السودان الذي نريد .. بقلم حيدر احمد خيرالله

السودان الذي نريد .. بقلم حيدر احمد خيرالله


09-25-2019, 03:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1569422101&rn=0


Post: #1
Title: السودان الذي نريد .. بقلم حيدر احمد خيرالله
Author: حيدر احمد خيرالله
Date: 09-25-2019, 03:35 PM

03:35 PM September, 25 2019

سودانيز اون لاين
حيدر احمد خيرالله -السودان
مكتبتى
رابط مختصر




سلام يا .. وطن





*إن عزلتنا التي طالت عن المحافل الدولية ، والغياب القسري الذي فرضته على السودان دولة الهوس الديني التي ظلت جاثمة على صدر الأمة السودانية لثلاثة عقود عجاف أتت فيها على الأخضر واليابس ، فقد جاء التغيير المباغت عبر مسيرة مليئة بالدم والدموع ، وأرواح الشهداء والجرحى والمفقودين ينظرون للغد المقبل في هذا الوطن وهم يشخصون بأبصارهم وأفئدتهم يترقبون حساب من أضاعوا السودان ونهبوه ، وشوهوا الاسلام وقدموا منه اكثر الصور قتامة ، فكان ماتركوه من ميراث ثقيل يحتاج لثورة بعد الثورة ، فان المرحلة الأولى التي أسقطت رأس النظام التعس ، ليست كافية ، فالمنظومة التي تكاثرت وتناسلت وتمكنت من كل مفاصل الدولة السودانية ، فهي قد أفادت شعبنا فائدة كبيرة عندما جعلته شعباً دقيق التمييز بين الدين وتجار الدين ، وإنه قد إمتلك مناعة عالية جعلت من المستحيل أن يخدعه أحد بإسم الدين وان محبة شعبنا لدينه صارت ذات صمامة كبيرة في التفريق بين الدين وأدعيائه ودعاته الكذبة، وكل هذا مهد الطريق للسودان والإسلام الذي نريد.

*وتأتي زيارة الدكتور/ عبدالله حمدوك للولايات المتحدة الامريكية لإلقاء خطاب السودان أمام الجمعية العامة للأمم ، ويمثل هذا الخطاب إنه الأول بعد إنتهاء نظام المخلوع البشير ، والجمعية العامة تلتقي لأول مرة وجهاً جديداً خالٍ من تلك اللحى الكالحة ، وتأتي أهمية هذا الخطاب من ناحية ان السودانيين اليوم يدخلون لمبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة مثلما دخلها الراحل / محمد احمد محجوب في الستينات وبلادنا مرفوعة الرأس وتسجل رقماً في العالم المعاصر والسودانيون يمشون على الأرض هوناً وهم يستمعون لأوجاع العالم ويقدمون الرأي والرؤية بعلم وفكر ، والان خطاب حمدوك ينبغي أن ينزل على المعمورة برداً وسلاماً ، هذا من حيث الشكل أما من حيث الموضوع فإن رئيس الوزراء ومرافقيه لاعهد لهم بتفاصيل الأزمة السودانية ، فهل ذهب رئيس الوزراء وهو يعرف مايريد وبالتحديد من هذه الزيارة التاريخية ؟! أم ستكون رحلة إبتسامات متبادلة وكلمات إعجاب بالثورة السودانية تدغدغ المشاعر وتبعث على الرضاء ولغة دبلوماسية ناعمة تؤكد على ماتم في بلادنا من هبوط ناعم ونظل نقبض الريح ؟أم نتوقع أن تكون هذه الزيارة خطوة نحو ميلاد السودان الذي نريد.

*الأخبار تقول أن رئيس الوزراء سيلتقي أربعين شخصية دولية ، هذا حسن لكن الأحسن منه أن يقول لنا هل ذهب سيادته برؤية محددة وسياسة خارجية واضحة الأهداف والمعالم؟ أم سيلتقي هؤلاء الأربعين كوكباً وعينه على عطياتهم التي سيقدمونها للسودان في أزمته التي افتعلها النظام الفاسد السابق؟! إن الثورة التي أخرجت أبناؤنا من البيوت ليُكوَّنوا لجان المقاومة وينظفون الشوارع ويعملون على إصحاح البيئة ويتحملون شظف العيش ، ويصبرون على رقة الحال ويحلمون بسودان حر ومستقل سياسياً واقتصادياً ، فانه لن يرضيهم أن تتسول بهم الحكومة موائد الدول الكبرى والأخرى ، وهم مستعدون لدفع عجلة الإنتاج ، وبناء الدولة السودانية بالأيدي والكفاءات والقدرات السودانية ، وهي وحدها التي تحقق السودان الذي نريد ..وسلام يااااااااوطن ..

سلام يا

(وزير المالية د.ابراهيم البدوي يقول : الصرف على الأمن القومي أولوية في ميزانية 2020 ) تاني الأمن يادكتور ؟! هلكونا زمان وانت كمان عايز تهلكنا ؟! خليك جاهز يادسيس مان !! وسلام يا..

الجريدة الأربعاء 25سبتمبر 2019