Post: #1
Title: الـله يرحمه!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-18-2019, 02:00 PM
02:00 PM September, 18 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
بالمنطق
* كأنه يغني لآخر مرة.. *هكذا قلت لمن كانوا بجواري وقتذاك.. * فقد تخيلته يستنزف قدراً كبيراً من طاقته الفنية ــ والصحية ــ في (حب الأديم).. * وكان يوم الاحتفال بتوقيع الوثيقتين قمة تجليات حب الأديم هذا.. * والآن سيحتوي جسده الطاهر هذا الأديم الطاهر.. * رحم الـله صلاح بن البادية…. وأعتذر لروحه الآن عن سؤالي السخيف ذاك.. * يوم سألته ــ في لقاء تلفزيوني ــ عن علاقة المطرب بالسياسة.. * وكنت أعني علاقة بعض مطربينا الكبار بالأنظمة الشمولية؛ ومنها نظام مايو.. * ولا أنسى الاضطراب الذي كسا محياه في تلكم اللحظة.. * فقد عينه النميري عضواً بالاتحاد الاشتراكي… تعويضاً له عن سقوطه في الانتخابات.. * ليست انتخابات سياسية… وإنما (فنية)؛ خاصة بنقابة المغنين.. * والآن أخشى أن يكون هذا هو المصير نفسه للذي استبشرنا به يوم احتفال الوثيقتين.. * فقد تمخضت آمالنا لتلد ما هو دون توقعاتنا بكثير.. * لتلد لنا شخصيات تهرول نحو الكاميرات… قبل أن تهرول تجاه مسؤوليات مناصبها.. * فتكون البسمات والضحكات واللفتات ــ من ثم ــ هي كل ما تملك.. * ويكفي ــ كضرب مثل ــ (قومة نفس) وزير الإعلام إزاء إقالة عيساوي فقط.. * وتلعثم وزيرة الخارجية بين يدي كل مقابلة تلفزيونية.. * وخطة وزيرة الرياضة…عن إنقاذ الرياضة… بتأنيث الرياضة.. * وبرنامج وزير الأوقاف عن (أولوية) إرجاع اليهود.. * والأمر ذاته ينطبق ــ بصورة أو أخرى ــ على السادة أعضاء السيادي… والسيدات.. * علماً بأنه ما كان عليهم أن يتكلموا أصلاً… قبل أن يفهموا شيئاً.. * قبل أن يفهم كلٌّ منهم طبيعة عمله… وواجبات وظيفته…. وأحوال وزارته.. * وحتى بعد أن يفهم فليس مستحباً الكلام… إلا عند الضرورة.. *والضرورة هذه لن تكون ــ بأي حال ــ الهرولة إلى الفضائيات… بإشارة أصبع.. *ثم الاندياح ضحكاً… وتبسماً… وتظارفاً… وتفلسفاً.. * فلا تفسير لمثل ظاهرة (الخفة) هذه سوى شيء واحد؛ شدة الفرح بالمنصب.. * وهو فرح لا يتسق مع أجواء الراهن… ولا يناسبه.. * أجواء الدماء… والدموع… والأنين… وقضية المفقودين.. * وقد كنا نعيب على أهل الإنقاذ ــ لأكثر من ربع قرن ــ كثرة الأقوال… وقلة الأفعال.. * ثم عدم القدرة ــ كذلك ــ على إخفاء الفرح بالمنصب.. * ومعروف أن أهل الإنقاذ هؤلاء كانوا (بسببهم)؛ فشعارهم (لدنيا قد عملنا).. * حتى وإن قالوا العكس؛ خداعاً لأنفسهم… والناس… والـله.. * فما سبب ــ إذن ــ ضحك… وفرح… وخفة… وزراء حكومة الثورة (الدامية)؟.. * وذلك بدلاً من أن تعكس وجوههم طابع (الحزن النبيل)؟.. * فيا سيد حمدوك: بالـله عليك حاول إعادة النظر في اختيارك لبعض وزراء حكومتك.. * فليس من العيب أن تخطئ… ولكن العيب أن تتمادى في الخطأ.. * وأول الذين عليهم أن يترجلوا السيدة وزيرة الخارجية… مع كامل احترامنا لها.. * فما من شيء كان يجبرها على (المذاكرة) أمام الكاميرا.. * بل ما من شيء يجبرها ــ أساساً ــ على الكلام… وهي (في بداية طريقها) الوزاري.. * ثم يتبعها آخرون؛ من الفرحين… الضاحكين… (الخفيفين).. * وإلا فنخشى أن يستحق طاقمك الوزاري هذا ــ عما قريب ــ مثل عنواننا أعلاه.. * الـله يرحمه !!
alintibaha
|
|