هي ليست كذلك ..!! - - بقلم هيثم الفضل

هي ليست كذلك ..!! - - بقلم هيثم الفضل


09-18-2019, 05:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568782607&rn=0


Post: #1
Title: هي ليست كذلك ..!! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-18-2019, 05:56 AM

05:56 AM September, 17 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



ليت وزيرة الرعاية الإجتماعية تخرج بالرؤية الإستراتيجية لأهداف الوزارة ومشاريعها من دائرة الإكتفاء بالمساندة المادية المحدودة للشرائح المجتمعية الضعيفة إقتصادياً و(الدعم الإسعافي) لمقدراتهم على مجابهة مشكلات الوضع الإقتصادي والبيئي المُتردي ، إلى دائرة المساهمة والتأثير الفاعل لدى الجهات ذات الإختصاص في ( توفير ) البيئة الأمثل للخروج من الأزمة خصوصاً للذين يُعانون الآن من الكثير المشكلات وفي مقدمتها الإقتصادية ، على الوزارة ألا تكتفي بمشاريع الدعم المادي المباشر للفقراء وأصحاب الإحتياجات الخاصة حتى لو كان ذلك عبر توفير مشاريع إنتاجية صغيرة تساعدهم على مجابهة متطلبات الحياة الضرورية ، فالعهد الجديد يدفعنا إلى أن نتطلَّع لمساهمة الوزارة في التدخل لصالح الشرائح الضعيفة في كل الإتجاهات التي تساهم في إخراج الإنسان من دائرة الفقر ، على الوزارة أن تكون متواجدة وداعمة لكل المخططات المتعلِّقة بتخفيف العبء المعيشي عن الشرائح الضعيفة ، وذلك بالتواصل مع الجهات ذات الصِلة ، كوزارة المالية إذا ما جاء الحديث عن رفع الدعم من السلع الضرورية ، وعبر وزارة الصحة ومؤسساتها إذا جاء الحديث عن صحة الأمومة وتوفير الأدوية الضرورية والمُنقذة للحياة ، وإذا جاء الحديث عن حماية المستهلك من إستيراد وإنتاج السلع غير المطابقة للمواصفات ، وعن حالة البيئة العامة للأسواق وإرتفاع الأسعار ، وعن حالة الفاقد التربوي بسبب الحروب والفقر وما يترتب على ذلك من إنعكاسات إجتماعية كالتشرُّد ورواج المخدرات والتسوُّل وتطوَّر الجريمة وأدواتها ، وزارة الشئون الإجتماعية إختصاصاتها وتأثيراتها أوسع من تلك الصورة النمطية المتوارثة وتلك العقلية التي كان يعمل بها نظام الإنقاذ البائد ، إنها وزارة المجتمع وحامية شرائحهُ المُنهكة بالفقر والمرض وأحياناً الجهل ، نتطلَّع إلى أن لا تحصر أعمال هذه الوزارة الإستراتيجية فقط في توفير الدعومات المؤقتة للأسر المحتاجة أو الإشراف على برامج منظمات المجتمع المدني وتسيير القوافل الصحية والتوعوية ، كما نريدها متواجدة في كل المؤسسات الرسمية التي تصدُر من دواوينها قرارات وقوانين وإجراءات تمِس سلامة وأمن ورفاهية المجتمع .

فيما يختص بإستمرار حملة إغتيال شخصية وزيرة الخارجية ، ما أزال أُكرِّر أن الأستاذة أسماء يمكن تصنيفها على مستوى كاريزما التواصل الإعلامي مع الجمهور (متوسطة الحال) ، وهي بالنسبة لي ليست سيئة وفي ذات الوقت أُلفت إنتباه المنتقدين (ما عدا عُصبة المعادين للثورة) إلى أن موهبة الإبهار الخطابي والتمتُّع بمواهب الخطابة والمقدرة (العالية) و(الإستثنائية) على التعبير ، ليست من المواصفات والشروط الإستراتيجية الواجب توفرُّها لتولي وزارة الخارجية ، فمعظم أعمال الخارجية تتصل بمخططات وإستراتيجيات وتوجهات وبروتوكولات تسعى نحو كسب المصالح أو درء الخسائر ، هذه السيدة على المستوى المهني المختص بالعمل الدبلوماسي لم نختبرها بعد وقد تكون (ناجحة ومتفرِّدة) في هذا المقام وأخشى أن نظلم أنفسنا وبلادنا بظلمها ، وكثيرون من عباقرة ومشاهير العمل السياسي والدبلوماسي والعلمي والأكاديمي والأدبي حول العالم كانوا لا يجيدون الكلام ولا يمتلكون ناصية الخطابة وأحياناً لا يُسهبون في بيان أفكارهم ولا يجيدون مُجرَّد التعبير عنها ، ما تتطلعون إليه من مواهب في وزيرة الخارجية لا يكون ذا أهمية إلا إذا كانت مُعيَّنة كناطقة رسمية بإسم الحكومة وهي ليست كذلك.