خطاب قحط يتحول لخطاب كيزاني..وبلية الفشل دورت بقلم 
د.أمل الكردفاني

خطاب قحط يتحول لخطاب كيزاني..وبلية الفشل دورت بقلم 
د.أمل الكردفاني


09-22-2019, 03:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1569163615&rn=0


Post: #1
Title: خطاب قحط يتحول لخطاب كيزاني..وبلية الفشل دورت بقلم 
د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-22-2019, 03:46 PM

03:46 PM September, 22 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







ظللت ملاصقا لكل تعليقات النظام الكيزاني ؛ فالتعليقات دائما تعطك مؤشرا عاما على الوضع داخل مطابخ تسيير الدولة. هناك عدة مؤشرات أخرى كاذبة يتم اطلاقها لتويش المؤشرات الحقيقية مثل اطلاق بالونات اختبار لقياس الرأي العام ؛ مثل لقاءات مسؤولين مع اجانب أو قدوم سفن محملة بالوقود أو القمح أو تلميع شخصية وخلق هالة حولها مثلما كانت المحاولات جارية لغندور...الخ. كل هذه مسائل يجب استبعادها عند تلقي المعلومات لتنقيتها ومن ثم الخروج بتحليل الأسرار الداخلية للحكم.
أغلب خطابات النظام في أواخر أيامه ازدادت كثافة وهي تنسب كل الفشل للعملاء والمندسين والمخربين ومعارضي الفنادق الباريسية...الخ. وفي الوقت الذي باتت الأزمة الاقتصادية تتفاقم كان يتم تشييع أخبار سفر وزراء الدولة للخارج وخاصة الخليج ، وأخبار مفبركة حول ودائع مليارية...الخ.
دعونا نتابع اليوم بعض الأخبار والتعليقات لنظام القحطعسكريين لليوم الأحد الثاني والعشرين من ديسمبر لسنة تسعة عشر والفين:
- المظاهرات في الشرق تحركها الإمارات دعما للمعارض البيجاوي محمد عمر الطاهر (جهات أجنبية ، مع عملاء ومندسين).
- رئيس الوزراء يتوجه لامريكا.. (مؤشر زائف).
- ابراهيم الامين يستقيل من قحط ويحذر من مؤامرة (مؤشر سالب).
- المظاهرات في نيالا ليست بسبب الخبز بل عمل الدولة العميقة.
- ازمة البترول في العاصمة بسبب المندسين (تلبيس للآخر)..
-وزير الاعلام يتهم "جهات" بالوقوف خلف أحداث بورتسودان (تلبيس للخارج)..
- حمدوك يخاطب الامم المتحدة (مؤشر زائف)...
- حمدوك يشكل لجان تحقيق بعيدا عن النيابة (حكومة موازية) (مؤشر حقيقي).
يمكننا هكذا كمحللين أن نستمر على ذات الوجه لاستخراج عدة حقائق وعدة مغالطات للتشويش. ومن ضمن ذلك وجود أزمة في إدارة الدولة ، محاولات حمدوك للجوء لأمريكا غالبا ما تكون للضغط على العسكريين لمنحه قليلا من السلطة. مع محاولات حمدوك الدؤوبة لخلق هامش حركة عبر خلق أجسام بعيدة عن وزارات القحطيين الذين وضح أنهم فضلوا الضمانات العسكرية على رئيس وزراء صفر اليدين.
الوضع عموما يشي بحالة من عدم استقرار حكومة حمدوك وأن الوزراء الجدد (طلعوا مواسير) ، ولا أدل على ذلك من خطاباتهم البائسة التي تفتقر لأدنى خبرات العمل الإداري والقانوني. كما فعلت صغيرون وهي تجعل من (الإيمان) شرطا من شروط التعيين وهي ربيبة العمل مع الكيزان في الجامعة. وكخطابات الوزير ابو رقعة الذي هو أساسا درويش مؤمن بالمهدي المنتظر ، أو وزير العدل الذي لم يستطع حتى الآن تجاوز فكرة ان الوزارة تأنق بالبدل الايطالية الغالية. وغيرهم كثر فضلوا الاحتجاب والاستمتاع بمخصصاتهم وسياراتهم الجديدة.
سنلاحظ أيضا أن هناك تصفية حسابات شخصية بين الإسلامويين ، الإسلامويين المنهزمين والإسلامويين الأمريكانيين ، وأن البلاغات والدعاوى الجنائية فوضوية جدا وغير مرتكزة على ضوابط الشرعية الإجرائية للعدالة الجنائية. والحابل مختلط بالنابل.
وهذا كله يضعنا في مواجهة حقائق أخرى أكثر عمقا ومن ضمنها: أن الصراع الأمني الدائر الآن هو صراع إسلاموي إسلاموي. أن حمدوك واقع في مأزق كبير ولذلك قرر القفز فوق دول التخوم نحو رأس الأفعى مباشرة عله يلقى هناك قبسا أو يجد الهدى؟
مع ذلك فحمدوك حتى الآن يتخبط ولا يملك أي خارطة طريق ولا هيكل تخطيطي وتنفيذي واضح.
الطامة الكبرى اليوم هي أن يسقط نظام السيسي في مصر ومن ثم يعود الإخوان المسلمون هناك للحكم. هنا سيعتمد قرار حمدوك أكثر وأكثر على المحور السعودي الإماراتي ، أو يحاول التواؤم مع إخوان مصر ليدخل في محور جديد أو يصمت فيناله السخط الإقليمي من الجميع.
أما على الأرض (اقتصاديا) فلا توجد اي مؤشرات على وجود حلول لا سريعة ولا بطيئة. وهذا يعني أنه حتى عند فك الحظر الأمريكي ستكون الاستفادة من ذلك بطيئة جدا إن لم تكن منعدمة حيث البنية الاقتصادية التحتية لم تشهد أي تطور يواكب الحدث.