لا ترمي الآخرين بالتخلف وأنت تقف في نهاية الصفوف !!

لا ترمي الآخرين بالتخلف وأنت تقف في نهاية الصفوف !!


09-15-2019, 10:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568539078&rn=0


Post: #1
Title: لا ترمي الآخرين بالتخلف وأنت تقف في نهاية الصفوف !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-15-2019, 10:17 AM

10:17 AM September, 15 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

لا ترمي الآخرين بالتخلف وأنت تقف في نهاية الصفوف !!

ألسنتنا هي تلك الطويلة التي تتفاخر في الفارغة .. ومنذ أن بدأت دولة السودان الحديثة خطواتها بعد الاستقلال كان البعض منا يحس بنوع من الأفضلية في الإدراك والفهم عن بعض الشعوب العربية والأفريقية .. كانت ألسنتا تصف هؤلاء بالعرب الأجلاف وتصف هؤلاء بالأفارقة المتخلفين .. ولكن شاءت الظروف أن يتواجد أبناء السودان المهاجرين بكثافة في العديد من الدول العربية والأفريقية .. وكانوا من ضمن الرواد الأوائل الذين ساهموا في إرساء البنية التحتية لتلك الدول .. وبالضرورة تعاملوا مع شعوب تلك الدول .. وحينها اكتشفوا تلك الحقيقة التي تؤكد بان شعب السودان هو مجرد شعب يجيد الثرثرة الفارغة .. كما يجيد ( طق الحنك !! ) .. فتلك الشعوب العربية والأفريقية ليست كما هي في مخيلة البعض من أفراد الشعب السوداني .. بل هي شعوب واعية وفاهمة ومدركة وذكية للغاية .. وتختلف كلياُ عن تلك الأوصاف المتردية التي يرددها البعض من أبناء السودان ويصفهم ( بالأجلاف والمتخلقين ) .. وقد استطاعت تلك الشعوب أن تبني بلادها في سنوات قليلة لتصبح في مصاف الدول الحديثة والمتقدمة اليوم بين دول العالم .. وذلك رغم أنها بدأت خطواتها في التنمية والبناء بعد خطوات السودان بسنوات عديدة وطويلة !.. وقد استطاعت أن تفعل ذلك في صمت شديد دون تلك الثرثرة الفارغة المعهودة في الشعب السوداني .. ودون تلك المناوشات البدائية المتخلفة التي عطلت وتعطل مسار السودان .. وبالرغم من ذلك مازال البعض من أبناء السودان يصف هؤلاء بالأجلاف والبدائيين في الوقت الذي فيه هو يحتل المركز الأخير حين تجري المقارنة بينه وبين شعوب العالم !.. فهو ذلك الشعب السوداني الذي مازال يكابد الويلات في أتون الجحيم لوقت يشارف القرن من الزمان .. ورغم ذلك مازال يثرثر باللسان وهو يقف حافياُ تحت الهجير !!.. في الوقت الذي فيه قد تحول هؤلاء الأجلاف والمتخلفين ليناموا تحت المكيفات ليلاُ ونهاراُ ويركبوا آخر الموديلات من السيارات !!.. وقد بلغت تلك الشعوب العربية والأفريقية مراحل متقدمة في مجالات عديدة .. وخاصة شعوب دول الخليج العربي التي أصبحت في مقدمة الشعوب اللصيقة بالتكنولوجيا الحديثة .. والإحصاءات تؤكد تلك الحقيقة وتضعهم في مقدمة الشعوب التي تتعامل مع عالم الحاسوب اليوم .. بل وأكثر من ذلك فتلك الشعوب العربية في دول الخليج بدأت تنافس أمهر المحترفين واليهود حول العالم في مجالات المعلومات والحاسوب .. وخاصة في المجالات التي تقتضى المنافسات القوية .. مثل مجالات ( القرصنة والتهكير ) في عالم الحاسوب .. وتلك المهارة العربية قد أذهلت وحيرت العالم واليهود قبل غيرهم !!.. في الوقت الذي فيه نجد أن تسعين في المائة من أفراد الشعب السوداني لم يسمع بالحاسوب حتى اليوم !!.. ولا يعرف شيئاُ عنه إطلاقاُ !!.. ناهيك عن استخداماته تلك الخطيرة التي تميز اليوم الشعوب المثقفة عن الشعوب الجاهلة !. ورغم كل ذلك فنحن ندعي العلياء والفهم والإدراك فوق إدراك الشعوب الأخرى !.. ثم نرمي الآخرين بالأجلاف والمتخلفين !!.. وكل ذلك مجرد افتراءات وتبجحات في الفارغة !!. وقد جاء الوقت ليعرف الشعب السوداني معياره الحقيقي قبل أن يحكم على الشعوب الأخرى !!.. ولا يجوز له بعد اليوم أن يرمي الآخرين بالأجلاف والمتخلفين في الوقت الذي فيه هو متخلف عن ركب الشعوب المتقدمة بمراحل طويلة !!.. وهو ذلك الشعب الذي يقف في نهاية الصفوف لما يشارف القرن من الزمان .. يهدر السنوات تلو السنوات في المناكفات والمناوشات .. وقد يحق للآخرين أن يصفونا بالأجلاف والمتخلفين حيث تجاربنا تلك الفاشلة العديدة المتكررة .