يــــا أهــــــل الحاضـر أحــذروا مـــــا جـــــرى في الماضي !!

بسم الله الرحمن الرحيم

يــــا أهــــــل الحاضـر أحــذروا مـــــا جـــــرى في الماضي !!

لا توجد إشارات تؤكد أنهم أحسوا بالأسف والندامة .. ولا توجد علامات تؤكد أنهم يبكون على أوجاع الغلابة !,, ولا توجد لمحات تشير بأنهم على درب التوبة والاستغفار .. فهؤلاء القوم لا يحسنون التراجع ليواكبوا الحق والعدالة عند اللزوم !.. ولا يرون التنازل عن كبرياء الزيف والتعالي .. بل مازالوا يرون الأحقية في امتطاء الأظهر !.. كما يرون أنهم فوق الحساب والعقاب .. والبعض منهم مازال يفتي بأن تلك الأموال العامة المنهوبة حلال لهم وحرام على الآخرين بموجب الكتاب والسنة !, وقد يحق لهم ذلك الظن إذ كانوا يقفون حتى الرمق الأخير فوق أرضية ممهدة وثابتة بتلك المتانة والقوة !.. ولو لا محنة الدولار والاقتصاد لما تنازلوا عن السلطة قيد أنملة .. ولذلك فهؤلاء لا يرون أنهم انهزموا بفعل هؤلاء الشرذمة ( كما يقولون ) .. وفي عرفهم فإن تلك الزلزلة التي جرت في الساحات هي مجرد ( زوبعة ) كان في المقدور مواجهتها !! . ولكنهم وقفوا عاجزين وحائرين أمام خصم عنيد قد غلب الأولين والآخرين !!.. خصم يمثل ذلك ( المجهول ) الذي لا يملك الأحجام والأقدام !!.. وسبحان الله الذي قد يضع قوته في الهين المجهول !.. خصم لم تجدي معه كل المعالجات والمحاولات .. ولم تجدي معه أسلحة القمع والإسكات !!.. بل هو ذلك الخصم الخفي الذي يسري كالشيطان في عروق الاقتصاد !.. يسألون في حيرة وتعجب كيف جرى ما جرى ؟؟ .. وقد نسوا أنهم تسببوا فيما جرى !! .. حيث آثروا الحياة الدنيا عن الآخرة !!.. وخابوا وخسروا حين نسوا وتناسوا صيحات الغلابة والجياع والأطفال والأرامل .. كانوا يحسبون أن الحياة ومتاعها تحق لهم دون الغلابة !! .. ولم يفكروا لحظة بأن عين الله تراقب !!. كما لم يفكروا لحظة بأن مظلوماُ وجائعاُ قد يرفع يده نحو السماء ويدعو الله قائلاُ : ( اللهم خلصنا من هؤلاء !!! ) .. فما بال هؤلاء الظالمين إذا تكاثرت تلك الأيدي نحو السماء بالدعاء ؟؟ .. حينها لا يرد الله نداء المظلومين ,, وقد كانت تلك الاستجابة من السماء حيث وافقت لحظة ( كـــن ) فكان !!. فيا عجباُ من أقوام يرفعون شعار الدين ثم لا يعملون بالدين .. وهنالك أية كريمة تقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ .