إلى متـــى مقـــــولة : ( باركوهــــــــا يــــــا جماعــــــــة ) ؟؟

إلى متـــى مقـــــولة : ( باركوهــــــــا يــــــا جماعــــــــة ) ؟؟


09-18-2019, 08:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568790862&rn=0


Post: #1
Title: إلى متـــى مقـــــولة : ( باركوهــــــــا يــــــا جماعــــــــة ) ؟؟
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-18-2019, 08:14 AM

08:14 AM September, 18 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

إلى متـــى مقـــــولة : ( باركوهــــــــا يــــــا جماعــــــــة ) ؟؟

( باركوها يا جماعة ) .. تلك العبارة أصبحت منقصاُ يجلب الآهات والأنات .. وفي نفس الوقت تمثل العوائق والعثرات تحت الأقدام !.. والشعب السوداني هو من أكثر الشعوب التي تستخدم تلك العبارة .. لأكثر من ستين عاماُ تقع الهفوات والعثرات في مسارات البلاد .. والأسباب في تلك الهفوات والأخطاء تكمن في هؤلاء البعض من أبناء الشعب السوداني الذين يستخدمون كل مرة عبارة ( باركوها يا جماعة ) .. وكذلك عبارة : ( عفا الله عما سف !! ) .. وخاصة تشتد عقيرة هؤلاء حين يوجب الحساب والعقاب على المخطئين والمفسدين .. وبالتالي فإن دولة السودان واجهت فيضاُ من الأخطاء والهفوات والزلات والعثرات منذ الاستقلال وحتى هذا اليوم .. وذلك دون رادع يعني الحساب والعقاب .. ومن العجيب أن البعض يظن أن كثرة المجاملة والعفو والتسامح هو ذلك الترياق المفيد .. ويجهل أن أسباب البلاء والابتلاء تكمن في ذلك التساهل الذي يمنع المسائلة والحساب والعقاب !.. والمضحك للغاية أن البعض يستحي ببلاهة شديدة حين يوضع المسئولون فوق كراسي المسائلة .. وهو ذلك البعض الذي يمثل العلة ويمثل نقاط الضعف في بنية الشعب السوداني !! .. فدائماُ وأبداُ نجده ذلك الخائف الوجل المرتجف الذي يخشى المواجهات والشدائد والصعاب .. وكلما ينادي المنادون بضرورة المسائلة والمحاسبة لهؤلاء المسئولين بنبري أحدهم ليردد عبارة ( باركوها يا جماعة ) !.. وعبارة ( عفا الله عما سلف ) .. وتلك الظاهرة كثيراُ ما تفقد الأطراف السودانية المجالات الحرة للحوار والمناقشة التي توصل الأطراف للحلول المرضية .. حيث يتأفف البعض من تلك المسائلات والحوارات الساخنة .. ويجتهد لينهي الجدال تحت فرية : ( باركوها يا جماعة ) !.. وتحت فرية: ( عفا الله عما سلف ) .. وقد جاء الوقت لأبناء السودان أن يمزقوا ذلك الاصطلاح من قواميس الحوار .. وأن يخرجوا من قوقعة التخاذل وقلة الجرأة .. بل أكثر من ذلك جاء الوقت لإحياء ذلك الشعار القديم الذي كان سائداُ بالسودان في أيام المستعمر البغيض .. حيث شعار : ( أرفع رأسك ، وحرر نفسك ! ) .

والملاحظة الأخيرة نقول لأي مسئول سوداني ارتضي بأن يضع نفسه في موضع المسئولية عليه أن يتحمل كل التبعات والآراء التي تقول عنه بالسالب أو بالموجب .. وذلك بكل رحابة صدر ودون أي تأفف أو شكوى .. ولا يتوقع أي مسئول سوداني بعد اليوم أن يهنأ بذلك النوع من المهادنة والملاطفة والمجاملة في السراء والضراء كما كان يحدث في العهود البائدة .. فللمجتهدين من المسئولين سوف يقدم الشعب السوداني كل التحايا والإشادة والتقدير .. كما أنه سوف يبادر بالاعتراف والامتنان والهتافات والتصفيق .. وفي نفس الوقت فإن المقصرين من المسئولين سوف يواجهون شعباُ يجاهر ويفضح ذلك التقصير بالصوت العالي المسموع في كل أرجاء العالم .