الســـــــــــــــــودان تحـــــــــــــــت المجهــــــــــــــر !!

الســـــــــــــــــودان تحـــــــــــــــت المجهــــــــــــــر !!


09-20-2019, 07:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568961641&rn=0


Post: #1
Title: الســـــــــــــــــودان تحـــــــــــــــت المجهــــــــــــــر !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-20-2019, 07:40 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الســـــــــــــــــودان تحـــــــــــــــت المجهــــــــــــــر !!

هي تلك السجينة الغارقة في متاهات المحن .. لقد ولدت ونشأت بين أهلها يتيمة .. وترعرعت في حوبة التنكيل منذ مولدها .. تفتقد ذلك الوجيع كما تفتقد ذلك الحريص الذي يعد العدة ليوم عرسها .. لسنوات وسنوات والكل يجتهد في إيجاد ذلك القائد المغوار .. ذلك البطل العادل المخلص الذي يقود البلاد نحو الأمام .. والعلل كانت ومازالت تكمن في تلك المواصفات التي لا تتوفر .. حيث حواء السودانية لم تلد حتى اليوم ذلك الماهر الفطن الذي يجيد الإصابة في الصميم .. وذاك جدل قد استهلك المساحات طولاُ وعرضاُ .. كما استهلك الأعمار عقوداُ ودهوراُ .. وقد أصبحت قصة الندرة في تواجد هؤلاء الأفذاذ كندرة الغول والعنقاء .. تلاحقت الأحلام حتى شابت ولا بوادر توحي أن الفجر على وشك !!.. محنة جعلت الأمة تتمادى في بحار السجال والشجار حتى كلت من الشكاوى !.. الأجداد قد أخفقوا حين لم يحسنوا يوم الفأل !! .. ولم يسألوا ( الرمالي ) كيف يجتنبوا سنوات القحط والنحس والشؤم !.. بل اكتفوا بالزغاريد يوم أن رفرف العلم فوق الساري .. وذاك يوم قد مثل نقطة الويلات في مسار الأمة .. حيث البداية لتدفق الدموع في الأحداق !.. يومها بدأت مشاوير الفشل والإخفاق بوتيرة قد حيرت العقول والأذهان .. ولم تكن تلك النوايا صادقة عند الانطلاق .. حيث جرت تلك الإشارات والمظاهر الزائفة دون المصداقية في القلوب .. يومها تغني الجميع : ( أنت سوداني وسوداني أنا ،، ضمنا الوادي فمن يفصلنا ؟ ) .. لقد مدحوا رياءُ كما رقصوا نفاقاُ لأنهم فيما بعد قد كذبوا !! .. فقد أوجدوا تعمداُ تلك السجالات التي تفصلنا !! .. ومازال يتواجد بيننا من يدعي الإخاء والإخلاص وهو يخفي الخنجر في باطن الكف !.. وقد تعود الشعب السوداني أن يواكب تلك المظاهر الخادعة التي تخفي الخبايا في النفوس بقدر يشكك في براءة الأولياء والصالحين !.

تتوالى محنة الدولة منذ مولدها .. وكلما يقال غداُ سوف يتجلى ذلك الفجر تأتي سحابة شؤم لتعتم ساحة الأحلام !.. ومواكب النور في أرجاء العالم قد رحلت لتعانق آفاق السماء دون أن يكون بينها أهل السودان !.. وهي أمة السودان التي تحلم دائماُ وأبداُ بالتقدم والرخاء كحال الأنداد بين الأمم .. لقد سبقونا هؤلاء وهؤلاء كثيراُ رغم أنهم كانوا بعدنا في الخطوات .. كانوا يبذلون في صمت وعزيمة دون ثرثرة تعطل الخطوات .. وكانوا يجتهدون في وفاق واتفاق لتدشين مراكب الإخاء .. يتخذون من العلم والحداثة والتكنولوجيا منصة للإنطاق .. ولا يلتفتون إطلاقاُ لملهيات الأمور .. في الوقت الذي فيه أمة السودان تهدر الأوقات في قصة ( الجلابة والغرابة ) .. فكأن تلك البلاد الأخرى تخلو من الأصول والأجناس المتباينة .. وبالمجمل فإن تلك القصة لا تستحق الوقفة .. فهي إهدار لأوقات أمة تريد أن تبني وتتقدم للأمام .. ومجرد الخوض في تلك السيرة تشوه قيمة العقول للأمة .. كما أنها تضع الأمة في ذيل الأمم .