صدمني خريج جامعة الخرطوم ومضى، لم استوفقه.! بقلم محبوب حبيب راضي

صدمني خريج جامعة الخرطوم ومضى، لم استوفقه.! بقلم محبوب حبيب راضي


09-26-2019, 04:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1569511758&rn=1


Post: #1
Title: صدمني خريج جامعة الخرطوم ومضى، لم استوفقه.! بقلم محبوب حبيب راضي
Author: محبوب حبيب راضي
Date: 09-26-2019, 04:29 PM
Parent: #0

04:29 PM September, 26 2019

سودانيز اون لاين
محبوب حبيب راضي-
مكتبتى
رابط مختصر



لم ألتقي به كثيرا منذ أن فرقتنا الغربة كل منا في
فلوة من يبابات الاغتراب المر، علمت أنه قد تغير كثيرا وأصبح حمامه ويمارس التقاعد الاختياري مبكرا جدا، منذ عدة سنوات في هدوء ودعة.
سألته عن أحواله وأنا اسير بين طرقات الخرطوم المتسخة بمياه الأمطار المختلطة بما يطفح من مجاريها القديمة البالية ممزوجة بتراكم الأوساخ وما يلقيه المارة والباعة المتجولين من مخلفات او ما يتصبب من عرق المواطنين على جانبي الطريق وهم ينتظرون المواصلات ليركضوا خلف اي حافلة او بص علهم يجدون موطئ قدم ليصلوا اي وجهاتهم علهم ينجزون شيئا من المهام أو حتى يعودوا ادراجهم خالين الوفاض وجلهم يضطر الى العودة سيرا على الأقدام بعد يأسهم من استحالة اللحاق بأي شئ يمكن تحقيقه خلال اليوم أو وسيلة نقل ترجعهم إلى من حيث اتو.
سألته كيف أحواله، وعيوني على عناوين الجرائد الملقاة على الأرصفة وفي قارعة الطريق تحمل عنوانين كبيرة جدا عن كلمة للسيد رئيس الوزراء في مسعاه لرفع إسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وعن خطط حكومته الوليدة الاسعافية لإخراج البلاد من الكارثة المعيشية التي يمر بها الناس بعد ثلاثون عاما من التدمير الممنهج لكل شيء.
سألته وليتني لم أسأل، فبعض الأجوبة أن تبد لنا قد تسوءنا، حدثني عن امتلاكة منزل هنا وآخر هناك وثالث في إحدى مدن الجوار ومسعاه لامتلاك اخرى، وعن أبنائه الذين مازال يدرس بعضهم في جامعات احدى دول الخليج بمبالغ تصدم الكثيرين وحمد الله كثيرا وشكر.
لم أسمع منه شكاية او تذمر أو ما يعاني منه أي سوداني ويشتكي. فهو مؤكد لا يركض خلف الحافلات ولا يلسعه الباعوض ولا تقرفه ارتال أكوام الأوساخ في كل الطرقات وشوراع المدينة، ولا يتأثر بانقطاع الكهرباء والمياه فمن المؤكد ان مسكنه مجهز بالاحتياطات اللازمة.
فهو بكل المقاييس قد حقق كل أركان النجاح المتعارف عليها في المجتمع السوداني بعد حصاد مثمر من الاغتراب في دول الخليج، ليس مهما ماذا كان يعمل أو الإضافات التى قدمها أو التاثير في ما يدور حول العالم وفي بلادنا المكنوبة، فهو قد حقق معيار النجاح الذي وضعه سماسره الدولار والانتهازيين ولصوص الاسلاميين خلال الثلاثون عاما الماضية فتنافس في هذه المعايير مغنيات الدلوكة وبائعي قوت الشعب وشرطي المرور الذي سيتوقف المركبات بشكل عشوائي ليحصل على الأموال اللازمة لإنجاز ما يتنافس عليه العامة وما يطلقون عليه (تأمين مستقبل أولادي)، ومعهم تنافس خريج جامعة الخرطوم وكبار البروفيسورات.
المهم أن يحقق النجاح بهذه الطريقة ولا يلتفت لهبوط البلاد في الاوحال طالما هو يصعد وقد اتاح له الفساد الشامل او الاغتراب في دول الخليج التي تهب المال أحيانا بغير منطق او جداره.
هل سيبني سودان الغد خريجين جامعة الخرطوم هؤلاء 👆 من يقيسون النجاح بالمعايير التي وضعها الفاقد التربوي.
أسفي لو أستمر هذا الحال.

محبوب حبيب راضي