وقفة قصيرة جداُ مع علماء الآثار والتاريخ !!

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفة قصيرة جداُ مع علماء الآثار والتاريخ !!

تعود الناس أن يتعاملوا مع خبراء وعلماء الآثار والتاريخ بنوع من المجاملات التي لا تقبل الأخذ والرد .. وهنالك الآلاف والآلاف من المؤلفات التي تجتهد في سرد الأحداث التاريخية .. وأصحاب تلك المؤلفات يؤمنون جازماُ بأنهم على الحق رغم غياب الأدلة والبراهين .. وحتى إذا توفرت تلك الأدلة والبراهين فهي مجرد مقارنات تحتمل الخطأ والصواب .. وفي الأول والأخير لا يمكن الجزم القاطع على الأحداث التاريخية دون إثبات من شاهد عيان.. وطبعاُ من سابع المستحيلات أن يتواجد ذلك الشاهد الذي يفترض تواجده الآن وهو قد فارق الحياة قبل آلاف السنين .. وتلك معضلة كبيرة تجعل من علم الآثار والتاريخ يفتقد الصدق والمصداقية . لأن الأمر برمته مجرد تكهنات في تكهنات .. وذلك الحكم هو السائد في أذهان الكثيرين من الناس الذين لا يرون غير ذلك .

أقول ذلك القول من منطلق ملاحظات شخصية بحتة أجدها بحكم تعاملي مع اللغة النوبية منذ مولدي .. فتلك اللغة النوبية واللغة الفرعونية القديمة تخلو كلياُ من حروف معينة مثل حرف ( الخاء ) ومثل حرف ( الحاء المخففة ) ومثل حرف ( الصاد ) ومثل حرف ( الضاد ) ومثل حرف ( الغين ) .. تلك الحروف المعروفة في اللغة العربية .. ومن الصعب جداُ على كبار أهل النوبة أن ينطقوا تلك الحروف بمنتهى المرونة والسهولة .. فمثلاُ نلاحظ أن بعض أهل النوبة الكبار في السن والذين يتعاملون مع اللغة النوبية بجدية حتى الآن يجدون المشقة حين ينطقون اسم الخرطوم ,, فهم ينطقونه ( الهرتوم ) .. وكذلك يجدون المشقة حين ينطقون اسم محمد حيث ينطقونه ( مهمد ) .. ومن الصعب عليهم نطق عبارة ( غرق فلان ) بل ينطقون بدلاُ من ذلك عبارة ( قرق فلان ) !! .. وتلك الحقائق الأكيدة في اللغة النوبية والفرعونية القديمة تجعلنا نتساءل في حيرة من أين جاء علماء الآثار والتاريخ باسم ( بعنخي ) بالخاء ؟؟؟.. ومن أين جاءوا باسم ( توت عنخ آمون ) بالخاء ؟؟ .. ومن أين جاءوا باسم ( تحتمس ) بالحاء المخففة ؟؟ ..ومن أين جاءوا باسم ( حتشبسوت ) بالحاء المخففة ؟؟ .. وهنالك الكثير والكثير من الأسماء التي تحمل تلك الحروف المعدومة كلياُ في اللغة النوبية والفرعونية القديمة !.. ولا ندعي العلم والمعرفة بهذا المقال .. بل نريد من أهل الشأن في هذا المجال ومن ورجال التاريخ والآثار أن يشرحوا لنا حقيقة تلك الطلاسم التي أشكلت علينا .

ولهم في ذلك أجزل الشكر .

تحياتي عمر ..
عارف كلامك صحيح ومن الموضوعات الكانت بتشغل بالي ايضا على الرغم من أنني لست من المختصيين في الآثار أو حتى في علم اللسانيات ..
توقفت كثيرا في اسم بعانخي بالذات وكما تفضلت وصلت لاجتهادات هي مجرد تأملات بنيتها على تقليد اجتماعي كان سائد في المجتمع السوداني ربما حتى جيلي ..
وهو تسمية الابن على اسم الجد ..
تصدق عندي قريب اسمه حمد محمد حمد محمد حمد الخ هههه ..
جاء في عقل بالي وانا بفكر في حروف اسم بعانخي طيب ما دام عادة التسميات دي متوارثة معقول قائد عظيم ذي دا اسمه ما يكون متوارث ..
وبدأت ابحث عن اقرب اسم ممكن يكون لشخصية بعانخي بشرط يكون متداول في نفس المنطقة التي جلس فيها حاكما أي مروي القديمة ..
وتنبهت لاسم شائع في المنطقة وهو بانقا واذا التقدير صحيح يكون الاصل بانكا الكاف مشددة وحرّف الكاف لقاف في العامية لان حرف الكاف المشددة صوتها اقرب للقاف..
طبعا لا أجزم بصحة ذلك لكن اهو حجر القيه في بركة ..
واحدة من معضلات علما الاثار أن أغلبهم أو كلهم لا يعرفوف شيء عن اللغات المحلية ..
يمكن لو جاء عالم أثار سوداني يجيد العديد من اللغات المحلية يصل لاشياء مهمة ..
الشعب السوداني مغيب تماما عن ماضية ولا يعلم شيء عنه على الرغم من تعاطفه الوجاني الذي لا يجد له ما يسنده من أدلة مادية..
مش غريبة ان الجامعة السودانية لا يوجد بها كلية متخصصة لدارسة الاثار حتى وقت قريب !!

الأخ الفاضل / محمد علي طه الملك
لكم خالص التحيات والتقدير

الشكر على تلك المداخلة المفيدة .. حيث المداخلة التي تدعم تساؤلاتنا .. وإذا صحت تلك المقولة بأن الجامعات السودانية لا توجد بها كليات متخصصة في دراسات الآثار فتلك كارثة كبرى !.. وأنا استبعد ذلك الأمر .. ولكنني أتكهن فقط وأقول أن الجامعات السودانية قد لا توجد فيها كليات متخصصة في علم ( اللسانيات ) .. وإذا خاب ظني ووجدت تلك الكليات فالسؤال الهام هو لماذا لا تستعين تلك الكليات في تصيح الأخطاء الواردة في الأسماء التاريخية .. وذلك بالاستعانة بخبراء اللغات القديمة .. وهنالك في السودان بفضل الله تعالى يوجد هؤلاء الأفذاذ .. وخاصة في مجال اللغة النوبية والهيروغليفية .

ونكرر شكرنا على المداخلة .
أخوكم / عمر عيسى

شكرا عزيزي عمر على التعقيب ..
في جامعاتنا كانت جل التخصصات دراسا تاريخية ومن يريد دراسة الآثار archeology يبتعث لجامعه في الخارج ..
هذا التخصص ادخل قريبا في واحدة من جامعات الولاية الشمالية الحديثة على ما أظن كريمة ..
نعم لدينا عدد قليل من علماء اللسانيات أيضا درسوا في الخارج أظن منهم دكتور أبو منقة ودكتور جلال هاشم ولكن يبدو أن الأنشطة الأجتماعية والسياسية شغلته .