطة ديموس( الشعب) هي مفهوم معقد لا يندرج في التقليد الفلسفي كنظام بين الانظمة الاخرى و يعتبر البعض ان الديمقراطية هي خليط للدساتير و بها طابع الشك و الريبة كما قال بذلك افلاطون و انها عبارة عن سوق و بازار للحكم. و نحن نحتاج ان نفصل كثيرا ما بين العمل الخاص و العام و الاسرة و الوطن و العشيرة و المجتمع لان نكون مواطنين صالحين. و نحتاج ان نتشارك ’ لا ان نهب و نعطي و نطلب و نتقاسم’ ان نعمل معا , لا ان نجلس للتعويضات و المحاصصة و المكابسة في المناصب و اعلاء الجهوية و القبلية و العصبية الحالكة في ليلنا البهيم هذا, من اجل التقدم للامام’ سواء كان من يقودنا زعيما ام رفيقا ام رئيسا ام اماما ’ طالما جاء به صندوق الانتخاب و ارادة الشعب و مشئية القواعد. على ان الغريب ان كثيرا ممن ينادون بهذا في بلادنا هذه , هم انفسهم غير ديمقراطيين , فمنهم من لم يعقد مؤتمرا لحزبه منذ خمسون عاما’ و منهم من اختزل الحزب في هاتفه و حقيبته’ كما قال لويس( انا الدولة) و منهم من جعل القيادة خالصة له منذ عقود و من بعده للوريث من البنات و البنين و اصبح الامر عائليا لا يهم الشعب في كثير او قليل’ و لسان حاله يقول:
قال مولانا بعد ان لف العمامه ايها الناس سلاما و سلاما ان قول الحق حلال لكنه عندي حراما و قد جئتكم اليوم شيخا و اميرا و زعيما و امام ووليت عليكم انا و ابنائي و بناتي من الان و الي يوم القيامه و بعد فيبدو ان ما نحلم به سيتحقق غالبا في ذلك اليوم’ هذا ان كنا محظوظين كمان.
|
|