وزيرة الخارجية والعودة الي السودان الأقدم بقلم محمد ادم فاشر

وزيرة الخارجية والعودة الي السودان الأقدم بقلم محمد ادم فاشر


09-12-2019, 03:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568297602&rn=0


Post: #1
Title: وزيرة الخارجية والعودة الي السودان الأقدم بقلم محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 09-12-2019, 03:13 PM

03:13 PM September, 12 2019

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





من الصعب جدا انتقادها من اول طلة لها في التلفزيون ولكن يمكن اجراء التقييم الاولي لقدراتها الفكرية والسياسية والدبلوماسية,وهذا التقييم بناء علي ردود افعال التواصل الاجتماعي بانها لم تكن علي قدر التوقع ، ولا مستوي تطلعات الثوار .لضعف قدراتها كما تراها الجميع ولم يحدث ان رأيت تعليقا إيجابيا واحدا حتي من ذويها الذين ينشطون مثل هذه الحالات في العادة للتلميع .
بالرغم من ان اختيارها تم بناء علي خبرتها في مجال الدبلوماسي علي ما اعتقد ولاعتبارات اخري ،الله و حمدوك والقحت وحدهم يعلمون ولكن بالقطع ليست الشخصية المتوقعة التي تمت التفضيل علي الدبلوماسي بالفطرة الآستاذ عمر قمرالدين وهذا يذكرنا أعمال كوميدي التشادي الكندو عندما كان يمثل دور مسؤل كبير في الجيش وهو لا يعرف القراءة والكتابة و هناك موظفا يلازمه ويكتب له قراراته ويقرأ له الرسائل واردة ويقوم بالرد عليها هذا المثال بالرغم من خشونته الا انه معبر جدا عن وضع الانسان غير المناسب في المكان المناسب وهو التفضيل لاعتبارات اخري غير الكفاءة احيانا كثيرة، وقطعا هذه الحالة واحدة منها . مهما قلنا غير ذلك .
وان حدث خطأ في تقيمنا لها فان ملامح دبلوماسيتها التي عرضتها في اللقاء كانت غير موفقة حتي من الناحية المنهجية والتي من المفترض ان تعبر عن سياسة حكومة الانتفاضة وليست قناعتها الشخصية ورؤيتها المفترضة للعلاقات الخارجية للسودان هي النسخة المحفوظة عندها عن ظهر القلب منذ ان بدأت خدمتها في الدبلوماسية التي استمرت عقودا،
فعلا تلك كانت السياسة السودانية في العقود التي خلت حتي صارت السودان راس الرمح في العداء لإسرائيل اكثر من فلسطينين انفسهم ودفعت السودان ثمن عدائها لإسرائيل ولم يفطنوا حقيقة الدور الاسرائيلي في السياسة الدولية الا متاخرا ،عندما وقع الانقاذيون في احضان اليهود بعد عنادهم سنينا .ونحن لا نري البداية من حيث انتهي اليه الانقاذين ولكن السياسية الدولية المتوازنة هي التي تعيد السودان الي الاسرة الدولية. فان بداية الأخت الوزيرة كانت خاطئة والسبب ليس لديها حضور سياسي والا ادركت دور الاسرائيلين في رفع العقوبات وإبعاد السودان من قائمة الإرهاب وهذه هي وظيفتها اولا واخيرا ان فشلت فيها فشلت وان نجحت فيها نحجت . فان هذا المدخل بالقطع لم تنجح في المهمة.
وفي تقديري المتواضع لا اعتقد هده هي سياسة حكومة الانتفاضة وان كانت كذلك طالت ليلتنا.وحتي الاجتهاد الدبلوماسي العادي كان عليها ان تدرك عندما حفيت الانقاذين اقدامهم جريا خلف اليهود لهذا الغرض الي اهلكهم الله بالطوفان السياسي .
والخطا المنهجي الاخر انها لم تدرك حقيقة انها تمثل كل الشعوب السودانية وهذا سلوك قديم لدبلوماسية السودانية فكثير منهم لم يعترفوا خارج السودان بالسودانيين غير العرب وكان أكثرهم صراحة السفير مدعو احمدي شاعر القدافي لم يعترف باهل دارفور بانهم سودانيون عندما كان سفيرا في ليبيا .
فالأخت الوزيرة عندما ميزت العرب بانهم اشقاء والأفارقة بانهم الجيران كان ذلك ليس مجرد خطأ بل غباء دبلوماسي وفكري اوله ان علاقاتنا بالعرب ليس لانهم اشقاء بصلة الدم بمعني الكلمة بل الثقافة والدين وان هناك شعوب كثيرة تربطها هذه العوامل مع دول الجوار الأفريقي ،السيدة الوزيرة من المفترض ان تعبر عن هذه العلاقات بالتوازن حتي تلك التي تنطلق من داخل السودان لان كلمات التي ينطقها الدبلوماسي ينظر اليها حتي ما وراء الكلمات ، ناهيك ان تاتي بمثل هذه الصراحة في تحديد هوية السودان المتنازع عليها.
وهكذا تبدو السيدة الوزيرة انها غير مواكبة لتطلعات الثورة التي رفعت شعار الانعتاق من السياسات القديمة وبداية جديدة للسودان تبدأ كل شئ من منطلق مصلحة السودان ثانيا تقدير الدور الأفريقي لوقوفها في كل محطات الثورة .هذه هي الركائز والملامح لسياسية الخارجية السودانية وليس ان نعود حتي الي عهد قبل الانقاذين
وعلي الحكومة ان تعلم ان توزير هذه السيدة في حكومة الشاب كان خطأ قاتلا لان البداية الجديدة لا تحققها شخصيات قديمة لانها لم تنعتق من افكارها القديمة وأنها ضيعت كلمة السر في السياسة الخارجية فان ابعادها فقط لا يكفي وبل يفترض انكار تصريحاتها لان العالم ينظر الي السودان بالعدسات المكبرة لتعرف من انتم ؟