عثرات - تجريب وصواب ..!! - - بقلم هيثم الفضل

عثرات - تجريب وصواب ..!! - - بقلم هيثم الفضل


09-23-2019, 05:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1569214437&rn=0


Post: #1
Title: عثرات - تجريب وصواب ..!! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-23-2019, 05:53 AM

05:53 AM September, 22 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



الحكومة الإنتقالية من وجهة نظري تسير في الإتجاهات الصحيحة لأنها ببساطة وكما هو شأن البدايات (تتعثَّر) و( تُخطيء) وأحياناً كثيرة (تنجح وتُصيب) ، المهم في الموضوع أنها حين تتعثَّر أو يُجانبها الصواب (تتراجع) وتعيد الكرة ثم تستعد بإمعان لتسديد الهدف من جديد ، على سبيل المثال فقد بدا فيصل محمد صالح في بدايات تصريحاته بعد أن تولى منصب وزير الإعلام (غير مُلماً) إلماماً كاملاً بمستوى (إنتظار وترقُب) الشارع السوداني لخبر إقالة المدير السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون ، ثم بعد ذاك اللغط الذي ساد الشارع ووسائل التواصل الإلكتروني على حدٍ سواء ، أدرك سيادته أن الأمر وجب أن يكون على رأس أولوياته ولو لم يكن هو صاحب الصلاحية المباشرة في هذا الإجراء ، ومن الأمثلة أيضاً ما تعلَّق بأيلولة هيئة الإتصالات السودانية للمؤسسة العسكرية ، ثم التراجع عن ذلك في غضون أيام وتحويلها إلى إختصاصات المجلس السيادي ، فضلاً عن ما يجري الآن من (محاولات) قانونية وتوافقية لإيجاد حل لإشكالية إختيار وتعيين رئيس القضاء الأعلى والنائب العام (تصحيحاً) لأخطاء نصية وإجرائية وردت في الوثيقة الدستورية ، كل ذلك يُشير بلا جدل إلى أن هذه الحكومة تسير في الإتجاهات الصحيحة والدليل أن منسوبيها لا يتوانون عن التراجع لأجل تصويب المسارات إذا ما وقع الخطأ أو إذا كان القرار أو الإتجاه غير متوائم مع تطلعاات الشارع وأهداف الثورة ، ستظل منظومة التجريب والتصويب الذاتي هي أصدق دليل على إستشراف (إمكانيات) النجاح والخروج بهذه البلاد من الأزمة ، والإبداع هو متلازمة مصادر المعرفة المرتبطة بالتجديد والتجريب المستمر للوصول إلى حالة التفرُّد والإختلاف في التعاطي مع المشكلات المُزمنة التي طالما ما عانت منها البلاد ، ليس لأنها مُستعصية فقط بل لأن منظور الحلول التي جوبهت بها كان تقليدياً وخاوياً من الإبداع والتفرُّد والرؤية المُتجدِّدة ، لا تستعجلوا النتائج طالما كانت سِمة البدايات (عثرات وتجريب وتصويب) في الأداء.

السيدة / إنتصار صغيرون وزيرة التعليم العالي ، أكثر ما أعجبني في أداءها ذاك الحماس الإيجابي في (إعداد) معاولها لإعادة بناء الصروح الجامعية التي أقعدها التمكين السياسي في العهد البائد ، بالقدر الذي (إنتج) دفعاً (عكسياً) بذات الحماس جعل كل الذين (تحسسوا ما على رؤوسهم من ريش) يتيَّقنون بأنهم شاءوا أم أبوا على موعدٍ مع التغيير الحتمي ، فقدموا إستقالاتهم الجماعية من إدارات جامعاتهم إنحناءاً أمام الطوفان المبارك ، لنعيد من جديد سيرة جامعاتنا السودانية ووضعها في قوائم الشرف العالمية على المستوى الأكاديمي والأدبي والأخلاقي ، ليساهم هذا البلد وهذا الشعب عبر أجياله الجديدة في دفع عجلة العلم والإبداع والإبتكار على المستوى الإقليمي والدولي ، تماماً كما فعلت أجيالٌ سابقة لعهد (ثورة التعليم العالي) المزعومة والتي لم تكن سوى ثورةٌ (للتهريج) العالي رمت بقداسة العلم والشهادات العلمية في حضيض التمكين السياسي ، ونكلَّت وشردت كفاءاتنا الأكاديمية والعلمية والمهنية في شتى أنحاء العالم يبنون ويُبدعون في غير بلادهم ويُعلِّمون ويؤهِّلون غير أبنائهم.