عبد الخالق محجوب (1927-1971): قائلاً خير ومضى لصلاة المغرب بقلم عبدالله علي إبراهيم

عبد الخالق محجوب (1927-1971): قائلاً خير ومضى لصلاة المغرب بقلم عبدالله علي إبراهيم


09-14-2019, 06:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568483283&rn=0


Post: #1
Title: عبد الخالق محجوب (1927-1971): قائلاً خير ومضى لصلاة المغرب بقلم عبدالله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 09-14-2019, 06:48 PM

06:48 PM September, 14 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





(نص لأستاذنا عبد الخالق محجوب نشره في جريدة الميدان في نوفمبر 1957 (ضاع اليوم عني) يناقش دعاة الدستور الإسلامي على حد الوطنية لسودانية)
منذ مدة، وعقب ترشيح أحد الأعضاء البارزين في الغرب عن طريق الهيئات الإسلامية، كتبنا نتساءل عن موقف هذه الهيئات من القضية الوطنية. وطالبناها بتحديد رأيها. وقلنا وقتها إن الشعب السوداني يخوض إنتخابات البرلمان المقبلة حفاظاً على استقلاله، وأن الذين يهددون الاستقلال هم الرجعية: زعماء حزب الأمة. ولهذا أصبح كل جهد لا ينصرف لهذا الغرض جهداً ضائعاً يضر بقضية البلاد الوطنية. قلنا أيضأً إن الدستور الإسلامي أو الدستور الشيوعي أو غيرهما لا يمكن أن تٌحقَق إلا في ظل السودان المستقل المٌدَعم الاستقلال. وناشدنا على هذا الأساس رجال الهيئات الاسلامية الذين يعملون في كل يوم اجتماعاً، أو يرسلون برقية، ليحددوا موقفهم في القضية الوطنية.
في عدد "السودان الجديد" (الجريدة) الصادر يوم السبت الماضي كتب السيد بابكر كرار، عضو الجماعة الإسلامية، يطالب كل الهيئات والجماعات الإسلامية والمؤمنين بالدستور الإسلامي أن يتكتلوا في أجهزة مستقلة وأن يخوضوا الانتخابات المقبلة لإنجاح فكرة التشريع الإسلامي. نريد أن نسأل السيد الكريم إذا جاءكم رجعي وأيدكم في الدستور الإسلامي بحماس في الوقت الذي يرتبط فيه هذا الرجل بسياسة حزب الأمة والاستعمار هل تعتبرونه عضواً صالحاً في دعوتكم تلك؟ هل تعتقدون أن المعركة الآن هي معركة دستور اسلامي أو غيره؟ نحن نسأل لأن الإسلام يٌستَغل في هذه الأيام على أيدي الكثير من المدعين استغلالاً سيئاً. فالباكستان الجمهورية، القائمة على نصوص دستور إسلامي إلى حد بعيد، هي أردأ دولة في الشرق اليوم. هي سند للاستعمار وعدوة للسلمين أنفسهم. ألا تعرفون أن ممثلها في هيئة الأمم المتحدة وقف بالأمس يقول إن سوريا المسلمة تكذب وأن أمريكا وتركيا صادقان. ليست الدساتير الإسلامية أو الديمقراطية أو الاشتراكية بالنسبة لبلادنا إلا قواعد لتنظيم الحياة على أرض وطننا. فإذا كانت ملكاً للرجعيين أو الاستعماريين كما حدث في باكستان فإن هذه الدساتير لا تساوى قصاصة الورق الذي يكتب عليها. وهذا ما نأمل أن يفهمه المنادون بتكتل إلى الدستور في المعركة الراهنة.
بقيت نقطة أخرى: نحن نعلم أن الكثيرين من قادة الهيئات الإسلامية يؤيدون بعض الأحزاب الكبيرة وخاصة حزب الأمة. وهذا التأئيد لا يمكن أن ينهيه قرار من هذه الهيئات. وهذا خطر على الوطن وثغرة يستغلها زعماء حزب الأمة. وشيء آخر هو أن جماعة الإخوان المسلمين في كل العالم لعربي تقف ضد سياسة التحرر الوطني التي تتزعمها مصر وسوريا وتقود العرب والمسلمين في طريق العزة والكرامة. إن حوادث الأردن لا شك أنها وصمة عار في حبين هذه الهيئة لن ينساه وطني عربي حر. ونسأل ما هي العلاقة بين الإخوان المسلمين هنا وزعمائهم في الخارج؟
إن موقف الأخوان المسلمين غامض في كثير من القضايا الوطنية. فبعضهم يميل إلى حزب الأمة ويؤيده. وأغلبهم يمتليء حقداً على مصر الحرة. لقد مضى عهد الغموض. والمعركة واضحة فإما مع اليمين مع الرجعية وإما في طريق مستقيم مع الوطنية السودانية. لقد وضح الطريق فإلى اين أنتم سائرون أيها السادة؟

(حدث حاتم عمر بخيت المخلوع عن حقيبة محمد بن سلمان التي حوت 25 مليون. وقال إنه تعامل معها بشكل عادي. "ورد قائلاً خير. ومضى لصلاة المغرب").