تباً لنا إذا لم نقلها بقلم احمد محمود كانم

تباً لنا إذا لم نقلها بقلم احمد محمود كانم


09-19-2019, 11:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568931261&rn=0


Post: #1
Title: تباً لنا إذا لم نقلها بقلم احمد محمود كانم
Author: أحمد كانم
Date: 09-19-2019, 11:14 PM

11:14 PM September, 19 2019

سودانيز اون لاين
أحمد كانم-UK
مكتبتى
رابط مختصر







تباً لنا حين ألجمنا أقلامنا عن نقد ما يجري من أحداث ومواقف أشخاص ، سدا لتلك الثغرات التي من شأنها أن تدفع أنصار النظام المتواري إلي ركوب أمواج الشماتة في ثورتنا الشابة الصامدة ، و حرصاً منا علي ما كنا نحلم به من وحدة الصف الثوري .
* و تباً لذلك الصف الذي انطلق مهرولا نحو المناصب والمكاسب الرخيصة متجاهلا كل الطوابير المصطفة خلفه ، وكأن شيئاً لم يكن .
* و تباً للمجلس السيادي حين منح السفاحين الشرعية المدنية لمواصلة ما توقفت عنده آلة القتل في عهد البشير من ذبح واغتصاب في دارفور وبعض أجزاء السودان .
* و تباً لأي إتفاقية تغض الطرف عن تفكيك الأجهزة القمعية التي سامت المواطن سوء العذاب من الأمن الشعبي ، والدفاع الشعبي ، والأمن الوطني ، والأمن الإيجابي ، والأمن الخاص ، والأمن العام ، والقوات الخاصة ، وأمن الدولة ، وكتائب التصفيات الجهادية ، وكتائب الجهاد الطلابية ، وكتائب المهمات الفدائية السرية ، وكتائب الظل ، وفصائل الجنجويد ، إذ أن تجريد هذه الكتائب من جميع ما لديها من سلاح وآليات ، إضافة تقديم قياداتها المتورطين في ارتكاب الجرائم بحق المواطنين علي امتداد تاريخ نظام الجبهة الاسلاموية الدامية إلي محاكمات عادلة ، تعتبر من أولي أولويات نجاح الثورة السودانية .
* وتبا لقوي الحرية والتغيير حين اختزلت أزمة البلاد في الرغيف والبنزين والفساد المالي ، وإظهارها مجرمي الحرب في مظهر الأبطال المشاركين في صنع الثورة ، مع تعمد محاولة شيطنة الثوار الحقيقيين وإظهارهم في شكل الخونة المحاصصين ، وإبداء اهتمامها الواضح بأرواح مواطني الولايات الوسطى والقريبة من المركز دونما سواهم حتي علي مستوي الحملات الإعلامية ، علما بأنه لو لا ارتفاع أسعار الوقود والرغيف لراقص معظمهم البشير علي جماجم الشعب إلي يوم يبعثون .
* وتبا للمدنية نفسها إذا لم تستطع كبح جماح المجرمين و تحمي الشعارات الثورية التي ارتوت بدماء الشهداء ، وبسط الأمن والاستقرار في جميع أنحاء السودان .
* و تبا وسحقا لكل العقول المريضة التي ما فتئت تنظر إلي أن ما جري ويجري الآن من مذابح في مرشنيج و قريضة و غيرهما من مناطق النزاع لا يعنيها في شئ طالما يحدث ذلك بعيداً عن منازلهم ومنازل أسرهم وأقاربهم ، بينما نراهم يستميتون في نعت الأقلام المنادية بالمسكوت عنها بالعنصرية والمناطقية وشق الصفوف .
فما أكذب ذاك الشعار الذي رفع يوم الحارة بأن "كل البلد دارفور " !
و تبا لنا إذا لم نقلها ، ثم تبا لكل من ينكر تلك الحقائق البادية كالشمس في رابعة النهار .


احمد محمود كانم
المملكة المتحدة
20 سبتمبر 2019