| 
 | Post: #1 Title: الثلاثة الذين خُلفُوٌا!! بقلم اد / علي بلدو
 Author: علي بلدو
 Date: 09-30-2019, 02:16 PM
 
 
 02:16 PM September, 30 2019  سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 خواطر طبيب
 
 
 على الرغم من الترقب و الشغف الشديد و حالة  كتم الانفاس التي صاحبت اعلان الحكومة الحالية و ما ساد وسط المواطنين البسطاء من روح الامل  و التفاؤل و الرغبة بالشعور بروح التغيير و الثورة التي قدموا لاجلها كل شئ, الا انه دوماً تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن‘ عندنا.
 فظهر جلياً ان اعراض و علامات المتلازمة السياسية السودانية المُزمنة و التي ( فاتت الكبار و القدرها) ’ لا تزال بادية و متواجدة بكثرة فيما رايناه و سمعناه و سمعنا عنه حتى الان.
 و لا زالت امراض الساسة السودانين العُضال موجودة من النرجسية الخببيثة و حب الذات الي ذهان الارتياب و جنون العظمة ’ مرورا باضطرابات الشخصية و فقدان الثقة بالنفس  و انتهاءً بالغيرة و حب الظهور  و ادعاء البطولات و اختلاق المواقف.
 و لعل ما ظهر حتى الان من هذه العلل و اشكال الداء المختلفة في هكذا حكومة ’ لا يجد الشخص معها بُدا من تذكر قول المتنبئ  حسرةً على ممدوحه المعتل و المريض مرضاً لا شفاء منه:
 كفى بك داءً ان ترى الموت شافيا     و حسبُ المنايا ان يكن امانيا
 ها قد تبدت لنا روح الموالاة لهذا و تلك و المجاملات و الموازنات و جبر الخواطر و عمل المكياج السياسي على حساب الكفاءة و الكاريزما و معيار القدرة على الاداء و العمل ضمن روح الفريق و عدم التغول على الاختصاصات ’ و التي نظن و ان بعض الظن اثم’ ان الكثيرين و الكثيرات من اعضاء هذه الحكومةلا يعلمون ما يليهم منها و ما يلي غيرهم’ و هذه مصيبة ’ او انهم يعتقدون  ان (الحالة واحدة) و يمكن لمن شاء منهم ان يعبر عن الاخرين على اعتبار :
 يزعل من منو  و يزعل في شنو
 كل الناس صحاب   و كل الناس اهل
 و الماهم قراب   قربهم العمل
 و في هذه الحالة فالمصيببة اعظم و الوقعُ جْللٌ.
 هل سألنا انفسنا لماذا تعطل اعلان الحكومة مرة و مرتين و ثلاث ’ حتى كدنا نتذكر عرقوب و مواعيده لاخيه بيثرب’ و الاجابة بكل بساطة انها المتلازمة السياسية السودانية و التي اعيت الناس و هزمت الاولين و الاخرين و استعصت على الحل’ انها  نفس امراضنا المزمنة التي لا تحصين ضدها و لا تطعيم من محاصصة و جهوية و عنصرية و مماحكات’ انها نفس صراعات الهامش و المركز و العامل و الجلابي و نظرية العبد و السيد التي استمرت في الدوران عندنا لعشرات السنين و لا تزال.
 لازلنا نغني و نحن نبشٌر في المطربين ان( كل اجزاءه لنا وطن) و لكن عند قدوم كيكة السُلطة و الجاه و الصولجان ننسى الاخوة و نتحاسب كتاجر البندقية مع الاعتذار  له دون شك.
 ثلاثة وزارت من بنى تحتية و طرق و جسور و ثروة حيوانية و سمكية’ و مرورا بوزارة العدل التي تم ابعاد عدد من المرشحين بعد اخطارهم رسميا و كذلك الخارجية و التي دار حولها الكثيير من اللغط بسبب الموازنات’ و انكشف للجميع زيف قناع الوطنية الذي ارتداه البعض و ان  ليس الشرق كالغرب و لا الشمال كالجنوب الا في الاغنيات و الاهازيج و الاناشيد:
 يا عنصري و مغرور   كل البلد دارفور
 و لكن عندما ياتي الحديث عن وزارات الداخلية و الخارجية و الدفاع و الامن فان البلد ليست دارفور بل الخرطوم و الشمال و الوسط’ و عندما نتحدث عن وزارات المالية و الاقتصاد و التعليم فان النيل الازرق و جنوب كردفان شئ و الجزيرة  و الشرق شئ اخر في نظر هؤلاء القوم.
 حكومة ناقصة في كل شئ في زمنها و مواعيدها’ في تركيبها و رؤيتها’ و للسخرية حتى في عددها الذين نقص ثلاثة خُلفوا بسبب الموازنات و الديكور السياسي و بهرجة الاعلام و حتى يتسنى لرئيسها الموقر  ان يقول بكل فخر ان الكل ممثل في حكومة بلده ’ و للسخرية اكثر فان رئيسها نفسه له بلد اخر عاش فيها كل عمره و مثلها خارجيا خير تمثيل , قبل ان يمثلنا او لربما يمثل علينا دور الراعي الصالح’ في بلاد اختلط صالحها بطالحها و حابلها بنابلها’ و فشلت سابقا في ابقاء اربعين مليونا ليعيشوا معا على مليون ميل مربع ’ كما تفشل الان من وسط اربعين مليونا اخرين في ايجاد ثلاثة فقط يحفظوا ماء وجهنا و على الاقل لمرة واحدة في تاريخنا الحديث.
 | 
 |