ما هو يا تحكموا انتو يا نحكم نحن! بقلم كمال الهِدي

ما هو يا تحكموا انتو يا نحكم نحن! بقلم كمال الهِدي


09-12-2019, 03:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568297781&rn=0


Post: #1
Title: ما هو يا تحكموا انتو يا نحكم نحن! بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 09-12-2019, 03:16 PM

03:16 PM September, 12 2019

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





تأمُلات



. بالأمس كتبت مقالاً واضح الفكرة ناشدت فيه الأخ وزير الاعلام بأن يتحركوا سريعاً لتنظيف بعض أجهزتنا الاعلامية من الأدران التي علقت بها طوال العقود الماضية.

. وقد ختمت إحدى فقرات المقال بجملة قصيرة يبدو أن البعض لم ينتبهوا لها.

. الجملة المعنية هي " إلا إذا كانت حكومته المدنية تقيده ببرامج غير المعلن عنها"!!

. أقول ذلك لأنني تابعت الهجمة الشرسة (المبررة) على أستاذ فيصل كرد فعل تجاه تصريحه بأن إقالة مدير التلفزيون عملية معقدة.

. لكن حتى لا نبدأ دورنا الرقابي بطريقة خاطئة أذكر بأن فيصل لم نعهده جباناً كما وصفه البعض.

. قد تكون مشكلته الوحيدة أنه رجل مثالي يعيش في غابة من وحوش لا تفهم لغة وسلوك الأشخاص المثاليين.

. ولكي تتضح الصورة كاملة وحتى لا نظلم فرداً، أو مجموعة أفراد نعود لجملتي القصيرة " إلا إذا.." التي أعدت نشرها أعلاه.

. فالحكومة التي يشغل فيها فيصل منصب وزير الإعلام تشكلت لتنفيذ برنامج معلن ومعروف لكافة الثوار.

. وسؤالنا للحكومة برمتها ولرئيسها الدكتور حمدوك هو:" هل جئتم لتنفيذ هذا البرنامج المعلن أم لتنفيذ برنامج آخر لا يعرف عنه الشعب السوداني شيئاً؟"

. إن كان هدفكم هو البرنامج المعلن والمتفق عليه فلا تقولوا لنا أن أمر إقالة بعض أرزقية الإعلام تتطلب وقتاً.

. لسنا ثواراً مراهقين نفترض أن إصلاح خراب الثلاثين عاماً يمكن أن يتم خلال أيام أو أسابيع.

. لكننا نفهم أيضاً أن بعض المهام لابد أن تكون عاجلة.

. ولأن الإعلام يمثل رأس الرمح في عملية التغيير كنا نتوقع أن يتم كنس القائمين على أجهزته الرسمية على الأقل خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى من إعلان الحكومة.

. ألم يكفكم تجاهل قناة السودان للمؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء مع ضيفه الألماني!!

. ألم تغضبكم عملية التشويش التي صاحبت ذلك المؤتمر!!

. من غير المنطقي ولا المقبول أن يُترك من شككوا في كنداكاتنا وأساءوا لشبابنا وأعتبروا إحدى أكبر جامعاتنا وكراً للرذيلة والفساد على رأس وظائفهم.

. وليس مقبولاً أن نقرأ كل يوم المقالات التحريضية ووصفكم أنتم أنفسكم بالكفرة الذين جاءوا لطمس هوية الشعب الدينية، دون أن تحركوا ساكناً بحجة حرية الرأي وأن الرد على هؤلاء متاح!

. وأسألكم أين سيكون الرد أصلاً، وجل أجهزة اعلامنا وصحفنا مملوكة أو يرأسها أذيال النظام القبيح الذي ثار ضده الشارع السوداني!

. كيف لشعب السودان أن يحتمل الاستفزازات اليومية والطعن في ثورته وفي وقت يحكم فيه من أتت بهم قوى الثورة!

. لما تقدم أرجو ألا نتعامل مع وزراء الحكومة كأفراد لنسب هذا أو نستصغر ذاك.

. واجبنا أن نراقبهم ونقومهم متى ما أخطأوا نعم.

. لكن عندما تتأخر الأمور العاجلة بهذا الشكل ونشعر بأن هناك تساهل في التعامل مع فلول نظام الكيزان فعلينا أن نوجه سهامنا نحو رأس الأفعى التي تشجع على الهبوط الناعم.

. فلا أظن أن فيصل سيتوانى إن طلبت منه حكومته أن يخلي كل من بداخل التلفزيون القومي في ساعات معدودة.

. لكن الواضح أن الدكتور حمدوك نفسه يتعرض لضغوط من أجل الهبوط الناعم والتعامل برفق ولين مع الفلول.

. لا يكفي أن يدعوا قادة قوى الحرية والتغيير لمليونية تعيين رئيس القضاء أو غيره.

. فأنتم في القوى أصحاب الجلد والرأس ومن الآن فصاعداً يفترض أن يكون لكم رأي واضح في أي تأخير يحدث في تنفيذ برنامج الثورة.

. أما المليونيات فأتركوها للجان المقاومة بالأحياء، لينسقوا معكم حولها إن شاءوا.

. أما أنتم أخوتى في قوى الحرية والتغيير (شوفوا لينا) جماعة الهبوط الناعم وتعاملوا معهم وحجموا دورهم حتى تكتمل ثورتنا.

. فمن رابع المستحيلات أن نقبل بعد كل هذه التضحيات بثورة منقوصة.

. ويا شابات وشباب لجان المقاومة كونوا على أهبة الاستعداد دوماً، وتذكروا أن دوركم في الفترة القادمة لن يكون خدمياً فقط.